تستمر السعودية في ابهارنا عن طريق المواقع التراثية العريقة التي تضمها في جميع أرجائها شمالاً وجنوباً، حيث تُطل قرية الأطاولة لتكون واحدة من أبرز النجوم التي تُزين سماء المملكة بتراثها الأصيل والضارب في جذور التاريخ العربي، لذلك شكّلت هذه القرية محطّ اهتمامٍ للعديد من الزوار على مدار السنوات السابقة، فما هي هذه القرية؟، وما هي مميزاتها؟، لنلقي نظرة عن كثب ونستكشف أكثر عن هذا الموقع الأثري الرهيب في جولة ممتعة بين أزقتها ومبانيها.
حول قرية الأطاولة التراثية
تُعد قرية الأطاولة التراثية واحدة من أبرز الرموز في منطقة الباحة ومن أقدم المستوطنات البشرية التي قطنت في جنوب السعودية، حيث يعود تاريخها العريق إلى أكثر من 900 عام، وتأسست القرية في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، أي حوالي عام 600 هـ، مما يجعلها من أقدم القرى التاريخية بالتشارك مع قرية لوقة التاريخية.

كما تتميز هذه القرية بموقعها الاستراتيجي الاستثنائي على التلال، إذ تقع بين واديين يصبان في وادي بيدة، مما جعلها مركزاً تجارياً وثقافياً مهماً في المنطقة، وهذا ما يفسر تواجد بعض الأسواق التراثية التي سنتكلم عنها لاحقاً، كما تضم القرية سلسلة من المباني التراثية مثل حصن دماس الذي يُعتقد أنه أول بناء أُقيم في القرية قبل عدة قرون، بالإضافة إلى حصن آل عثمان والمسجد التاريخي الذي يُعتبر من أقدم المعالم في المنطقة.
التكوين المعماري في قرية الاطاولة
تتفرد قرية الأطاولة التراثية بتصاميمها المعمارية الفريدة التي تعكس تاريخها العريق، إذ تُقسّم مبانيها كالآتي:
- البيوت المتصلة: تتصل المنازل ببعضها عبر ممرات داخلية، مما يتيح للزوار التنقل بين البيوت دون مغادرتها.
- الحصون التاريخية: تضم القرية حصوناً تاريخية قديمة مثل حصن دماس وحصن آل عثمان والتي استخدمت لأغراض دفاعية وإدارية.
- الجامع القديم: يعتبر من أكبر الجوامع في منطقة الباحة، كما تم ترميمه مؤخراً ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لترميم المساجد الأثرية.
- بيت المشيخة: يُسمى أيضاً بحصن المشيخة، إذ يتكون من عدة طوابق ويتميز بتصميمه الاستثنائي ولونه الفريد.
- المدرسة الابتدائية القديمة: تعتبر هذه المدرسة من أُسس التعليم السابقة للبنين والبنات في الأطاولة سابقاً.
الأسواق الشعبية في قرية الاطاولة
كما ذكرناً سابقاً، تضم هذه القرية بعض الأسواق الشعبية والتراثية في رحابها، إذ يمكن زيارة سوق الربوع الذي يُقام يوم الأربعاء في كل أسبوع، كما يعتبر من أقدم الأسواق في المنطقة من حيث العمر، حيث تُقدّر الدراسات عمره بأكثر من 500 سنة، كما يُشرف عليه هيئة خاصة لضمان سلامة الزوار وتنظيم حركة البضائع بكل سلاسة.
وفي الحديث عن الأسواق الأخرى، سوق السبت يُثبت حضوره بقوة قرب القرية في بلجرشي، إذ يعود تاريخه إلى أكثر من مئة عام ويمتلك طابع خاص بين أزقته ومتاجره بنكهتها الخاصة.
موقع قرية الاطاولة

تتبع قرية الأطاولة إدارياً إلى محافظة القرى وهي إحدى محافظات منطقة الباحة، إذ تقع تحديداً في وادي بيدة على هضبة مرتفعة، كما تبعد عن مدينة الباحة قرابة 32 كم شمالاً، لذلك تعتبر بوابة الباحة الشمالية، إذ يمكن الوصول إليها عبر الطريق الإقليمي الرابط بين الطائف ومنطقة الباحة مروراً عبر جبال السروات العالية.
مميزات القرية
تأتي هذه المميزات كملخض لما تضمه من القرية من فعاليات يمكن القيام بها للترفيه والتعرف على التراث، إذ تتلخص هذه النقاط كالآتي:
- تطل القرية على مناظر طبيعية خلابة، مما يمنحها موقعًا فريدًا يجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخي.
- تحافظ القرية على العادات والتقاليد المحلية، كما تُمثل ملتقى لتاريخ القبائل والعائلات الأصيلة في المنطقة.
- تتميز بمناخ معتدل على مدار العام مع تضاريس جبلية ساحرة، ما يجعلها مقصدًا سياحيًا محببًا للزوار.
- تحافظ القرية على أصالة الحياة الريفية، حيث لا تزال بعض الأسر تمارس الحرف اليدوية التقليدية والمزارع الصغيرة، متمسكة بتراث الأجداد.
- تتميز بمبانيها التراثية الفريدة المصممة بأسلوب معماري يجمع بين الجمال والفائدة، ويعكس تاريخ المنطقة العريق.
إلى هنا تكون مدونة بيوت السعودية وصلت بكم إلى نهاية رحلتنا في قرية الأطاولة التراثية وما تضمه من مميزات سياحية قادرة على إثراء الجانب الثقافي لدى زوارها، حيث يشكّل هذا الموقع الأثري سلسلة مع المواقع الأثرية الأخرى تواكب رؤية 2030 في تطوير المواقع السياحية التاريخية في المملكة، ومن أشهر الأمثلة عليها هي قرية مغيراء.