المشروع الوطني للطاقة الذرية في السعودية هو أحد أجزاء ومشاريع رؤية المملكة 2030 حيث يهدف إلى تنويع مصادر الطاقة وتعزيز التنمية المستدامة في السعودية. يسعى هذا المشروع إلى تطوير قطاع الطاقة الذرية في السعودية من خلال الاستخدامات السليمة.
سنتحدث خلال هذا المقال بشكل مفصل أكثر حول هذا المشروع، وأهدافه ومكوناته. تابع قراءة المقال لمعرفة التفاصيل.
حول المشروع الوطني للطاقة الذرية
تم الإعلان عن المشروع في عام 2017م، وتقوم مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بالإشراف عليه، ويعتبر من المشاريع التنموية الاقتصادية في المملكة، يشمل المشروع جوانب عديدة منها تطوير وإنشاء مفاعلات نووية للاستخدامات السلمية، منها توليد الكهرباء وتحلية المياه، بهدف المساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة والمياه في السعودية.
كما أنه يهدف إلى بناء قطاع آمن وفعّال للطاقة البديلة في السعودية، ويعمل على تحقيق الاستدامة الشاملة، في ظل دعم وتحقيق تطلعات رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الطاقة والمحافظة على الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة البيئية والشاملة للمملكة. يسعى المشروع كذلك إلى بناء قدرات وطنية قادرة على العمل في مجال الطاقة الذرية وذلك من خلال تدريب الكوادر وتأهيلها وتعزيز البحث العلمي والتطور التكنولوجي في المجال الذري بالسعودية. قبل البدء بالحديث أكثر حول هذا المشروع لا بد من التعرف أولًا على مفهوم الطاقة الذري.

المقصود بالطاقة الذرية
يقصد بالطاقة الذرية هي الطاقة التي يتم توليدها عبر التفاعلات النووية تحديدًا من خلال الانشطار النووي أو الاندماج النووي يتم استخدام هذه الطاقة بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء، وتحلية المياه، كما يتم استخدامها كذلك لأغراض طبية وصناعية وبحثية. ومن مزاياها أنها تعتبر أحد مصادر الطاقة النظيفة والبديلة وذلك لأنها لا تتسبب في انبعاثات كربونية أثناء التشغيل.
كما تعتبر أحد المصادر الموثوقة والمستدامة للطاقة على المدى الطويل. تسعى السعودية لإنتاج هذا النوع من الطاقة من خلال مشروعها الكبير وذلك لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتنويع مصادر الطاقة في البلاد. يتكون المشروع من عدة مكونات رئيسية ومهمة فما هي مكوناته؟
أهم المعلومات والتفاصيل عن الطاقة النظيفة أو المتجددة في العالم
مكونات مشروع الطاقة الذرية
يتكون المشروع الوطني للطاقة الذرية من عدة مكونات رئيسية تعتبر ناتج أعمال ودراسات شاملة قامت بها مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة. يتكون المشروع من أربعة مكونات رئيسة وهي كالآتي:
المفاعلات النووية الكبيرة
تعرف المفاعلات النووية الكبيرة على أنها المفاعلات ذات القدرة الكهربائية التي تتراوح ما بين 1200-1600 ميغاوات من إجمالي السعة الكهربائية لمفاعل نووي واحد. يساهم هذا النوع من المفاعلات في دعم الحمل الرئيسي للشبكة الكهربائية على مدار السنة.
توطين تقنيات وبناء المفاعلات الذرية الصغيرة المدمجة
تعمل هذه المفاعلات على تطوير تقنيات الطاقة الذرية في السعودية وبنائها في مناطق معزولة عن الشبكة الكهربائية، مما يلبي احتياجاتها لتحلية المياه وتوفير التطبيقات الحرارية المختلفة للصناعات البتروكيميائية.
دورة الوقود النووي
يعتبر الوقود النَووي المكون الثالث من مكونات مشروع الطاقة ويمثل الخطوة الأولى للمملكة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الوقود النَووي والذي يعمل على تأهيل علماء سعوديين متخصصين في استكشاف وانتاج اليورانيوم. سيعمل هذا المشروع على توظيف الخبرات المكتسبة في السعودية لتطوير الموارد الطبيعية من اليورانيوم، مما يتيح الفرص الوظيفية والاستثمارية الواسعة لأبناء الوطن.
التنظيم والرقابة

المكون الرابع للمشروع يعتبر التنظيم والرقابة، حيث تم إنشاء وتطوير هيئة السلامة النووية والاشعاعية عام 2018م، في سبيل تأكيد المشروع على جانب الأمن والسلامة، تهدف الهيئة والتي تعتبر هيئة مستقلة في السعودية على الحفاظ على السلامة الذرية والإشعاعية للأفراد والبيئة والمنشآت النووية.
أهداف المشروع
يهدف مشروع الطاقة الذرية في السعودية إلى العديد من الأهداف منها مواجهة التحديات والصعوبات في مجال الطاقة نتيجة الاستهلاك الكبير لمخزون الوقود الاحفوري والذي سببه ارتفاع الطلب على الطاقة في القطاع السكني والقطاع الصناعي. ومن الأهداف الأخرى للمشروع ما يلي:
- توفير مصادر بديلة للطاقة في السعودية لضمان استقرار قطاع الطاقة في البلاد.
- تلبية الاحتياجات المتكررة والمتزايدة على الطاقة وذلك لضمان استمرار العمليات الصناعية والحراراية وإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، بكميات تتناسب مع الزيادة في الطلب.
- تنمية القطاع الاقتصادي والاستثماري في المملكة تحديدًا في مجال صناعة الطاقة، والعمل على توفير فرص وظيفية جديدة لأبناء الوطن.
- يهدف المشروع كذلك إلى تحقيق مستقبل آمن ومستدام للطاقة في السعودية، حيث يعتبر الاستثمار في مجالات الطاقة السلمية والصديقة للبيئة خطوة هامة لتنويع مصادر الطاقة والابتعاد عن الاعتماد الكلي على الموارد النفطية.
تم إنشاء هَيئة الرقابة النووية والاشعاعية في السعودية في سبيل تأكيد مشروع الطاقة على جانب الرقابة وتوفير الأمن والسلامة للمجتمع والأفراد والبيئة. فما هي هذه الهيئة؟
تعرف على مبادرة كفاءة الطاقة في السعودية
هيئة الرقابة النووية والإشعاعية
تأسست الهيئة في عام 2018م بناءًا على قرار من مجلس الوزراء، تمتع الهيئة بشخصية اعتبارية عامة وتعتبر ذات استقلال مالي وإداري، وترتبط تنظيمًا برئيس مجلس الوزراء. تقوم الهيئة على تنظيم جميع الأنشطة والممارسات والمرافق التي تأتي تحت مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية، كما تقوم كذلك بحماية الأفراد والبيئة من أي تعرض فعلي أو محتمل لأي إشعاع من هذه الطاقة، إضافة إلى دورها في مراقبة وضمان الاستخدام الآمن والسليم للطاقة النووية.
تسعى السعودية ضمن رؤية 2030 إلى إيجاد حلول للحصول على الطاقة تحديدًا البديلة منها والمتجددة وذلك لتحقيق الاستدامة البيئية وتقليل اعتماد المملكة على النفط في إنتاج الطاقة فماذا نقصد بالطاقة البديلة؟
مفهوم الطاقة البديلة
يشير مفهوم الطاقة المتجددة والبديلة إلى مصادر الطاقة التي تستخدم كبديل عن الوقود الأحفوري التقليدي مثل النفط والغاز الطبيعي والفحم، تتميز مصادر هذه الطاقة بكونها مستدامة وصديقة للبيئة وتعمل على تقليل الانبعاثات الكربونية والتلوث البيئي. يوجد العديد من مصادر الطاقة المتجددة والبديلة ومنها الطاقة الشمسية والتي تتم من خلال تحويل أشعة الشمس إلى طاقة كهربائية عبر أنظمة وطرق خاصة.
إضافة إلى طاقة الرياح وهي التي تنتج بالاعتماد على الرياح، تعتبر طاقة الرياح من أكثر أنواع الطاقة استخدامًا وأسرعها نموًا في العالم. وتعتبر الطاقة النووية من أنواع الطاقة المتجددة والبديلة خاصة عن الوقود الأحفوري حيث يتم إنتاج الطاقة من خلال الانشطار النووي، كما أنها تعتبر أحد مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية.
في الختام، تسعى السعودية إلى إيجاد مصادر بديلة للطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر النفط في إنتاج الطاقة وذلك بسبب تزايد الطلب على الطاقة في البلاد تحديدًا المستخدمة في القطاعات السكنية والصناعية. يعد المشروع الوطني للطاقة الذرية أحد المشاريع التي تهدف إلى إنتاج طاقة نظيفة وسليمة وآمنة وغير معتمدة على الوقود الأحفوري. وقد قمنا خلال هذا المقال بالحديث عن هذا المشروع ومكوناته وأهدافه بالتفصيل. لقراءة المزيد من المقالات المنوعة لا تترد في زيارة موقع مدونة بيوت السعودية