في عام 2024، وفّرت الروبوتات أكثر من 125 ألف ساعة عمل في مواقع البناء حول العالم، مسلّمة المهام الشاقة والتكرارية إلى ذراعٍ آلي دقيق ومستمر، ليبرز بذلك دور الروبوتات في البناء كقوةٍ محركة للتغيير. كيف يمكن لهذه التقنيات أن تعيد تشكيل مواقع البناء التقليدية؟ وهل سنشهد قريبًا مشاريع تُنجَز دون تدخل بشري مباشر؟
ما هو دور الروبوتات في البناء؟
تتجلّى دور الروبوتات كقوةٍ لا تنام، تنفذ الأعمال المتكررة بدقةٍ وسرعة، فتختصر الوقت والجهد. تخيل منصةً آليةً تثبت القوالب الخرسانية وتنسّق مكعبات الطوب بلا توقف أو انحراف. بهذه الدقة تتحول مواقع البناء إلى بيئاتٍ محسوبة النتائج، تعزز جودة الإنجاز وتقلل المخاطر.
مع إشارة البدء، تبدأ آلة الطباعة ثلاثية الأبعاد برش طبقات الخرسانة لتشكيل هياكل معمارية معقدة في ساعاتٍ قليلة. بالتوازي، تُسرّع وحدات البريكاست تصنيع المكونات مسبقة الصنع داخل الورش، ثم تنقلها لتركيبها كقطع أحجية متكاملة. هنا يلتقي الإبداع البشري ببراعة الآلة، ليولد مشهدًا جديدًا لقطاع المقاولات أقل اعتمادًا على اليد التقليدية.
فوائد استخدام الروبوتات في البناء

- استمرار العمل دون توقف، تسريع الجداول الزمنية
- تقليل تعرض العمال للمخاطر
- تقليل الهدر المادي والبشري على المدى الطويل
- التزام الروبوتات بالمواصفات الهندسية بدقة عالية
أمثلة على استخدام الروبوتات في البناء في السعودية
يتم استغلال الروبوتات للقيام بالمهام الروتينيه والتي تتطلب وقتا وجهد كبير من الإنسان للقيام بها بسهولة ويسر، ومن هذه الأمثلة:
شركة نيوم والروبوتات ذاتية التشغيل
تستثمر نيوم بكثافة في الروبوتات عبر نشر منصات آلية قادرة على صب الخرسانة وتركيب الكسوة الخارجية دون تدخل بشري مباشر، مما يسرّع وتيرة العمل ويضمن مستوى دقة ثابتًا. تعتمد هذه الروبوتات على أنظمة ملاحة ذكية ومستشعرات لقياس سماكة الخرسانة وتجانسها, فتضبط العمليات تلقائيًا لتفادي أي انحراف عن المواصفات.
جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (KAUST)
تقدّم KAUST أبحاثًا متقدمة في الروبوتات الذكية القادرة على التكيف مع ظروف المواقع الإنشائية المتغيرة، من التضاريس الوعرة إلى تغيرات الطقس. تعمل الفرق البحثية على تطوير خوارزميات تعلم آلي تمنح الروبوتات حس استباقي للتحديات، مثل الانزلاقات وتفاوت الأسطح، فتعدّل مساراتها وبرامجها دون توقف.
الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي (سكاي)
تندرج سكاي تحت مظلة صندوق الاستثمارات العامة، حيث تركز على أتمتة عمليات ما قبل الصب (Precast) باستخدام روبوتات متخصصة في تشكيل أجزاء البناء المسبقة الصنع. تقوم هذه الروبوتات بقطع الحديد وصب الخرسانة في قوالب معدة مسبقًا، ثم تفحص الأبعاد والانضغاط لضمان تماشٍ كامل مع الخطط الهندسية.
دور الروبوتات في البناء والتقنيات
- الطباعة ثلاثية الأبعاد: عرض سريع لكيفية طباعة هياكل إسمنتية معقدة
- تقنية البريكاست : دور الروبوتات في تصنيع المكونات مسبقة الصنع
- تكنولوجيا العقارات الذكية : الأتمتة والبيانات لتحسين إدارة المواقع
هل توجد روبوتات في المملكة العربية السعودية؟

نعم، توجد روبوتات في السعودية ويجري استخدامها فعليًا في مشاريع مثل نيوم، إلى جانب أبحاث متقدمة في KAUST وشراكات تقنية مع شركات دولية. تشهد المملكة دعمًا حكوميًا متزايدًا لتوسيع استخدام هذه التقنيات، رغم وجود تحديات مثل التكلفة وتوفير الكفاءات المتخصصة.
دور الروبوتات في البناء في المستقبل
- ارتفاع التكلفة والتدريب اللازم
- التحول من الأساليب التقليدية
- مع تطور الأبحاث واستقرار التكلفة، هل نقترب من ثورة إنشائية؟
ختاما، يظهر دور الروبوتات في البناء تحولًا حقيقيًا في طريقة تنفيذ المشاريع، من حيث الدقة، والسرعة، والسلامة. ومع تبني السعودية لهذه التقنيات في مشاريعها المستقبلية، يبدو أن القطاع على أعتاب مرحلة جديدة أكثر كفاءة واستدامة. الطريق لا يزال في بدايته، لكن خطواته تتسارع بثبات نحو مستقبل ذكي للبناء.
الروبوتات تعيد تشكيل مستقبل البناء في السعودية بخطى واثقة. ولمواكبة أحدث التقنيات والمستجدات في السوق العقاري، تابعوا مدونة بيوت السعودية.