برنامج التحويل الحراري للنفط الخام في السعودية يمثل نقلة نوعية في طريقة استثمار الموارد النفطية، ويتماشى بشكل مباشر مع أهداف رؤية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد وتعزيز القيمة المضافة للصناعات الوطنية. فهل تساءلت يومًا كيف يمكن تحويل النفط الخام من مجرد مادة أولية لإنتاج الوقود إلى مواد كيميائية عالية القيمة تلعب دورًا أساسيًا في الصناعات الحديثة؟ هذا البرنامج هو المسؤول عن عمليات الحرارية التحويلية. كما يُعد بمثابة استراتيجية متكاملة تهدف إلى تطوير الصناعة الوطنية وتحقيق اقتصاد مستدام بعيدًا عن التكرير التقليدي.
في هذا المقال، سنأخذك في شرح مبسط وواضح للبرنامج، حيث نتعرف فيه على كيفية عمل هذه التقنية المتطورة، وأهميتها المستقبلية في الصناعة النفطية السعودية. تابع القراءة لتكتشف كيف تتحول خطوات التكرير التقليدية إلى حلول مبتكرة تحقق قيمة اقتصادية أكبر وتدعم الاستدامة الاقتصادية للبلاد.
برنامج التحويل الحراري للنفط الخام السعودي
ببساطة، هو مشروع تقني ضخم يهدف إلى تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية عالية القيمة مثل الإيثيلين والبروبيلين، بدلًا من الاكتفاء بتحويله إلى وقود تقليدي. وبعبارة أوضح، تسعى السعودية إلى أن تُصبح كل نقطة نفط تخرج من باطن أرضها، مصدرًا لصناعة البلاستيك، والمواد الأولية للأدوية. إلى جانب صناعة المنسوجات، والأغذية، وكل ما تعتمد عليه الصناعة الحديثة.
ما هي أهداف برنامج التحويل الحراري للنفط الخام ؟

- يهدف إلى تحويل النفط الخام مباشرة إلى مواد كيميائية بدلًا من الوقود التقليدي، مما يعزز من القيمة الاقتصادية للبرميل الواحد.
- يستخدم درجات حرارة مرتفعة وضغط عالي لتفكيك الجزيئات الهيدروكربونية في النفط الخام وتحويلها إلى مركبات كيميائية مستهدفة.
- تُستخلص مواد كالإيثيلين، البروبيلين، والأروماتيات، والتي تُعد أساسًا في الصناعات التحويلية مثل البلاستيك والمطاط والمنسوجات.
- يقلل من الحاجة إلى مراحل تكرير الوقود، ويوجه البنية التحتية نحو الإنتاج الكيميائي عالي القيمة.
أين يُطبّق البرنامج في السعودية ؟
إليك أبرز المواقع والمشاريع التي تحتضن هذا التوجّه الاستراتيجي:
- مشروع ينبع لتحويل النفط إلى كيميائيات YRTC: أحد أكبر المشاريع عالميًا، تنفذه شركتا أرامكو وسابك في مدينة ينبع الصناعية، ويُعد نموذجًا متكاملًا لتطبيق البرنامج على نطاق واسع.
- مدينة الجبيل الصناعية: تضم مجمعات متقدمة تعمل على تطوير عمليات التحويل الكيميائي المباشر، وتُعد مركزًا لصناعات البتروكيميائيات في المملكة.
- مصفاة رأس تنورة: تُستخدم فيها تقنيات متطورة لدمج عمليات التكرير والتحويل الحراري، ما يجعلها أحد النماذج التطبيقية للبرنامج.
- مجمعات سابك الكيميائية: تُشارك سابك في تنفيذ مشاريع تهدف إلى زيادة نسبة التحويل من النفط إلى كيميائيات ضمن خطط طويلة الأمد.
- مشروع أرامكو توتال أميرال في الجبيل: أول مشروع من نوعه لتحويل النفط إلى بتروكيميائيات بنسبة تصل إلى 70% من كل برميل.
كيف يعمل برنامج التحويل الحراري للنفط الخام ؟
لفهم أهمية هذا البرنامج في السعودية، يعتمد على عمليات كيميائية وفيزيائية متقدمة لاستخلاص مواد كيميائية عالية القيمة من النفط الخام دون الحاجة للتكرير التقليدي، باستخدام تقنيات التكسير الحراري والتحفيزي في وحدات ذكية دقيقة التحكم.
اقرأ أيضاً: تعرف على أهم حقول النفط في السعودية.
ما هي آلية عمل البرنامج ؟
يُبنى البرنامج على سلسلة عمليات متقدمة تشمل:
- التحليل الحراري: يتم تعريض النفط الخام لدرجات حرارة مرتفعة تصل إلى 500 درجة مئوية، لفصل المكونات الثقيلة عن الخفيفة.
- التحفيز الكيميائي: تُستخدم محفزات خاصة لتوجيه التفاعلات الكيميائية نحو إنتاج مركبات مستهدفة مثل الإيثيلين والبروبيلين.
- الاستخلاص والفصل: تُفصل المواد الناتجة حسب خصائصها الفيزيائية والكيميائية باستخدام التقطير أو التبريد.
- التكرير الكيميائي النهائي: تتم معالجة المركبات لاستخدامها في الصناعات الكيميائية المختلفة.
أهمية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات

- زيادة الإيرادات الوطنية عبر تحويل النفط الخام إلى منتجات كيميائية عالية القيمة تدر أرباحًا أكبر من تصدير النفط الخام فقط.
- تعزيز التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل، بما يتماشى مع استراتيجية رؤية 2030.
- تطوير قطاع الصناعات البتروكيميائية وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، مما يدعم نمو الاقتصاد الوطني ويوفر فرص عمل مستدامة.
الاسئلة الشائعة حول برنامج التحويل الحراري للنفط الخام
قمنا بجمع مجموعة من الأسئلة التي تدور حول البرنامج، لتسهيل فهم آليته وأهميته، والإجابة على أبرز الاستفسارات التي تهم المهتمين بهذا المجال:
كيف يتم تصفية النفط الخام؟
تتم تصفية النفط الخام عبر عملية التقطير التفريقي التي تفصل المكونات حسب درجات غليانها المختلفة، حيث يتم فصل البنزين، الديزل، والوقود الثقيل، قبل أن تُجرى عمليات التكرير الأخرى.
هل هذا البرنامج متاح عالميًا؟
تطبقه شركات كبرى مثل أرامكو وتوتال وسابك، لكنه ما زال في مراحل التطوير المتقدمة ولا ينتشر بشكل واسع خارج بعض الدول الرائدة.
هل يساهم في الأمن الطاقي؟
بكل تأكيد، لأنه يجعل من كل برميل نفط مصدرًا لعدة منتجات صناعية، مما يعزز الأمن الصناعي والتقني.
في الختام، قدّمنا شرحًا وافيًا ومفصلًا حول برنامج التحويل الحراري للنفط الخام في السعودية، الذي يمثل خطوة استراتيجية مهمة لتعزيز صناعة الطاقة والبتروكيماويات في المملكة. إذ يسهم هذا البرنامج بشكل فعّال في إضافة قيمة اقتصادية كبيرة للموارد النفطية، ويدعم بشكل مباشر تنويع مصادر الدخل الوطني وتعزيز الاقتصاد المستدام.
للمزيد من المقالات المفيدة والمتنوعة، تجدونها دائمًا على مدونة بيوت السعودية التي تقدم محتوى ثريًا ومتنوعًا في مختلف المجالات. ولا تنسوا متابعتنا على مواقع التواصل الاجتماعي الموجودة أسفل الصفحة لتبقوا على اطلاع دائم بكل جديد.