التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي ساهمت في نهضة وازدهار المملكة على مر التاريخ، حيث ترك بصماته الواضحة في مختلف المجالات والقطاعات. ولم تبتعد الدولة السعودية الحديثة عن هذا المسار، بل عملت منذ نشأتها على تأسيس نظام تعليمي قوي يدعم بناء الأجيال القادرة على إحداث الفارق في مسيرة الوطن.
في هذا المقال، سنستعرض تطور التعليم في المملكة، بدءًا من نظرة شاملة على نظامه الحالي وأبرز مراحله، ثم ننتقل إلى لمحة تاريخية عن بداياته في العصور السابقة وصولاً إلى العصر الحديث. كما سنتناول أبرز مجالات التعليم والتحولات الرئيسية التي مر بها هذا النظام على مر الزمن.
حول التعليم في السعودية

يعد التعليم في المملكة أحد الركائز الأساسية التي أسهمت في بناء وتطوير المملكة على مر العقود. يتميز هذا النظام بتنوعه وشموليته، حيث يغطي جميع المراحل الدراسية بدءًا من التعليم العام وصولاً إلى التعليم العالي والتقني، وفي العناوين التالية ستحصل على لمحة أكثر شمولا حول هذا النطاق.
ما هو نظام الدراسة في السعودية؟
يعتمد نظام التعليم في السعودية على هيكل تعليمي هرمي يتضمن ثلاث مراحل رئيسية: التعليم العام، العالي، والتعليم الفني والتقني. وتنقسم السنة الدراسية منذ عام 1443هـ إلى ثلاثة فصول دراسية في جميع المراحل، بدلاً من نظام الفصلين السابق. ويقوم نظام التعليم في المملكة على مبادئ العقيدة الإسلامية، وتنمية القيم الوطنية، وبناء المهارات المستقبلية. ويعتمد على التقويم المستمر، والمناهج المطوّرة، والتكامل بين التعليم الحضوري والإلكتروني. ويشمل التعليم الحكومي والأهلي والدولي.
مراحل التعليم العام
يتكون التعليم العام في السعودية من ثلاث مراحل رئيسية، وهو إلزامي ومجاني للمواطنين والمقيمين في المدارس الحكوميةن وتضمن هذه المراحل:
- الابتدائية: تبدأ من سن السادسة، وتستمر ست سنوات.
- المتوسطة: تبدأ بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وتستمر أيضًا ثلاث سنوات،
- الثانوية: تقدم بنظام المسارات الذي يتيح للطلاب اختيار التخصصات التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم، وتستمر ثلاث سنوات.
وفي هذا النطاق، اكتشف نظام نور .. شعاع ينير درب مستقبل التعليم في المملكة.
ما هو ترتيب السعودية في التعليم؟
في مؤشر المعرفة العالمي 2021، حلّت السعودية في المرتبة 40 عالميًا من بين 154 دولة، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي . أما في مجال التعليم التقني والتدريب المهني، فقد حققت المملكة تقدمًا ملحوظًا، حيث جاءت في المرتبة التاسعة عالميًا، متفوقة على العديد من الدول المتقدمة . وفي مؤشر المعرفة العالمي 2022، تصدرت المملكة المرتبة الأولى عالميًا في نسبة الطلاب الملتحقين بالتعليم ما بعد الثانوي غير الجامعي في برامج مهنية وتقنية .
تاريخ التعليم في السعودية
يعود تاريخ التعليم في المملكة إلى ما قبل تأسيس الدولة الحديثة، حيث كان التعليم يُمارس بشكل غير رسمي في المساجد والكتاتيب، معتمدًا على حفظ القرآن الكريم وتعليم مبادئ القراءة والكتابة. ومع تأسيس المملكة العربية السعودية عام 1932، بدأ الاهتمام الرسمي بالتعليم يتزايد، فتم إنشاء “مديرية المعارف” عام 1344هـ/1926م لتكون أول جهة حكومية معنية بالتعليم. وقد شهدت تلك الفترة افتتاح أولى المدارس النظامية، وكان التعليم في بدايته مقتصرًا على الذكور في المدن الكبرى.

تطور نظام التعليم في السعودية
تطور التعليم في السعودية بشكل كبير في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله – حيث تم تأسيس المدارس الحكومية ودعم التعليم الأهلي، وصولًا إلى إنشاء وزارة المعارف لاحقًا. وقد مرّ التعليم بتحولات نوعية في العقود التالية، شملت التوسع الجغرافي، وتحديث المناهج، والاهتمام بالتعليم العالي والفني، حتى أصبح التعليم ركيزة رئيسية في مسيرة التنمية الوطنية.
وزارة المعارف
تأسست الوزارة في عام 1373هـ/1953م، وكانت خطوة مفصلية في مسيرة التعليم السعودي، حيث تولّت الإشراف الكامل على التعليم العام في المملكة. وكان الملك فهد بن عبدالعزيز أول وزير للمعارف، حيث قاد جهودًا كبيرة في تنظيم المدارس وتوسيع رقعة التعليم في مختلف مناطق المملكة. وقد ساهمت الوزارة في وضع الأسس الحديثة لنظام التعليم. وفي عام 1436هـ/ 2015 م ، صدر أمر ملكي بدمج وزارة التعليم العالي مع وزارة التربية والتعليم، لتصبح “وزارة التعليم” كما هي اليوم، وتشرف على جميع مراحل التعليم من رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا.
تعليم البنات في السعودية
بدأ تعليم البنات في المملكة رسميًا عام 1380هـ، مع إنشاء الرئاسة العامة لتعليم البنات، بعد أن كان التعليم مقتصرًا على الكتاتيب والمجالس المنزلية. جاء هذا التحول بدعم من القيادة آنذاك، وشهد انتشارًا سريعًا في جميع مناطق المملكة، حيث تم افتتاح مدارس نظامية للفتيات وتوسيع نطاق التعليم ليشمل مراحل متعددة وتخصصات متنوعة.
افتتاح الجامعات النسائية
ومع مرور الوقت، تم إنشاء العديد من الجامعات النسائية مثل جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في الرياض، التي تُعد أكبر جامعة نسائية في العالم. كما تم فتح مجالات واسعة لتعليم المرأة في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية، مما مكن النساء من الالتحاق بكليات الطب والهندسة والعلوم. هذه الجامعات أصبحت محطات هامة لتمكين المرأة السعودية وتوفير الفرص التعليمية المتكافئة لها في كافة التخصصات.
مجالات التعليم العالي في السعودية

يضم التعليم العالي في المملكة أكثر من 29 جامعة حكومية و14 جامعة أهلية، بالإضافة إلى العديد من الكليات والمعاهد الخاصة. تقدم هذه المؤسسات برامج دراسات بكاليروس ودراسات عُليا في مختلف التخصصات، وتستقطب الطلاب من داخل المملكة وخارجها.
التعليم العسكري في السعودية
تولي المملكة اهتمامًا خاصًا بالتعليم العسكري من خلال مؤسسات تعليمية متخصصة، مثل:
- كلية الملك فيصل الجوية: تأسست عام 1387هـ، وتُعد من أبرز الكليات العسكرية في المملكة.
- وكلية القيادة والأركان: تُعنى بتدريب الضباط على القيادة والإدارة العسكرية.
- بالإضافة إلى كلية الملك فهد الأمنية: تُعد من أوائل الكليات الأمنية في المملكة، وتقدم برامج تعليمية وتدريبية في مجال الأمن الداخلي.
التعليم الفني والتدريب المهني
تسعى المملكة إلى تطوير التعليم الفني والمهني لتلبية احتياجات سوق العمل. تحتل المملكة المرتبة التاسعة عالميًا في هذا المجال، حيث تتميز بتوفير برامج تدريبية متخصصة في مجالات متعددة، مثل:
- البرامج المهنية والتقنية: تقدم بعد المرحلة الثانوية، وتُعد من أبرز الخيارات التعليمية للطلاب.
- التدريب المهني: يُقدم من خلال معاهد ومراكز تدريبية معتمدة، ويهدف إلى تأهيل الشباب للعمل في مختلف القطاعات.
حول التعليم الإلكتروني في السعودية
شهد التعليم الرقمي في السعودية تطورًا ملحوظًا، خاصة بعد جائحة كورونا. فقد تم إطلاق منصة “مدرستي” التي تقدم التعليم عن بُعد للطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى قنوات “عين” التعليمية التي تبث المواد الدراسية على مدار الساعة. كما تم تطوير منصة “روضتي” لمرحلة رياض الأطفال، وتطبيق “الروضة الافتراضية” للأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات.
وبذلك نكون قد اختتمنا جولتنا الشاملة حول التعليم في السعودية ، حيث استعرضنا في بدايتها نظام الدراسة المعتمد ومراحله الأساسية، وتطرقنا إلى الجذور التاريخية للتعليم منذ تأسيس الدولة وحتى ما وصل إليه اليوم من تطور ومواكبة للمعايير العالمية. بالإضافة إلى استعراض التعليم العالي، ومجالاته المختلفة إلى جانب التعليم الإلكتروني.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال مؤتمر الذكاء الاصطناعي وصناعة التغيير في التعليم السعودي.