يشهد القطاع الزراعي في السعودية نهضة استثمارية غير مسبوقة، بفضل الدعم الحكومي الكبير والتقنيات الحديثة التي أسهمت في تطوير هذا المجال الحيوي. تزخر المملكة بفرص استثمارية مذهلة في مختلف فروع الزراعة، بدءًا من الزراعة العضوية والمستدامة، وصولًا إلى مشاريع الاستزراع السمكي وتربية المواشي. تابع القراءة لتتعرف معنا على فرص الاستثمار الزراعي في السعودية وأهم الشروط الواجب توافرها، وكيفية البدء في هذا المجال الواعد.
فرص الاستثمار الزراعي في السعودية

يمثل القطاع الزراعي أحد الركائز الأساسية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المملكة، إذ تولي الحكومة السعودية هذا القطاع اهتمامًا بالغًا ضمن رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الغذائية.
من أبرز الجهات التي تدعم هذا التوجه صندوق التنمية الزراعية وهو الجهة المسؤولة عن تقديم التمويل والتسهيلات الائتمانية للمزارعين والمستثمرين في القطاع الزراعي. ويهدف الصندوق إلى دعم التنمية الزراعية واستدامتها من خلال توفير القروض الميسرة، وتقديم الاستشارات الفنية للمستثمرين، وتعزيز كفاءة المشاريع الزراعية عبر برامج تمويلية مبتكرة.
ما هي شروط الاستثمار الزراعي في السعودية؟
تفرض المملكة العربية السعودية مجموعة من الشروط المنظمة لفتح مشروع زراعي، تضمن توافق المشاريع مع الأنظمة البيئية والتخطيطية، وتحقق الاستدامة الزراعية طويلة الأمد. وتشرف على هذه المتطلبات وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع جهات حكومية أخرى.
فيما يلي أبرز شروط فتح مشروع زراعي في السعودية:
- امتلاك أو استئجار أرض زراعية مناسبة لتأسيس المشروع
- إعداد مخططات هندسية معتمدة من مكتب هندسي مختص وفق لوائح وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان
- إصدار سجل زراعي رسمي، يتطلب تقديم الهوية الوطنية، وسند الملكية أو عقد الإيجار، وملف الرفع المساحي
- التسجيل في منصة “نما”، التي تتيح للمستثمرين استخراج تراخيص المشاريع الزراعية وتجديدها إلكترونيًا
- إجراء التفتيش الفني الميداني من قبل وزارة البيئة والمياه والزراعة، لضمان توافق المشروع مع الاشتراطات
- الحصول على ترخيص بيئي من المركز الوطني للامتثال البيئي، بعد إعداد دراسة تقييم أثر بيئي للمشاريع ذات التأثيرات الكبيرة
- موافقة وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان على موقع المشروع للتأكد من توافقه مع المخططات التنظيمية
- إصدار رخصة بناء زراعية وفق الكود الحضري للمنطقة، مع إرفاق التصاريح والموافقات اللازمة
- موافقة الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في حال كانت الأرض قريبة من مناطق حساسة بيئيًا
- الالتزام بالبعد عن النطاق العمراني بمسافة لا تقل عن 10 كم لمشاريع الدواجن أو المشاريع الكبرى
- تقديم طلبات التأشيرات للعمالة الزراعية بعد استيفاء الشروط القانونية اللازمة
قد يهمك أيضًا: كيف تبدأ مشاريع زراعية مربحة في السعودية ؟
ما هي المشاريع الزراعية في السعودية؟

تتنوع المشاريع الزراعية في المملكة بما يتناسب مع طبيعة المناطق وتوفر الموارد الطبيعية، وتشمل عدة أنواع رئيسية، من أبرزها:
- المحاصيل الغذائية مثل القمح، الذرة، الطماطم، البطاطس
- الزراعة العضوية التي تركز على إنتاج محاصيل صحية مطلوبة في الأسواق المحلية والعالمية
- البيوت المحمية لإنتاج الخضروات والفواكه طوال العام
- تربية المواشي كالأغنام والإبل والدواجن
- تربية النحل وإنتاج العسل وهي من المشاريع الصغيرة ذات العائد المربح
- مشاتل النباتات والأشجار التي تزود البلديات والمزارعين بالشتلات
- الاستزراع السمكي خاصة في المناطق الساحلية مثل جازان وتبوك، وهو من أبرز المشاريع الواعدة حاليًا
كيفية البدء في الاستثمار الزراعي في السعودية
لبدء مشروع زراعي في المملكة بشكل منهجي وناجح، يُفضّل تقسيم العملية إلى مراحل وفقرات فرعية لتوضيح كل خطوة بالتفصيل:
تحديد فكرة المشروع
بدايةً، يجب على المستثمر تحديد فكرة المشروع الزراعي بدقة:
- هل ستكون زراعة محاصيل غذائية (خضروات، حبوب، فواكه)؟
- هل ستتوجه إلى الزراعة العضوية أو تقنية الزراعة المحمية؟
- هل المشروع يتناول تربية المواشي أو النحل أو الاستزراع السمكي؟
- ما هو حجم المشروع الذي ترغب فيه؟ هل هو صغير/وسط/كبير؟
- ما هي الموارد المتاحة (أرض، مياه، عمالة، تقنيات)؟
إجراء دراسة جدوى شاملة
ثانياً، يجب إعداد دراسة جدوى من الجوانب الفنية والمالية والقانونية، وتتضمن ما يلي:
- تحليل السوق: حجم الطلب، المنافسة، الأسعار المتوقعة، المنافذ التسويقية.
- التكاليف: البذور، المستلزمات الزراعية، التقنيات، العمالة، البنية التحتية، إلخ.
- الإيرادات المتوقعة: كمية الإنتاج، السعر، القنوات التسويقية.
- المخاطر المحتملة وطرق معالجتها: الأمطار، الجفاف، الآفات، التغيرات القانونية، السوق.
- الموارد التقنية: هل ستستخدم تقنيات الزراعة الذكية، الزراعة المائية، البيوت المحمية؟
- أثر المشروع البيئي والإدارة المستدامة: نتيجة للتشديد على المتطلبات البيئية في السعودية.
تأمين التمويل
ثالثاً، تأمين مصادر التمويل المناسبة للمشروع:
- البحث عن تمويل من البنوك، مؤسسات التمويل الزراعي، صندوق التنمية الزراعية.
- صياغة خطة مالية واضحة وتفصيلية توضح كيفية استخدام الأموال وتوزيع الموارد.
- الاستفادة من القروض الميسّرة والتسهيلات التي يوفرها صندوق التنمية الزراعية (على سبيل المثال، تمويل حتى 75٪ أو 80٪ من تكلفة المشروع في بعض الحالات)
- إعداد الضمانات أو التأمينات المطلوبة وتوافق المشروع مع شروط التمويل.
اختيار الموقع المناسب للمشروع

رابعاً، تحديد الموقع الملائم للمشروع الزراعي من حيث:
- ملاءمة التربة والمناخ والنظام المائي لنوع الزراعة أو المشروع
- ضمان إمكانية الحصول على الأرض بالتملك أو التأجير من الجهات المختصة
- التأكد من أن الموقع يوفّر البُنى التحتية اللازمة (طرق، كهرباء، مياه، خدمات)
- التأكّد من عدم وقوعه ضمن النطاق العمراني أو الحد الأدنى للبعد عن المنطقة العمرانية (خصوصاً لمشاريع الدواجن) لضمان استيفاء المتطلبات التنظيمية
- التأكد من توافق استخدام الأرض مع مخططات التنمية المحلية والتخطيط العمراني
الحصول على التراخيص والتصاريح
خامساً، تنفيذ الإجراءات التنظيمية والتصاريح اللازمة:
- تقديم طلب ترخيص الزراعة أو النشاط الزراعي لدى الجهة المختصة مثل الوزارة أو هيئة الاستثمار
- تسجيل المشروع وفتح سجل تجاري لدى وزارة التجارة أو الجهات ذات الصلة
- الحصول على الموافقات البيئية اللازمة، دراسة تقييم الأثر البيئي إذا لزم الأمر
- الحصول على موافقة التخطيط المحلي والبلدية ورخصة البناء الزراعية إن اقتضى الأمر
- استكمال الوثائق من مخططات هندسية، صورة جوية، سجل زراعي، عقد الأرض، إلخ
تسجيل المشروع في الجهات الرسمية
سادساً، وبعد إصدار التراخيص، يُسجَّل المشروع في الجهات التالية:
- هيئة الزكاة والضرائب والجمارك
- المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية
- البريد أو الجهة المسؤولة عن العنوان الوطني
- اعتماد العمالة وتأشيراتها لدى الجهة المختصة
تطوير البنية التحتية للموقع
سابعاً، تجهيز الموقع بالمستلزمات الأساسية للتشغيل:
- إقامة أنظمة الري المناسبة (مياه جوفية، مسطحات، ري حديث)
- بناء المرافق والمخازن، مرافق التخزين، المنشآت الزراعية كالبيوت المحمية
- تجهيز الكهرباء، الطرق الداخلية، الحماية، الأمن الزراعي
- تركيب الأنظمة التقنية الزراعية الحديثة إن كانت ضمن الخطة (مثل الزراعة الذكية، البيوت والأجهزة)
توظيف وتدريب العمالة
ثامناً، اختيار فريق العمل المؤهل وتدريبه:
- تحديد عدد العمالة المطلوبة حسب حجم المشروع
- استقدام العمالة إن لزم، وتقديم طلب تأشيرات استقدام للخبرات الخارجية
- تدريب العمالة على التقنيات الزراعية، الإدارة، الصيانة، الجودة، السلامة
- إعداد خطة لإدارة الموارد البشرية وضمان استدامة الكوادر وتحفيزهم
تنفيذ خطة الزراعة والتسويق
تاسعاً، بدء التنفيذ الفعلي للمشروع:
- تنفيذه وفق الجدول الزمني المُعد مسبقاً
- مراقبة الإنتاج، الجودة، الكمية، حسب الخطة المالية والفنية
- وضع استراتيجية تسويق فعّالة: تحديد القنوات (السوق المحلي، التصدير)، بناء شراكات، التسعير، التوزيع
- متابعة الأداء، ضبط التنفيذ، معالجة الانحرافات، وتحسين الكفاءة والإنتاجية
الأسئلة الشائعة
قبل ختام المقال، إليك إجابات لأبرز الأسئلة المتعلقة بـ الاستثمار الزراعي في السعودية :
هل الزراعة مربحة في السعودية؟
نعم، تعتبر الزراعة من الاستثمارات المربحة في المملكة، خصوصًا في ظل الدعم الحكومي الكبير، وتوفر القروض الميسرة، والطلب المتزايد على المنتجات المحلية.
كيف تبدأ مشروع زراعي في السعودية؟
ابدأ بتحديد فكرة المشروع، ثم أجرِ دراسة جدوى شاملة، واحصل على التمويل من صندوق التنمية الزراعية أو البنوك، ثم استكمل الإجراءات الحكومية اللازمة.
كم أقل مبلغ للاستثمار في السعودية للأجانب؟
تختلف التكلفة حسب نوع المشروع، ولكن عادةً تبدأ الاستثمارات الزراعية الصغيرة من 300 ألف ريال سعودي كحد أدنى للمستثمرين الأجانب.
ما هي شركات الاستثمار الزراعي في السعودية؟
من أبرز الشركات:
- الشركة السعودية للاستثمار الزراعي والإنتاج الحيواني (سالك)
- شركة نادك الزراعية
- شركة المراعي
- شركة الوطنية الزراعية
- شركة تبوك للتنمية الزراعية
وإلى هنا وصلنا لختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن شروط الاستثمار الزراعي في السعودية واستعرضنا فرص الاستثمار، وأنواع المشاريع الزراعية، وخطوات البدء في هذا القطاع الواعد. إذا كنت تفكر في دخول عالم الاستثمار الزراعي، فالمملكة تقدم بيئة خصبة للنمو والنجاح بفضل دعمها الحكومي والتطور التقني الكبير.
وننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية الشاملة لتتعرف على المزيد من المقالات المفيدة حول فرص الاستثمار في المملكة ومجالات التنمية المستدامة.