في عصر تتسارع فيه الابتكارات التقنية بشكل غير مسبوق، يبرز برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي كواحد من أكثر الأدوات إثارة وتأثيرًا في شتى المجالات، لا سيما في التعليم. فقد ساهم هذا الذكاء في إحداث تحول جذري في طرق التدريس وأساليب التعلم، وأصبح أداة لا غنى عنها في مساعدة الأكاديميين والطلاب على حد سواء.
ولكن، ما هو برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي أطلقته وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ وما هي أهدافه؟ ومن هم المستفيدون منه؟ ومتى وأين سيُعقد هذا البرنامج المميز؟ دعونا نكتشف كل هذه التفاصيل معًا في السطور القادمة!
الذكاء الاصطناعي التوليدي

يُعد الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI) من أكثر الفروع تقدمًا في عالم التكنولوجيا، إذ يمثل نقلة نوعية في طريقة تعامل الإنسان مع البيانات والنصوص والصور والفيديوهات. بدأت ملامح هذا المفهوم في الظهور أوائل القرن الحادي والعشرين، حيث اقتصر في بداياته على تطبيقات بحثية محدودة، إلى أن جاءت طفرة كبيرة مع إطلاق تقنيات مثل ChatGPT في عام 2022، والتي جعلت التفاعل مع المحتوى الذكي متاحًا للجميع بأسلوب يشبه التفاعل البشري.
وقد أسهمت هذه التقنية في إحداث تحول عميق في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والصحة والصناعة. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة Statista، يُتوقع أن يصل حجم سوق الذكاء الاصطناعي عالميًا إلى نحو 407 مليار دولار بحلول عام 2027، مما يعكس الأهمية المتزايدة لتبني هذه التكنولوجيا بشكل واسع. وبفضل قدراتها الهائلة في توليد المحتوى وتحليل البيانات وتخصيص التعلم، يبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي كأداة استراتيجية لتطوير التعليم الجامعي وتحسين تجربة التعلم لدى الطلاب.
برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي 2025
مبادرة رائدة أطلقتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالتعاون مع Google، حيث يستمر البرنامج لمدة يومين متتاليين ليغطي جميع محاوره. يهدف هذا البرنامج إلى تمكين أعضاء هيئة التدريس من اكتساب مهارات عملية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتبني استراتيجيات تعليمية حديثة تدعم جودة التعليم وتفاعل الطلاب. من المتوقع أن يشارك في البرنامج أكثر من 300 عضو هيئة تدريس من مختلف الجامعات السعودية، فيما أظهرت الدراسات أن 85% من أعضاء هيئة التدريس الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي في التعليم وجدوا تحسنًا ملحوظًا في مشاركة الطلاب وتفاعلهم داخل الفصل.
أهداف برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي
- بناء فهم متين لمبادئ الذكاء الاصطناعي
- استكشاف أدوات Google الداعمة للتعليم الجامعي
- تعزيز استراتيجيات التدريس المبتكرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي
- معالجة الفروق الفردية بين الطلاب وتحسين أساليب التقييم المستمر
- إتاحة فرص التعلم للطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة
المستهدفين في برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي

- أعضاء هيئة التدريس بكلية علوم الحاسب الآلي بالرياض للحضور الشخصي
- أعضاء هيئة التدريس في علوم الحاسب الآلي من خارج الرياض عبر الإنترنت
- جميع أعضاء هيئة التدريس الآخرين في الجامعات السعودية
موقع و موعد برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي
- ينطلق البرنامج يوم الثلاثاء 27 مايو 2025 (29 ذو القعدة 1446 هجري) ويختتم يوم الأربعاء 28 مايو 2025 (1 ذو الحجة 1446 هجري).
- يقام البرنامج عن بُعد بشكل كامل، ويشمل اليوم الأول تدريبًا مباشرًا يقوده مدرب خبير، بينما يخصص اليوم الثاني للتعلم الذاتي مع توفير المواد التدريبية للمشاركين.
تنظيم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات
تنظم وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي تأكيدًا لحرصها على تعزيز الابتكار في التعليم الجامعي وتبني أحدث التقنيات. ويأتي هذا البرنامج متماشيًا مع رؤية السعودية 2030 من خلال:
- تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس ودعمهم في مواكبة التحول الرقمي
- تعزيز استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم الجامعي لرفع كفاءة العملية التعليمية
- دعم الابتكار في تصميم المناهج وطرق التدريس الحديثة
في الختام، يظهر برنامج الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم الجامعي كنقلة نوعية في تعزيز مهارات أعضاء هيئة التدريس، ودمج أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية. ولا شك أن مثل هذه المبادرات تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، وتجعل من التعليم الجامعي منصة للتطوير والابتكار.
للمزيد من المقالات حول التطورات التقنية والبرامج التعليمية وأحدث أخبار القطاع العقاري في المملكة، تابعوا مدونة بيوت السعودية. نحن نقدم محتوى مميزًا ومحدثًا باستمرار يلبي اهتماماتكم، ويساعدكم على اتخاذ قرارات أفضل، سواء كنتم مهتمين بالعقارات أو بالتطورات التقنية والتعليمية.