تعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر خطوة إقليمية طموحة تقودها المملكة ضمن جهودها في تحقيق الاستدامة بين العديد من دول العالم، وذلك بالتوازي مع مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى حماية البيئة وتقليل الانبعاثات داخل المملكة. في هذا المقال، نأخذكم في جولة للتعرف على تفاصيل المبادرة وأهدافها ومشاريعها المستقبلية.
ما هي مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ؟
مبادرة الشرق الأوسط الاخضر هي مبادرة إقليمية تقودها المملكة العربية السعودية. وتهدف المبادرة إلى مواجهة آثار تغير المناخ في المنطقة، وتعزيز الجهود العالمية نحو بيئة أكثر استدامة. كما تسعى إلى بناء تعاون إقليمي واسع يساهم في خفض الانبعاثات وحماية البيئة، مع توفير فرص اقتصادية مستدامة تعود بالنفع على شعوب المنطقة على المدى الطويل.

أهمية مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
يعاني الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من ارتفاع درجات الحرارة. مما تسبب في تراجع سبل العيش وتقلص فرص العمل في العديد من الدول. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، تزداد حدة الظواهر المناخية مثل الجفاف والأمطار الغزيرة والعواصف الترابية. وتكلف هذه الظواهر المنطقة سنويًا مليارات الدولارات. أمام هذه التحديات، تأتي مبادرة الشرق الأوسط الاخضر لتوحيد جهود قادة المنطقة ودفع العمل الجماعي لمواجهة تغير المناخ. وذلك سعياً نحو مستقبل مستدام يحقق الأمن البيئي والاقتصادي للأجيال القادمة.
بماذا تتمثل أهداف مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ؟
تتبنى المبادرة رؤية واضحة وطموحة لمستقبل بيئي أفضل، حيث تضع على عاتقها قيادة جهود المنطقة لمكافحة تغير المناخ بشكل عملي. تسعى المبادرة إلى زراعة 50 مليار شجرة في أنحاء الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الجهود الرامية إلى خفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمقدار 670 مليون طن، مما يعزز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات البيئية ويجعلها أكثر قدرة على التكيف مع المتغيرات المناخية.
من هي الدول الداعمة لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر ؟
تحظى المبادرة بدعم واسع من عدد كبير من الدول، إذ أعلنت دول مثل الهند، باكستان، الصين، قطر، الإمارات، سلطنة عمان، العراق، البحرين، الكويت، الأردن فلسطين، إلى جانب دول أوروبية وأمريكية مثل إيطاليا وفرنسا والسويد والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، وغيرها من الدول دعمها الكامل للمبادرة. الأمر الذي يعكس الثقة الدولية في هذه الخطوة ويعزز التعاون المشترك في العمل المناخي.

ما هي قمم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر ؟
ضمن مساعيها لتعزيز التعاون الإقليمي، أطلقت المملكة سلسلة من قمم مبادرة الشرق الأوسط الاخضر. حيث عُقدت القمة الأولى في الرياض في أكتوبر 2021. تلتها القمة الثانية في شرم الشيخ في نوفمبر 2022 بالتزامن مع مؤتمر المناخ COP27. تهدف هذه القمم إلى جمع قادة الدول وصناع القرار لمناقشة آليات العمل المشترك، وبحث الخطوات العملية التي تسهم في مواجهة التحديات البيئية بشكل منسق وفعّال.
للمزيد من المقالات ذات الصلة في هذا النطاق، اكتشف ما هي أهم المبادرات السعودية لتحقيق الحياد الصفري ؟
المشاريع المنبثقة عن مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تعمل المبادرة على تحويل الأهداف المناخية إلى خطوات عملية ملموسة، حيث أطلقت مشاريع متنوعة تهدف إلى تسريع تطبيق الاقتصاد الدائري للكربون، إلى جانب إنشاء صندوق استثماري إقليمي لدعم الحلول التقنية المستدامة في هذا المجال. تعكس هذه الخطوات التزام المبادرة بتقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة البيئية في المنطقة.
مراكز متخصصة وبرامج لتعزيز الاستدامة
تتضمن المبادرة إنشاء مراكز إقليمية متخصصة لاحتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، إضافة إلى مراكز تُعنى بالتغير المناخي والإنذار المبكر بالعواصف. كما أطلقت المبادرة برامج البذر السحابي لزيادة معدلات الأمطار، إلى جانب مبادرات لتوفير وقود نظيف للطهي يستفيد منه الملايين حول العالم، ما يسهم في تحسين جودة الحياة وتقليل الأثر البيئي على المدى الطويل.
حول مؤسسة المبادرة الخضراء
في إطار سعي المملكة لتحقيق أهداف الاستدامة، أطلقت مؤسسة المبادرة الخضراء. وهي منظمة غير ربحية تعمل على دعم وتنفيذ أهداف مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر. تهدف المؤسسة إلى ضمان استمرار المبادرات والبرامج والأنشطة البيئية داخل المملكة وخارجها. مما يعزز من دور المملكة القيادي في حماية البيئة، ويساهم في بناء مستقبل أخضر مستدام للجميع.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مبادرة الشرق الأوسط الأخضر . حيث تناولنا أهداف المبادرة وأهميتها في مواجهة تحديات التغير المناخي في المنطقة. كما تعرفنا على المشاريع العملية والمراكز المتخصصة التي أطلقتها المبادرة لتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك.