تُقيم السعودية كوكبة كبيرة من المبادرات البيئية التي تدعم استدامتها وتحافظ على الطبيعة، إلا أنهم جميعاً يندرجون تحت مُسمى الاستثمار الأخضر في السعودية ومشاريعه، فما هو هذا الاستثمار؟، وما الذي يقدمه من نتائج إيجابية تنعكس على مستقبل المملكة؟، لنتعرف على هذا الاستثمار ونجيب عن جميع هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال المفصل.
ما هو الاستثمار الأخضر في السعودية ؟
يشير الاستثمار الأخضر في السعودية إلى توجيه رؤوس الأموال إلى مشاريع وأنشطة تُراعي البيئة وتُسهم في الاستدامة، إذ تشمل عدة مجالات مثل الطاقة والمياه والزراعة، بالإضافة إلى حماية البيئة وغيرها، كما يُعتبر الهدف الأساسي من هذا الاستثمار هو الجمع بين العائد المالي وتحقيق تأثير بيئي إيجابي.

كما يتم تطبيق الاستثمار الأخضر عن طريق عدة مشاريع مثل مصادر الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الطاقة، إلى جانب النقل النظيف وإدارة المياه بشكل مستدام، فضلاً على شموله الزراعة المستدامة والتشجير وحماية التربة، مما يسهم في خلق أرضية خصبة للابتكار التكنولوجي البيئي.
لماذا تركز السعودية على الاستثمار الأخضر؟
تُركز السعودية على هذا النوع من الاستثمار للعديد من الأسباب التي تنعكس إيجاباً على مستقبلها البيئي، حيث تأتي هذه الرؤية لمحاربة التحديات القادمة في ظل التلوث البيئي والضرر الحاصل نتيجة التطور، ومن أهم أسبابها هي:
- تحقيق التنوع الاقتصادي الذي تضمنته رؤية 2030 بعيداً عن النفط وتعزيز الاستدامة.
- تخفيض الانبعاثات الكربونية وتحقيق حياده مع الوصول إلى عام 2060
- استغلال الموارد الطبيعية بطريقة صديقة للبيئة مثل الشمس والرياح في الطاقة المتجددة.
- تحسين جودة الحياة من خلال تقليل التلوث والحفاظ على البيئة إلى جانب التكيف مع آثار التغير المناخي.
- استقطاب الاستثمارات العالمية في المشاريع الخضراء باعتبارها عنصراً مهماً للمستثمرين المهتمين بالاستدامة.
مبادرات الاستثمار الأخضر في السعودية

كدليل على التزام السعودية في تحقيق هذه الخطة ورغبتها الحقيقية في تعزيز الاستدامة البيئية، أُقيمت سلسلة من المشاريع والمبادرات التي تدعم هذه الاستراتيجية، ومن أبرز أمثلة على الاستثمار الأخضر في السعودية هي:
مبادرة السعودية الخضراء
أُطلقت مبادرة السعودية الخضراء بدعم من ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، والتي تسعى إلى تعزيز الجهود وتوحيدها ضمن خطط ثابتة ورؤية واضحة لتحقيق الاستدامة في المملكة، حيث تهدف هذه المبادرة إلى عدة أمور منها:
- زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة في المملكة.
- تقليل انبعاثات الكربون.
- مكافحة التغير المناخي.
كما ترغب هذه المبادرة بالجمع بين تحويل الطاقة وحماية البيئة وهو تجسيد لروح الاستثمار الأخضر في السعودية ، فضلاً عن بعض المشاريع التي تندرج ضمن نفس الفئة مثل البرنامج الوطني للتشجير.
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر لا تسعى السعودية بها فقط بالاهتمام البيئي ضمن حدودها، إذ تأتي هذه الدورة كاعتراف من المملكة بضرورة حل هذه المشكلة عالمياً، بالإضافة إلى كونها دليلاً على الرغبة في الإسهام بخلق الحلول المُبتكرة للحد من هذه المشاكل البيئية، ومن أهم أهدافها هي:
- تعزيز الجهود العالمية نحو بيئة أكثر استدامة.
- بناء تعاون إقليمي واسع يسهم في خفض الانبعاثات وحماية البيئة.
- توفير فرص اقتصادية مستدامة ينتفع منها شعوب المنطقة على المدى البعيد.
كما ينبثق من هذه المبادرة سلسلة من المشاريع التي تعمل بكل جهد لتحقيق هذه الأهداف، إذ تعتبر هذه المشاريع ناقلاً للرسالة وعنصراً أساسياً في تفعيل استراتيجية الاستثمار الأخضر مثل المراكز المتخصصة وبرامج تعزيز الاستدامة.
أهمية الاستثمار الأخضر في السعودية
يترتب على الاستثمار الأخضر في السعودية العديد من الأهميات المتنوعة في عدة مجالات، ومن هذه الأهميات هي:
الأهمية البيئية
تكمن الأهمية الأساسية في هذا الاستثمار في البيئة تحديداً، إذ تتلخص في خفض الانبعاثات الكربونية وحماية الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى مكافحة التغير المناخي وتعزيز التنوع البيولوجي، وذلك من خلال المشاريع العديدة التي تُقام لتنفيذ هذه الاستراتيجية.
الأهمية الاقتصادية
من الأهميات التي يحتويها الاستثمار الأخضر في السعودية هي الاقتصاد، حيث تتجلى هذه الأهمية في:
- تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط عبر تطوير قطاعات الطاقة النظيفة والزراعة المستدامة.
- جذب الاستثمارات الأجنبية عبر تطبيق الحوكمة البيئية والاجتماعية.
- خلق فرص عمل نوعية وتوفير الوظائف في المجالات التقنية والطاقة المتجددة.
- تعزيز الابتكار ودفع الشركات لتطوير حلول مبتكرة في كفاءة الطاقة وإعادة التدوير.
- خفض التكاليف طويلة الأمد والاستهلاك من خلال الاعتماد على الطاقة المتجددة.
الأهمية الاجتماعية والتنموية
لا تقتصر أهمية هذا الاستثمار في الناحية البيئية والاقتصادية فقط، حيث تنعكس أيضاً بشكل إيجابي على الناحية الاجتماعية والتنموية من خلال تحسين جودة الحياة بفضل الهواء النظيف والمدن المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز الوعي الاجتماعي وتشجيع الأفراد على تبني سلوكيات أكثر استدامة في الاستهلاك والطاقة.
كما ينعكس هذا الاستثمار على تحقيق العدالة البيئية من خلال التوزيع المتوازن للموارد وفرص التنمية بين الأجيال والمناطق، إلى جانب بناء المدن الخضراء وتحويلها إلى مدن ذكية وصديقة للبيئة مثل مدينة نيوم.
وبذلك يبقى الاستثمار الأخضر في السعودية حلاً مستقبلياً بشكلٍ ابتكاري ويُرسم خطى واضحة للاستثمار في المملكة، إذ يمكنكم التعرف أكثر على أنواع الاستثمار المستحدثة في البلاد من خلال مدونة بيوت السعودية التي تعرض لكم كل ما هو جديد ومتميز في قطاعات الاستثمار جميعها وخصوصاً العقارية.