تُعد مصفاة جازان من المشاريع العملاقة التي تثير فضول الكثيرين، لكن هل فكرت يومًا كيف يمكن لمنشأة واحدة أن تغيّر مسار التنمية في منطقة كاملة وتنعكس آثارها على اقتصاد وطن بأكمله؟ هذا المشروع لا يقتصر على كونه محطة لتكرير النفط. بل يمثل ركيزة استراتيجية تدعم الصناعة، وتفتح آفاقًا جديدة للطاقة. كما أنها تساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. في السطور القادمة، نتناول أهدافها وميزاتها ونوضح أهم ما يميزها عن غيرها.
ما أهمية مصفاة جازان ؟
تقع المصفاة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية على ساحل البحر الأحمر قرب مدينة بيش، وهذا الموقع الاستراتيجي يمنحها سهولة الوصول إلى طرق الملاحة الدولية ويساعد في تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير.
كما أن المشروع يمثل ركيزة مهمة لتنمية الجنوب السعودي لأنه يخلق فرص عمل جديدة ويدعم الصناعات التحويلية في المنطقة. إضافة إلى ذلك، فهو جزء أساسي من خطة شركة أرامكو السعودية لزيادة الطاقة التكريرية وإنتاج وقود نظيف ومنتجات بتروكيماوية تعزز تحقيق رؤية المملكة 2030.
اقرأ أيضاً: الاستثمار في مصافي النفط في السعودية .. الفرص والتحديات.
ما هي أبرز أهداف مصفاة جازان ؟
تم إنشاءها ضمن خطة واضحة تسعى من خلالها المملكة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية. ومن أبرز هذه الأهداف ما يلي:
- تعزيز التنمية في الجنوب عبر خلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المنطقة ودعم الاقتصاد المحلي.
- زيادة الطاقة التكريرية للمملكة لتقليل الاعتماد على تصدير النفط الخام وتحويله إلى منتجات ذات قيمة أعلى.
- إنتاج وقود نظيف منخفض الكبريت يساهم في حماية البيئة وتقليل الانبعاثات.
- دعم الصناعات التحويلية والبتروكيماويات من خلال توفير مواد أولية مثل البارازيلين والنافثا.
- المساهمة في تحقيق رؤية السعودية 2030 من خلال تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للطاقة.
ما الذي يجعل المجمع التكريري في جازان مختلفاً؟
تمتلك المصفاة خصائص عديدة تجعلها واحدة من أهم المصافي في السعودية والمنطقة، ومن أبرز هذه المميزات:
- سعة إنتاجية ضخمة تجعلها ضمن أكبر مشاريع أرامكو محلياً وتمنحها مكانة مميزة في قطاع التكرير بالمملكة
- إنتاج وقود نظيف منخفض الكبريت لتلبية المعايير البيئية العالمية وخفض الانبعاثات
- تكامل صناعي مع محطة IGCC لإنتاج الكهرباء والبخار والهيدروجين والغازات الصناعية
- دعم التنمية الاقتصادية في الجنوب من خلال توفير آلاف الوظائف ودعم الصناعات التحويلية
- الانسجام مع رؤية السعودية 2030 عبر تعزيز القيمة المضافة وتقليل الاعتماد على تصدير الخام
هل مصفاة جازان هي أكبر مصفاة في العالم؟
تلعب المصفاة دوراً مميزاً واستراتيجياً بالرغم من عدم تصدرها قائمة الأكبر. فهي معتمدة على أحدث تقنيات التكرير المتكاملة، وتضم محطة IGCC للتغويز بالدورة المركبة للأكبر عالمياً. كما أنها تأتي ضمن خطط أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة في المملكة، ودعم التنمية في الجنوب. إلى جانب تطوير صناعات الطاقة النظيفة.
قد يهمك أيضاً: أبرز المعلومات حول مصفاة ياسرف.
كم السعة الإنتاجية لمصفاة جازان ؟
تتمتع المصفاة بطاقة إنتاجية ضخمة تجعلها من أهم مشاريع التكرير في المملكة، وفيما يلي أبرز الأرقام المحدثة لعام 2025 التي توضّح حجم إنتاجها اليومي:
- 400,000 برميل يومياً هي السعة التصميمية الكاملة للمصفاة، وهي مستمرة منذ دخولها إلى مرحلة التشغيل الفعلي.
- عند وصولها إلى طاقتها الكاملة، تنتج المصفاة قرابة 75,000 برميل يومياً من البنزين، ما يعزز من قدرتها على تلبية الطلب المحلي وتصدير المنتجات.
- 250,000 برميل يومياً من الديزل منخفض الكبريت USD تنتجها المصفاة عند التشغيل الكامل، وهي فئة وقود ذات طلب متزايد بسبب معايير الانبعاث المنخفضة.
- من بقايا تكرير النفط، تُحوّل 90,000 برميل يومياً إلى وحدة التغويز IGCC بدلاً من تصديره مباشرة، مما يعزز التكامل الصناعي والإنتاج المستدام داخل المجمع.
ما هي المرافق الأساسية في مصفاة جازان؟
لا تقتصر المصفاة على وحدات التكرير فقط، بل تضم مرافق متكاملة تدعم عملياتها التشغيلية وتزيد من كفاءتها، ومنها:
- ميناء صناعي مخصص مزود بأرصفة متطورة لاستقبال ناقلات النفط وتصدير المشتقات البترولية.
- محطة تحلية مياه حديثة لتأمين الاحتياجات الصناعية والسكنية داخل المجمع.
- شبكة كهرباء متكاملة مرتبطة بمحطة IGCC لتوفير الطاقة للمصفاة وللمنطقة الصناعية المجاورة.
- خزانات ضخمة للخام والمنتجات لضمان مرونة التوريد والتوزيع واستمرارية العمليات.
- بنية تحتية لوجستية متقدمة تشمل خطوط أنابيب وطرق داخلية تسهل حركة النقل والإمداد، إضافة إلى مرافق سكنية وخدمية للعاملين.
الأسئلة الأكثر شيوعاً حول محطة جازان
يطرح الكثير من المتخصصين والمهتمين بقطاع الطاقة والصناعة تساؤلات متكررة حول هذا المشروع الصناعي العملاق، وذلك لرغبتهم في الحصول على معلومات دقيقة تسهم في فهم دوره وأهدافه الاستراتيجية. فيما يلي أبرز الأسئلة الشائعة مع إجابات وافية توضح الصورة بشكل كامل:
ما هي محطة مصفاة جازان؟
محطة مصفاة جازان هي مشروع صناعي متكامل يشمل مصفاة للنفط بطاقة إنتاجية كبيرة، ويرتبط بأكبر محطة تغويز بالدورة المركبة في العالم لإنتاج الكهرباء والبخار والهيدروجين، مما يجعلها أكثر من مجرد منشأة تكرير تقليدية.
ما أبرز ميزات مصفاة جازان؟
من أبرز ميزاتها إنتاج وقود نظيف منخفض الكبريت، تكاملها مع محطة IGCC، موقعها الاستراتيجي على البحر الأحمر، دعمها للتنمية في الجنوب، وانسجامها مع أهداف رؤية السعودية 2030.
هل محطة جازان النفطية هي الأكبر في الشرق الأوسط؟
لا تُعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، إذ تتفوق عليها مصفاة الرويس في الإمارات ومصفاة الزور في الكويت من حيث الطاقة التكريرية. ومع ذلك فهي واحدة من أحدث المصافي وأكثرها تكاملاً من الناحية الصناعية والتقنية.
كيف تساهم في دعم رؤية 2030؟
تسهم عبر تعزيز القيمة المضافة للنفط الخام، توفير آلاف فرص العمل، دعم الصناعات التحويلية، وإنتاج طاقة وأنشطة مستدامة تواكب أهداف التحول الاقتصادي والبيئي للمملكة.
في الختام، تُعد مصفاة جازان مشروعاً استراتيجياً يدمج بين التكرير والطاقة والبتروكيماويات، ويسهم في دعم التنمية المستدامة وتحقيق رؤية 2030.ندعوك لقراءة المزيد من مقالات مدونة بيوت السعودية للتعرف على أحدث المشاريع التنموية وأخبار الطاقة والصناعة في المملكة، كما يمكنك متابعتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي للبقاء على اطلاع دائم بكل جديد.
