كيف يمكن أن تتفاعل المباني مع محيطها؟ لم تعد هذه الفكرة مجرد خيال علمي، بل أصبحت واقعاً، وهنا تبرز أهمية المباني الذكية في السعودية كجزء من المدن المستقبلية، حيث تعتمد هذه المباني على التقنيات والأتمتة. نستعرض هنا مفهوم المباني الذكية وفوائدها، والتقنيات التي تستخدمها.
ما هي المباني الذكية؟

المباني الذكية عبارة عن منشآت تقوم باستخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، وأنظمة الأتمتة للتحكم في التكييف، الإضاءة، الطاقة، والأمن. والهدف الرئيسي من هذه المباني هو التحسين من كفاءة التشغيل، وتوفير بيئة آمنة ومريحة للمستخدمين.
ويوفر المركز السعودي لكفاءة الطاقة الإطار التنظيمي للمباني الذكية التي تعتمد التقنيات المتقدمة التي تستخدمها، مما يجعل المباني الذكية أكثر توافقاً مع أهداف تقليل الانبعاثات.
أهمية المباني الذكية في السعودية
تسعى المملكة إلى بناء مدن ذكية ذات بنية تحتية متقدمة، وتتماشى فوائد هذه المباني مع رؤية المملكة 2030. وتكمن أهمية المباني الذكية فيما يلي:
- حيث تساعد كاميرات المراقبة المتصلة وأنظمة المراقبة الذكية في حماية المباني وساكنيها
- تعمل أنظمة إدارة الطاقة الذكية على تقليل التكاليف التشغيلية تحسين استهلاك الطاقة
- توفر المباني الذكية لمستخدمها بيئات مريحة ومخصصة للمستخدمين، وذلك خلال التحكم الذكي في الإضاءة ودرجة الحرارة
- تحسين جودة الحياة من خلال التحكم الذكي في البيئة الداخلية
- أصبحت العقارات التي تحتوي على هذه الأنظمة أكثر قيمة في السوق، ويفضل المشترون والمستثمرون شراء المباني التي لها مزايا تكنولوجية متقدمة
- توفر المباني الذكية تقنيات تساعد في التقليل من الأثر البيئي، وذلك من خلال تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية
التقنيات المستخدمة في المباني الذكية في السعودية
يعتمد إنشاء المباني الذكية على استخدام مجموعة من التقنيات التي تجعل من المبنى بمواصفات ذكية مثل:
نمذجة معلومات البناء BIM
تعتبر نمذجة معلومات البناء BIM الأساس في البناء الذكي، حيث يتم إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد التخطيط وتصميم وإدارة المشاريع. ويتم تحسين التعاون بين الأطراف المعنية، وتقليل الأخطاء والتأخيرات، ودمج البيانات في الوقت الفعلي بهدف اتخاذ قرارات أفضل.
إنترنت الأشياء IOT أبرز تقنيات المباني الذكية في السعودية
يمكن إنترنت الأشياء من إدارة ومراقبة مواقع البناء من خلال أجهزة استشعار وأجهزة متصلة. ويستخدم في تتبع المعدات واستهلاك المواد، تحسين استهلاك الطاقة، ومراقبة صحة الهيكل.
الذكاء الاصطناعي AI
يساعد الذكاء الاصطناعي في تخطيط المشاريع والتحليلات التنبؤية وتحسين جداول البناء. حيث يمكن من تحديد المخاطر والتأخيرات المحتملة، تعزيز سلامة العمل عبر الكشف عن المخاطر، وتحسين تخصيص الموارد.
الطائرات بدون طيار والروبوتات
يتم استخدام الطائرات بدون طيار للمسح الميداني وعملية مراقبة تقدم تقدم العمل وفحص السلامة. وتساعد الروبوتات في المهام الإنشائية المؤتمتة. ومن أبرز التطبيقات عليها الحفر الدقيق والبناء بالطوب، فحص المناطق الخطر، ومراقبة المشاريع الضخمة مثل القدية ونيوم.
مواد البناء المستدامة
تستثمر السعودية في مواد مبتكرة مثل الخرسانة ذاتية الإصلاح، مواد الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومواد العزل الموفرة للطاقة.
أمثلة على مشاريع المباني الذكية في السعودية

تتجه المملكة لبناء مدن ذكية بمواد مستدامة حفاظاً على البيئة المحيطة، ومن أبرز هذه المباني في المملكة:
- مبنى الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي: حيث دمجت الهيئة أنظمة الطاقة المتجددة مع أنظمة BMS
- بعض الأبراج الإدارية على طريق الملك فهد: حيث تعتمد نظام إدارة مرافق مركزي يعمل على تحسين استخدام الموارد
- مركز الملك عبد الله المالي: تدار جميع مكاتب المركز بتقنيات ذكية، وتتكامل هذه التقنيات مع الهواتف الذكية
- مدينة نيوم: تستخدم نيوم إحدى المدن الذكية في المملكة الطاقة المتجددة في المشروع بنسبة 100%. بالإضافة إلى وسائل النقل المستقبلية، وأنظمة الذكاء الاصطناعي في إدارة البنية التحتية، ودمج إنترنت الأشياء لمراقبة الأنظمة البيئية والحضرية
- مشروع البحر الأحمر: يستخدم المشروع تصاميم ومواد صديقة للبيئة، وأنظمة إدارة النفايات والمحافظة على المياه الذكية، ومراقبة بيئية تعتمد على إنترنت الأشياء لحماية الحياة البحرية
- القدية: تستخدم القدية البناء الذكي لتوفير مرافق متطورة، مثل أنظمة ذكية لإدارة المرور، تصاميم بناء مستدامة للتقليل من الأثر البيئي، وأساليب متقدمة للمرافق الرياضية الضخمة
- مشروع ذا لاين: يستخدم المشروع بنية تحتية خالية من الكربون حيث تعتمد على الطاقة المتجددة، وتقنيات البناء المعياري لتسريع التنمية، وأنظمة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي بهدف إدارة الطاقة والنقل
ما هو الفرق بين المبنى الذكي والمبنى المستدام؟
رغم التشابه في الأهداف بين المبنى الذكي والمستدام إلا أن هناك فروق جوهرية بينهما، حيث أن المبنى لا ذكي يعتمد على أنظمة رقمية وأجهزة استشعار ذكي، أما المستدام يستخدم مواد صديقة للبيئة وتقنيات توفير الطاقة مثل مشروع المباني المستدامة بجدة.
بالإضافة إلى أن الهدف من المبنى الذي هو تحسين الكفاءة التشغيلية أما المستدام هدفه تحقيق الاستدامة طويلة الأمد. ويكون التحكم بالمبنى الذكي من خلال أنظمة BMS ويستخدم الطاقة بكفاءة من خلال أنظمة ذكية، أما المستدام يكون التحكم به يدوي أو شبه آلي ويعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.
إن فهم أهمية المباني الذكية في السعودية مع التمييز بينها وبين الماني المستدامة يساعد المهتمين بالتخطيط العمراني على اتخاذ قرارات أكثر استدامة ووعياً. وتفتح المملكة آفاقاً جديدة في عالم التطوير العقاري والتقني مع توسع المشاريع الذكية. وإن كنت مهتماً بتقنيات المدن المستقبلية يمكنك الاطلاع على التطوير العقاري المستدام من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي توضح لك كل جديد.