تتسارع وتيرة التحول التقني في الزراعة السعودية مدفوعة بأهداف “رؤية المملكة 2030” والأمن الغذائي والاستدامة المائية، وفي هذا السياق يتبلور نظام الروبوت المزارع بوصفه نظام متكامل يجمع “الروبوتات، الذكاء الاصطناعي، أجهزة الاستشعار وطائرات الدرون” لإدارة العمليات الزراعية من البذرة إلى ما بعد الحصاد، بما يعد برفع الإنتاجية وتقليل الهدر وتعزيز كفاءة الموارد في بيئة مناخية شحيحة المياه. فتعالوا معنا لنتعرف على الروبوت المزارع من مختلف جوانبه.
نظام الروبوت المزارع
هو بنية تشغيلية تعتمد على روبوتات ميدانية (للحراثة، الرش، والقطف). إلى جانب روبوتات ثابتة من أجل (الفرز وتعبئة المحاصيل)، وطائرات مسيرة للاستشعار والمراقبة، مع طبقة برمجية ذكائية لاتخاذ قرارات لحظية بناء على بيانات التربة، الطقس، وصحة النبات.
على المستوى المحلي، تضع مؤسسة “سدايا” إطارًا إرشاديًا لتبني الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات الزراعية لتوفير أسس تنظيمية وحوكمة البيانات والنماذج التي يقوم عليها هذا النظام.
اقرأ أيضًا: الابتكار والتكنولوجيا في مشروع الزراعة الذكية في الرياض
دوافع التبني في السعودية
تعاني المملكة من شح مائي واحتياج متزايد لرفع جودة السلاسل الزراعية. تعكس برامج وزارة البيئة والمياه والزراعة “MEWA” هذا التوجه عن طريق تبني التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والمسيرات لخدمة التحول الرقمي الزراعي وتحقيق الاستدامة. وهذا ما يجعل الأتمتة والروبوتات جزءًا من الحل.
تطبيقات عملية جارية
وفرت السعودية العديد من التطبيقات والآليات العملية من أجل تحسين وتطوير العمليات الزراعية ومن أبرزها:
حصاد نخيل التمر بالروبوت
طورت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية “كاوست” في عام 2025 نظامًا روبوتيًا لأتمتة عمليات مزارع النخيل و تقنية حصاد التمور من أجل عمليات التلقيح والحصاد و تحسين حصاد نخيل التمر جاء ذلك بقيادة فريق بحثي متخصص. هذا الأمر يفتح الباب لتقليل المخاطر البشرية في تسلق النخل وزيادة الإنتاج.
الفرز الآلي عالي الدقة للتمور
تشير مؤسسة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية “كاكست” إلى استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوت لغاية فرز التمور ومنتجات زراعية بدقة تفوق 98% وبطاقة تصل إلى 500 كجم/ساعة؛ وهو مثال على الروبوتات الثابتة في ما بعد الحصاد.
المسيرات والرصد الحقلي
تستعرض “MEWA” عمليات إدماج الدرونز والذكاء الاصطناعي من أجل مراقبة المساحات الزراعية ودعم اتخاذ القرار، كجزء من التحول الرقمي القطاعي.
خدمات ذكائية للمزارعين
يعتبر إطلاق خدمة “Namaa AI” لدعم المزارعين في رصد الآفات وتحليلها عبر قنوات رقمية ذكية أمر في غاية الأهمية من أجل توضيح كيف تغذي التطبيقات الذكية ونظام الروبوت المزارع بالمعرفة والتوصيات.
أهداف نظام الروبوت المزارع
تتمثل أهداف منظومة الروبوت المزارع في السعودية في رفع الإنتاجية الزراعية، ترشيد المياه والطاقة، تحسين جودة المحاصيل، تقليل المخاطر البشرية، دعم الأمن الغذائي، وتمكين التحول الرقمي الزراعي. جميع هذه الأهداف تتوافق مع رؤية 2030 وأولويات الاستدامة الوطنية. وتاليًا تفاصيل الأهداف.
رفع كفاءة الإنتاجية
إن الروبوتات المزارعة تمكن من أتمتة عمليات دقيقة مثل الحراثة، التلقيح، الري، الحصاد والفرز، الأمر الذي يزيد من الإنتاج وجودته ويقلل الأخطاء البشرية.
ترشيد استهلاك المياه
يكون ذلك من خلال أنظمة ري ذكية وروبوتات مزودة بمستشعرات. حيث يتم إيصال المياه بدقة إلى جذور النبات فقط، وهو أمر جوهري في بيئة البلاد.
تحسين جودة المحاصيل
الروبوتات والذكاء الصناعي تساعد في الكشف المبكر عن الآفات والأمراض النباتية والفرز الدقيق للمنتجات الزراعية.
تقليل الأعمال اليدوية
يسعى النظام إلى أتمتة المهام الصعبة والخطرة (مثل صعود النخيل أو الرش الكيميائي) الأمر الذي يقلل من الاعتماد على العمالة ويزيد الأمان الوظيفي.
دعم الأمن الغذائي
يتماشى نظام الروبوت المزارع مع مستهدفات رؤية 2030 التي تؤكد على الاستدامة وزيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من الأغذية، عبر رفع كفاءة الإنتاج المحلي.
تمكين التحول الزراعي الرقمي
الروبوتات المزارعة ليس مجرد آلات ميكانيكية، بل هي جزء من منظومة رقمية متكاملة تشمل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وإنترنت الأشياء، الأمر الذي يسهل اتخاذ القرار السريع المبني على البيانات.
البنية التمكينية والمنصات
تكمل الأطر الوطنية للذكاء الاصطناعي جهود مختلف الجهات البحثية والجامعات “كاوست، كاكست” ووزارة البيئة في توفير البنية الرقمية التي تسمح بتشغيل أسطول من الروبوتات المتنوعة في البيوت المحمية والحقول المفتوح، مع تكامل السحابة وتحليلات البيانات. إلى جانب ذلك تسهم المعارض والفعاليات المتخصصة في نقل التقنية وتوطينها داخل القطاع.
الأثر المتوقع على الأمن الغذائي والاستدامة
التقديرات السوقية عالميًا تشير إلى نمو قوي في نظام الروبوت المزارع والروبوتات الزراعية. وأظهرت تقارير اقتصادية حديثة داخل البلاد أن إدخال تقنيات مثل الري الذكي، الزراعة المحمية، والطائرات المسيرة أسهم بشكل واضح في ترشيد استهلاك المياه وزيادة الكفاءة، وهو اتجاه متسق مع أهداف الأمن الغذائي الوطنية.
التحديات التي تواجه النظام
بالرغم من عديد الايجابيات الخاصة بـ نظام الروبوت المزارع إلا أنه توجد بعض التحديات التي تواجهه، ومن أبرزها:
التكلفة ورأس المال
تتطلب هذه الروبوتات استثمارات أولية عالية، الأمر الذي يستدعي نماذج تمويل وشراكات من أجل تخفيف الحمل على المزارع المتوسطة والصغيرة.
المهارات البشرية
تشغيل وصيانة الأنظمة يحتاج كفاءات تقنية، ما يعزّز دور التدريب الجامعي والمهني وتوفّر الجامعات السعودية مسارات ذكاء اصطناعي وروبوتات تدعم ذلك.
البيانات والمعايير
نجاح النظام مرهون بجودة البيانات الحقلية وتكاملها ومعياريتها، إلى جانب ضوابط الخصوصية والأمن وهو ما تغطيه الأطر الوطنية للذكاء الاصطناعي.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول نظام الروبوت المزارع وأهدافه، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: تعرف على المركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة المستدامة، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.
