هل تتخيل أن يصبح بناء منزل في السعودية خلال 24 ساعة فقط ممكناً؟ بدأت السعودية في تبني تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد للبناء، وذلك كأحد الحلول المبتكرة لتلبية الطلب المتزايد على الإسكان وتحقيق الاستدامة. وتحدث هذه التقنية ثورة في عالم الإنشاءات. نستكشف هنا كيفية بناء منزل ثلاثي الأبعاد في السعودية وميزات استخدام هذه التقنية.
تجربة بناء منزل ثلاثي الأبعاد في السعودية

قامت المملكة العربية السعودية بإدخال أكبر طابعة ثلاثية الأبعاد بالعالم. وتهدف لأن تكون من أوائل رواد التقنيات المبتكرة في عالم البناء، ويأتي كل ذلك وفقاً للأهداف التي وضعتها المملكة للقطاع العقاري ضمن رؤية المملكة 2030.
بناء أول منزل بالطباعة ثلاثية الأبعاد في السعودية
في 2018 شهدت المملكة إنجازاً تقنياً جديداً في مجال البناء، فقد تم بناء أول منزل باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في الشرق الأوسط. ويأتي ذلك ضمن مبادرة تحفيز تقنية البناء التابعة لوزارة الإسكان، وبرنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية.
- موقع المشروع: غرب مطار الملك خالد الدولي في مدينة الرياض، وذلك على أرض تابعة لوزارة الإسكان
- الشركة المنفذة: شركة CyBe الهواندية، والمتخصصة في تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد
- المساحة 75 متر مربع
- مدة البناء: حوالي 25 ساعة، باستخدام طابعة خرسانية متحركة
- المواد المستخدمة في البناء: مزيج خاص من الخرسانة ثلاثية الأبعاد، ويجف خلال 6 ساعات
- الهدف: تجربة تقنية الجيل الرابع للبناء، والتقليل من الوقت والتكاليف، وتحقيق الاستدامة
أول جامع بتقنية 3D
في مارس 2014م افتتحت المملكة أول جامع في لعالم يتم باؤه بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد،. ويدعى جامع المرحوم عبد العزيز عبد الله شربتلي، والذي يقع في مشروع الجوهرة في محافظة جدة.
- الموقع: ضاحية الجوهرة، مدينة جدة، ضمن مشاريع الشركة الوطنية للإسكان
- المساحة: 5600 متر مربع
- مدة البناء: 6 أشهر
- عدد الطابعات المستخدمة في البناء: 4 طابعات من شركة Guanli الصينية
- المبادرة: من سيدة الأعمال السعودية وجنات محمد عبد الواحد، وذلك إهداءً لروح زوجها
التقنيات المستخدمة في البناء
تعتمد الطباعة ثلاثية الأبعاد على نظام التصنيع المضاف، والذي يتم فيه تشكيل المجسم من خلال طبقات متتالية من الخرسانة. ويتم تصميم النموذج باستخداك برامج CAD وطباعة مباشرة على أرض الواقع.
ويشمل البناء تمديدات كهربئية وسباكة مدمجة في داخل الجدران، وذلك دون الحاجة للتلييس أو للعمل اليدوي التقليدي.
أهداف بناء منزل ثلاثي الأبعاد في السعودية
يهدف البناء ثلاثي الأبعاد إلى لتلبية احتياجات الإسكان المتزايدة بأسرع وقت ممكن، لكن بمميزات وحسنات عدة ومنها:
- توفير تقنية سريعة في البناء
- خفض تكاليف البناء
- الزيادة في عدد المباني الصديقة للبيئة
- مرونة في تنفيذ التصاميم المعمارية
- الدقة والجودة في النباء
- التقليل من المخاطر في مواقع البناء
- قابلية في التكرار والتوسع
وتمتاز تقنية البناء باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد مستندة إلى النظام المحوسب، وسهولة تعديل التصاميم وسهولة تصنيع النماذج المعقدة التي قد يصعب تنفيذها باستخدام الطرق التقليدية. إضافة إلى محدودية استخدام الأدوات مما يسرع ويسهل عملية البناء.
كما ستتيح الطابعة تقنية المسح الضوئي للجسم المراد طباعته، مما سيوفر الكثير من الوقت الذي يقضيه المطورين في تصميم النماذج المتداخلة أو متشعبة التفاصيل. وكما ستسمح التقنية بإعادة استنساخ النموذج بفترات قياسية.
كيف تعمل الطابعة ثلاثية الابعاد في البناء؟

تطرح الكثير من الأسئلة حول كيفية عمل الطابعة ثلاثية الأبعاد في عملية البناء، حيث قد تم مشاهدة هذه التقنية وعملها على مجسمات ذات حجم أصغر. ويتسائل الكثيرون حول مدى اعتمادية هذا النوع من المنازل في ما يلي شرح مبسط حول بناء منزل باستخدام هذه التقنية.
تعمل الطابعة ثلاثية الأبعاد على إنشاء أشكال معقدة من خلال بناء عدة طبقات متتالية، حيث يتم ضخ المزيج الخرساني والماء. إضافة إلى مواد البناء في الطابعة التي تعمل على ترتيب الطبقات بشكل سريع جداً مشكلةً هيكلاً قوياً من المادة المستخدمة في عملية البناء والتي تزداد متانته عند طباعته.
حيث أثبتت الاختبارات على المنازل المطبوعة تحملها للكوارث الطبيعية والصدمات، نظراً لأن الخرسانة عنصر أساسي في المادة التي يتم ضخها في الطابعة، مما يجعل هذه البيوت لا تقل جودة ومتانة عن البيوت التقليدية.
مستقبل البناء ثلاثي الأبعاد في المملكة العربية السعودية
عقب تجربة البناء باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد الناجحة التي أعلنتها وزارة الإسكان في المملكة العربية السعودية. وتهدف المملكة إلى إدخال التقنيات الحديثة في عالم البناء بنسب تزداد من 60% إلى 70% في العام 2030، مقدمة بذلك أحد أسرع الحلول التكنولوجية لأزمة المساكن المقبلة وتمكين مختلف شرائح المجتمع من الحصول على وحدات سكنية.
إن حدوث تغييرات جذرية في مجالي الهندسة المعمارية والبناء هو أمر لا مفر منه. وأن سوق تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في تقدم مستمر، حيث أنه من المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 300 مليار دولار بحلول عام 2025. إن ما تقدمه هذه الصناعة من مميزات بدأت تشد الأنظار لضخ الاستثمارات في هذه التقنية، وتطبيقها وجعلها محوراً أساسياً في عالم البناء.
يمثل بناء منزل ثلاثي الأبعاد في السعودية خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر استدامة وذكاء، وذلك من السرفة الفائقة في الإنجاز إلى خفض التكاليف. وباتت هذه التقنية محفزاً واقعياً لحلول إسكانية متكاملة. وإن كنت من المهتمين بتقنيات البناء المستدام يمكنك زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.