أكثر من 70% من صناعة الرأي العام اليوم يصنعها الإعلام الرقمي، وهو ما جعل المملكة تضع هذا القطاع في صميم مستهدفات رؤية السعودية 2030. ومن هنا انطلقت مبادرة ابتعاث الإعلام التي تقودها وزارتي التعليم والإعلام، لتأهيل شباب سعودي بقدرات عالمية في مجالات الإعلام الحديثة. لكن كيف ستغيّر هذه المبادرة ملامح مستقبل الإعلام السعودي؟
ما هي مبادرة ابتعاث الإعلام ؟
تُعد المبادرة جزءاً من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وتهدف إلى إرسال طلاب وطالبات إلى أكثر من 15 دولة لدراسة تخصصات حديثة مثل الإعلام الرقمي، الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وتقنيات المحتوى المرئي والمسموع. ما يميزها أنها تجمع بين الدراسة الأكاديمية والتدريب في كبرى المؤسسات الإعلامية العالمية، لتأهيل كوادر سعودية جاهزة مباشرة لسوق العمل.
وتبدأ المبادرة عبر مسار واعد الذي يعتمد على الابتعاث المبتدئ بالتوظيف، بحيث يعود المبتعث ليس فقط بشهادة، بل أيضاً بفرصة عمل في القطاع الإعلامي داخل المملكة. بهذه الآلية تتحول رحلة الابتعاث إلى مشروع وطني يربط التعليم بسوق العمل، ويصنع جيلاً جديداً من الإعلاميين القادرين على المنافسة عالمياً.
تنظيم وزارة الإعلام والتعليم للمبادرة

جاء إطلاق مبادرة ابتعاث الإعلام بعد توقيع مذكرة تعاون بين وزارة التعليم و وزارة الإعلام، في خطوة تعكس أهمية التكامل المؤسسي بين القطاعين لدعم صناعة الإعلام الوطني وتطوير الكفاءات. وقد تم تحديد أدوار واضحة لكل وزارة لضمان نجاح المبادرة:
وزارة التعليم
- اعتماد البرامج الأكاديمية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث
- الإشراف على اختيار الجامعات العالمية المتميزة
- متابعة المسار التعليمي للمبتعثين وضمان جودة المخرجات
وزارة الإعلام
- تحديد التخصصات الأكثر طلباً في سوق العمل الإعلامي
- رفع بطاقات الاحتياج للجهات الراغبة في الاستفادة من الكفاءات الوطنية
- التنسيق مع القطاع الخاص لتوفير فرص تدريب وتوظيف مرتبطة بالابتعاث
أهداف مبادرة ابتعاث الإعلام
- إعداد كفاءات وطنية بمستوى عالمي
- دعم صناعة الإعلام السعودي وتعزيز تنافسيته محلياً ودولياً
- فتح فرص عمل جديدة ومتنوعة في مجالات الإعلام
- مواكبة احتياجات السوق والتطورات التقنية
مسارات مبادرة ابتعاث الإعلام
تنطلق مبادرة ابتعاث الإعلام عبر مسارات متنوعة صُممت لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي، حيث تم تحديدها وفق بطاقات الاحتياج التي ترفعها الجهات الإعلامية من القطاع الخاص. هذه المسارات تمنح الطلاب فرصاً لصقل مهاراتهم في المجالات الإعلامية الحديثة. ومن أبرزها:
الإعلام الرقمي
يُعد الإعلام الرقمي أساس المشهد الإعلامي اليوم، وتغطي دراسته مجالات إنتاج المحتوى، التسويق عبر المنصات الإلكترونية، وإدارة الحملات الرقمية.
الذكاء الاصطناعي في الإعلام
يساهم في تطوير أدوات تحليل البيانات، قراءة سلوك الجمهور، وأتمتة عمليات التحرير والنشر لتسريع دورة إنتاج الأخبار والمحتوى.
الصحافة الرقمية
تركز على مهارات التحرير والكتابة للمنصات الإلكترونية، إضافة إلى تقنيات السرد الرقمي، وإدارة الأخبار عبر الوسائط المتعددة.
إدارة المنصات

تعنى بكيفية تشغيل وإدارة المنصات الإعلامية والاجتماعية، وضمان تفاعل فعّال مع الجمهور المستهدف.
الواقع المعزز والافتراضي
مجال حديث يفتح آفاقاً جديدة في صناعة المحتوى التفاعلي، ويعزز تجربة المتلقي عبر دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الإعلام.
الفرص والتعاون مع القطاع الخاص
لا تقتصر مبادرة ابتعاث الإعلام على الدراسة الأكاديمية فقط، بل تعتمد بشكل كبير على الشراكة مع القطاع الخاص لضمان مواءمة المخرجات مع احتياجات السوق. فقد عُقدت ورش عمل بمشاركة أكثر من 35 جهة من مجالات الإعلام والإعلان والإنتاج المرئي والمسموع. كما يوفر البرنامج فرصاً واسعة للطلاب والطالبات من خلال:
- ابتعاث إلى أكثر من 15 دولة رائدة في صناعة الإعلام
- برامج تعليمية متنوعة تشمل: دبلوم، بكالوريوس، وماجستير
- تدريب عملي في كبرى الشركات والمؤسسات الإعلامية العالمية
- فرص توظيف مباشرة عبر صيغة الابتعاث المبتدئ بالتوظيف
ختاما، تؤكد مبادرة ابتعاث الإعلام أهمية الاستثمار في الكفاءات الوطنية لصناعة إعلام سعودي مؤثر ومتطور، يعكس رؤية المملكة ويواكب التطورات العالمية. ومن خلال ربط التعليم بسوق العمل والشراكة مع القطاع الخاص. لمتابعة أحدث المستجدات وفرص المبادرة، زوروا مدونة بيوت السعودية وكونوا جزءاً من هذا المشروع الوطني الطموح.