تقع السعودية في موقع استراتيجي مميز يحده العديد من المسطحات المائية المختلفة، مثل البحر الأحمر من الجهة الغربية، والخليج العربي شرقًا. بالتالي عُرفت الموانئ البحرية منذ قديم الزمن في السعودية، فمنها ما استمرت لليوم وأُجربت عليها بع التعديلات ومنها ما أصبح من المواقع التاريخية والأثرية لتروي حكايات الماضي وتاريخ الأجداد مثل ميناء الدفي بالجبيل وهو أحد الموانئ الأثرية المميزة في المملكة. تابع قراءة المقال لتتعرف أكثر حول هذا الميناء من حيث موقعه، تاريخه، وأهميته والعديد.
حول ميناء الدفي بالجبيل
يعتبر ميناء الدفي من أحد الموانئ الأثرية المميزة في السعودية، يعود الميناء إلى القرن الثالث الميلادي، حيث كان يتبع مملكة الجرهاء، ويعتبر جزءًا من موقع الدفي الأثري في مدينة الجبيل. إذ تم اكتشاف الموقع بين عامي 1984 – 1988 الموافق 1404 – 1408 هجري. في حين اكتشف الميناء خلال عام 2011 م الذي يوافق 1432 هجري.

موقع ميناء الدفي بالجبيل
يقع ميناء الدفي في مدينة الجبيل الصناعية بالمنطقة الشرقية في السعودية، تحديدًا داخل حرم الكلية الصناعية التابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع. بينما يبعد موقع الدفي الأثري عن وسط مدينة الجبيل نحو 14 كم، ويحيط بالموقع سور تصل مساحته إلى ما يقارب من 60 ألف متر مربع. كما ترتفع التلال البحرية في الموقع عن مستوى سطح البحر ما بين 5 إلى 6 متر.
تعرف على مشروع الهيئة العامة للموانئ في السعودية.
لما يعتبر ميناء الدفي بالجبيل مهمًا ؟
ترجع الأهمية التاريخية لميناء الدفي إلى دوره في على ربط شرقي الجزيرة العربية بحريًا بالعديد من الحضارات عبر طرق التجارة البحرية، حيث ازدهر الميناء خلال فترة مملكة الجرهاء التي سكنت منطقة شبه الجزيرة العربية قبل ظهور الإسلام. مما ساهم بالتالي من ازدهار التجارة في المنطقة آنذاك. بينما يكتسب الميناء في الوقت الحالي أهمية تاريخية وسياحية وأثرية، حيث يعتبر من الموانئ الأثرية المهمة التي تعكس حضارة وتاريخ السعودية والممالك والحضارات التي سكنتها.
أشكال التجارة البحرية في ميناء الدفي بالجبيل
يعد ميناء الدفي من أحد أبرز المواقع التاريخية التي تسلط الضوء على إزدهار التجارة البحرية في منطقة شرق الجزيرة العربية خلال العصور القديمة، فكما أشرنا سابقًا لعب الميناء دورًا حيويًا مهمًا في ربط منطقة شبه الجزيرة العربية مع باقي الحضارات في المنطقة مما ساهم في جعله مركزًا اقتصاديًا مهمًا في تلك الحقبة. وفيما يلي أشكال التجارة البحرية في الميناء:
- كشفت أعمال التنقيب في موقع الدفي عن مباني سكنية مترابطة، أحواض دائرية لتخزين الأغذية، أدوات فخارية وزجاجية، وأدوات طبية ونحاسية، مما يعكس تنوع الأنشطة الاقتصادية من التجارة وصناعة العطور والعقاقير.
- كما بينت الدراسات وجود ثلاثة مراحل استيطانية واضحة في الموقع، والتي تعكس استمرارية الاستيطان والنشاط التجاري في الموقع عبر مختلف المراحل الزمنية.
- في الوقت الحالي، يعتبر الميناء امتدادًا حديثًا للإرث البحري في المنطقة، حيث يضم 16 رصيفًا، ويعد من الموانئ الرئيسية في السعودية، ويتميز بتجهيزاته المتطورة والتي تمكنه من استقبال مختلف أنواع وأحجام السفن.

أبرز نتائج التنقيب في موقع الدفي الأثري
حظي موقع الدفي و ميناء الدفي بالجبيل أهمية بالغة حيث عكس تاريخ موقع الدفي اهميته عبر العصور بسبب موقعه الجغرافي المتميز، حيث كان محط اهتمام العديد من الحضارات ومن أبرزها حضارة مملكة الجرهاء التي ذكرناها في مواقع عدة خلال المقال. حيث كشفت أعمال التنقيب في الموقع عن العديد من المحطات التي كانت بارزة في تاريخ الموقع والميناء، وفيما يلي أبرز نتائج التنقيب في الموقع:
مباني سكنية مترابطة
كشفت أعمال التنقيب في موقع الدفي عن وجود العديد من المباني السكنية المترابطة والمبنية بحجارة مصقولة، حيث تم استخدام مواد صلبة مستخدمة من الجير في البناء. كما تم اكتشاف طريق ممتد من الشرق إلى الغرب وسط هذه المباني. حيث تتوسط أغلب هذه المباني أحواض دائرية يصل قطرها 1.5 متر، محاطة بحجارة مصقولة بأرضية ترابية كانت تستخدم لتخزين الأغذية.
سبع أبنية معمارية متباعدة
إلى جانب المباني السكنية كشفت أعمال التنقيب عن وجود سبع مجموعات معمارية متباعدة، تجسد كل منها أبنية متجاورة ومتلاصقة، ولكل بناء مدخل مستقل، يضم فناء وغرفة أو أثنتين، وتنتشر في المكان الأفران والمواقد الدائرية المبنية بالحجارة الصغيرة المبطنة بجرار فخارية. كما عُثر في الموقع على هاون من النحاس، وأطقم يد نحاسية، إلى جانب الأواني الفخارية والزجاجية وغيرهم العديد.
في الختام، يعتبر ميناء الدفي بالجبيل من أبرز الموانئ التاريخية والأثرية في السعودية والتي تعكس تاريخ التجارة البحرية في المنطقة منذ قديم العصور. حيث ازدهرت التجارة في المنطقة، بسبب وجود ميناء الدفي الذي كان يربط بين شبه الجزيرة العربية والحضارات الأخرى.
لا تقتصر أهمية الميناء على دوره التاريخي عبر العصور، بل تمتد ليومنا هذا حيث يعد امتدادًا حديثًا للإرث البحري في المنطقة وأحد الموانئ الرئيسية للسعودية. تحدثنا خلال هذا المقال عن ميناء الدفي وموقع الدفي من حيث الموقع في السعودية، الأهمية التاريخية وأبرز أعمال التنقيب في الموقع. لقراءة المزيد من المقالات المتنوعة قم بزيارتنا عبر مدونة بيوت السعودية