تسعى السعودية جاهدةً لمحاربة ظواهر التصحر والجفاف خلال عدة استراتيجيات وبرامج تعكس مدى اهتمام المملكة بهذا القطاع، مما أدى إلى تزايد هذه البرامج وجعلها جزء أساسي من العملية التشجير ونشر المساحات الخضراء في جميع أنحاء المملكة، ومن أهمها البرنامج الوطني للتشجير في السعودية وما يحمله من أهداف سامية قادرة على خلق مستقبل مشرق للبلاد، لنتعرف أكثر على هذه الخطة الاستثنائية في مقالنا اليوم.
ما هو البرنامج الوطني للتشجير ؟
في رحاب المملكة السعودية، حيث تتقاطع الأصالة مع الرؤية المستقبلية، يبرز البرنامج الوطني للتشجير كأحد المبادرات الرائدة التي تجسد التزام الوطن بالحفاظ على بيئته وصون الموارد الطبيعي، إذ تعكس هذه الاستراتيجية رسالة حضارية تنبض بالحياة وتهدف إلى تحويل الأرض الجافة والصحاري القاحلة إلى مساحات خضراء و واحات تنبض بالأمل والجمال.

كما يعتبر هذا البرنامج جزء من مبادرة السعودية الخضراء التي تعتبر ركيزة أساسية في تحقيق رؤية المملكة 2030، حيث يربط بين التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، مما يؤكد على أن حماية الطبيعة واستدامتها مسؤولية وطنية جماعية.
إذ تُغرس قيم الانتماء البيئي والوعي المجتمعي في هذا البرنامج، لتصبح المملكة أكثر حضرة وحصة، بالإضافة إلى زيادة القدرة على مواجهة تحديات التغير المناخي وتحقيق التوازن بين الإنسان والبيئة.
أنشطة ومشاريع البرنامج الوطني للتشجير
لا تكتمل هذه الخطة السامية إلا بوجود أنشطة ومشاريع تثبت فعاليتها، إذ يقدم هذا البرنامج:
إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة
تُعنى هذه الخطة بتأهيل أكثر من 500 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة والغير صالحة للاستخدام عن طريق تقنيات حديثة، مثل الطائرات بدون طيار لنثر البذور وتطبيق أنظمة الري الحديثة، بالإضافة إلى تجميع مياه الأمطار لتوفير الموارد المائية اللازمة.
زراعة الأشجار
يهدف البرنامج الوطني للتشجير إلى زراعة ما يقارب 10 مليارات شجرة على مدار عدة سنوات، إذ تشمل الخطة على زراعة 215 مليون شجرة بالوصول إلى عام 2030، كما تشمل استخدام مختلف الأنواع والتي يصل عددها إلى 350 نوع من النباتات البرية المحلية و المتعايشة مع المناخ السعودي.
أهداف البرنامج الوطني للتشجير

تتجلى عظمة البرنامج الوطني للتشجير في مدى حرصه على الحفاظ على البيئة وصون الثروات الطبيعية للأجيال القادمة، وفي هذا الإطار يرفع البرنامج راية الأمل نحو مستقبل أكثر خضرة واستدامة، وذلك من خلال الأهداف التالية:
- زراعة ملايين الأشجار في مختلف مناطق المملكة لتعزيز المساحات الخضراء وتحسين المناظر الطبيعية.
- مكافحة التصحر وحماية الأراضي من التدهور وتحسين خصوبتها لضمان استدامة الموارد الطبيعية.
- تحسين جودة الهواء من خلال تقليل الغبار والملوثات والمساهمة في خلق بيئة صحية ونقية للمواطنين والمقيمين.
- دعم الحياة النباتية والحيوانية والحفاظ على الموائل الطبيعية في المملكة.
- المساهمة في الحد من تغير المناخ عن طريق امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتقليل الانبعاثات الكربونية من خلال التشجير المكثف.
المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر
يعتبر المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي في السعودية المحرك الأساسي لمكافحة التصحر ويتبع إلى وزارة البيئة والمياه والزراعة، وذلك من خلال سلسلة من المشاريع والمبادرات القادرة على إظهار رغبة المملكة في جعل البيئة مكاناً سليماً ومتعافٍ من أي أمراض تضرّ في مصلحة المستقبل.
مشاريع ومبادرات مشابهة
لا تقتصر جهود المملكة في حماية البيئة على البرنامج الوطني للتشجير فقط، كما ذكرنا سابقاً، يوجد العديد من الأمثلة التي تثبت صدق النية والرغبة المستميتة في حماية البيئة وتعزيزها، ومن أشهر هذه الأمثلة:
مبادرة الشرق الأوسط الأخضر
تُعد مبادرة الشرق الأوسط الأخضر أبرز مثال، حيث تقود السعودية هذه المبادرة لجعل الشرق الأوسط بشكل عام مليئ بالغطاء النباتي وليس فقط ضمن حدودها، إذ تسعى هذه المبادرة إلى زرع 50 مليار شجرة وخفض انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بمقدار 670 مليون طن.
دورة نظام إدارة البيئة
هو برنامج تدريبي متطور يختص بـ المواصفة ISO 14001 لإدارة البيئة، وهو معيار عالمي يُمكّن المؤسسات من اعتماد أفضل الممارسات البيئية، تسعى دورة نظام إدارة البيئة إلى تجهيز المشاركين بالمعرفة والمهارات اللازمة لفهم وتنفيذ المتطلبات الأساسية لنظام إدارة البيئة وفق الإصدار ISO 14001:2015.
إن كنتم مهتمين في الحصول على معلومات أكثر حول الخطط البيئية في المملكة باستثناء برنامج التشجير الوطني ، يمكنكم زيارة مدونة بيوت السعودية واستكشاف كل ما هو متعلق في البلاد.