في خضمّ الاهتمام المتزايد بالثقافة والمعرفة وتعزيز الانتماء الوطني، برزت جهود الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في دعم المبادرات الإثرائية التي تُعنى بتاريخ مكة ومقدساتها. ومن خلال ذراعها التنفيذي، شركة كدانة للتنمية والتطوير، انطلقت سلسلة من المشاريع الطموحة التي تسعى إلى دمج التعليم بالواقع، وتقديم تجارب معرفية حية للنشء تعزز وعيهم بالموروث الحضاري والديني لبلاد الحرمين الشريفين. وفي هذا السياق، تطل علينا مبادرة تروية كمبادرة رائدة تنقل الأجيال الجديدة من فصول الدراسة إلى قلب المشاعر المقدسة، لتروي لهم الحجارة والطرقات قصص التاريخ والعمارة والخدمة التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن.
في مقالنا هذا، سنأخذكم في رحلة تعريفية شيّقة نتحدث فيها عن مبادرة تروية 2025، ونتناول موعد المبادرة، أهدافها، جولاتها الميدانية، والجهات المنظمة لها، فتابعوا القراءة.
مبادرة تروية 2025

انطلقت مبادرة تروية في يوم الأربعاء الموافق 30 شوال 1446 هـ الموافق 28 أبريل 2025 م، كأحد المشاريع التعليمية الإثرائية التي تنظمها شركة كدانة للتنمية والتطوير، بالشراكة مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة. وتستهدف المبادرة طلاب وطالبات التعليم العام، عبر تنظيم جولات معرفية في المشاعر المقدسة، لتوعيتهم بالمواقع التاريخية، والمشاريع التطويرية القائمة، وجهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام.
تأتي هذه الخطوة ضمن التزام كدانة بتحقيق استدامة إعمار المشاعر المقدسة وتفعيلها على مدار العام، من خلال تسليط الضوء على المعالم الدينية والتراثية التي شهدت تاريخًا إسلاميًا عظيمًا، مما يعزز من قيم الولاء والانتماء والوعي الحضاري لدى الأجيال الجديدة. كما تنسجم المبادرة مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.
موعد المبادرة
انطلقت أولى جولات مبادرة تروية في نهاية شهر أبريل 2025، ومن المقرر أن تستمر على مدار العام، بمعدل 12 جولة ميدانية تشمل أبرز المواقع التاريخية في المشاعر المقدسة، وتستهدف فئة الطلاب والطالبات من مختلف مدارس منطقة مكة المكرمة. وتُعد هذه الاستمرارية عاملاً مهمًا في ترسيخ المعرفة، وتحقيق التفاعل المستدام مع الرسالة التعليمية التي تسعى إليها المبادرة.
أهداف مبادرة تروية
تهدف المبادرة إلى ما هو أبعد من مجرد الزيارة السياحية أو التعليمية، فهي تسعى إلى:
- تعزيز الوعي الثقافي والمعرفي لدى طلاب التعليم العام حول المشاعر المقدسة.
- التعريف بالمواقع التاريخية والأثرية مثل عين زبيدة ومجر الكبش والمساجد التاريخية.
- ربط التعليم النظري بالواقع الميداني من خلال المحاكاة والزيارات الميدانية.
- تعميق الانتماء الوطني وتقدير الجهود التي تبذلها الدولة في خدمة الحجاج والمعتمرين.
- دعم البرامج التعليمية بمحتوى واقعي وتفاعلي يعزز من قدرة الطلاب على الفهم والاستيعاب.
- تحقيق استدامة إعمار المشاعر المقدسة وتفعيلها كمصدر حضاري وثقافي على مدار العام.
جولات مبادرة تروية
تمثل الجولات الميدانية لمبادرة تروية محور التجربة التعليمية. في الجولة الأولى، التي شارك فيها 100 طالب، زار الطلاب مواقع تاريخية بارزة مثل عين زبيدة ومجر الكبش، وتعرفوا على المساجد القديمة التي تُعد جزءًا من هوية مكة الدينية والتاريخية.
كما تضمنت الجولات استعراضًا للمشاريع التطويرية الحديثة، التي تنفذها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، والتي تعكس التزام الدولة بتوفير أعلى معايير الجودة والخدمة في الأماكن المقدسة. وقد تم تقديم شروحات وافية من قِبل مرشدين مختصين، مما أضفى طابعًا تفاعليًا وحيًّا على الرحلات.
منظمون مبادرة تروية
تُعد شركة كدانة للتنمية والتطوير هي الجهة المنفذة لمبادرة تروية، وهي الذراع التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والتي تُعنى بتطوير وإعمار المشاعر وفق أعلى المعايير العالمية. وقد تم تنظيم المبادرة بالتعاون مع الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكة المكرمة، في إطار مذكرة تفاهم تهدف إلى دعم البرامج التعليمية عبر المحاكاة والأنشطة الميدانية، ما يعزز من قدرة الطلاب على استيعاب المعلومات وربطها بواقعهم ومحيطهم الديني والاجتماعي.
أهمية المشاعر المقدسة في الوعي الوطني

لا يمكن الحديث عن المشاعر المقدسة دون التوقف عند أهميتها التاريخية والدينية والوطنية؛ فهي رموز خالدة تعبر عن روح الإسلام وعبق التاريخ. إن ترسيخ هذا الوعي في نفوس الطلاب منذ سن مبكرة يسهم في بناء جيل يعي أهمية بلاده ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين. ومن خلال مبادرة تروية، يتم تقديم هذه المواقع ليس كمحطات دينية فحسب، بل كمنصات معرفية تعكس جهود المملكة في الجمع بين التراث والتطوير، وتُظهر كيف يمكن للتعليم أن يتحول إلى تجربة حية ومُلهمة.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن مبادرة تروية حيث عرضنا فكرة المبادرة، وأهدافها النبيلة، والجولات الميدانية التي تقود النشء لاكتشاف كنوز المشاعر المقدسة، كما سلطنا الضوء على الجهات المنظمة لهذا المشروع الرائد.
ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية الشاملة للاطلاع على المزيد من المبادرات الثقافية والتعليمية مثل برنامج مواهب للوظائف التعليمية، واستكشاف المشاريع التي تعكس رؤية المملكة الطموحة في تطوير التجربة الدينية والمعرفية لحجاج بيت الله الحرام وسكان البلد الحرام. كما ستجد كل ما تبحث عنه من مواضيع متعلقة بالعقارات، وأفكار التصميم، والمشاريع الحكومية، بالإضافة إلى مقالات منوعة تثري معرفتك وتواكب اهتماماتك اليومية.