كيف تسعى المملكة لأن تكون مركزًا عالميًا للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030؟ ما هي الجهود التي بذلتها السعودية في سبيل تحقيق النجاح والتطور في مجال الذكاء الاصطناعي؟ كيف سيكون مستقبل هذا المجال فيها؟ ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أصدرتها المملكة؟ وما هو تاريخ الذكاء الاصطناعي في السعودية ومستقبله؟ كل هذا وأكثر سنتطرق للحديث عنه في هذا المقال.
يشهد الذكاء الاصطناعي بالسعودية نموًا متسارعًا بفضل التوجهات الوطنية الطموحة والدعم اللامحدود من القيادة. تسعى المملكة إلى أن تكون مركزًا عالميًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، من خلال مشاريع ومبادرات استراتيجية تقودها جهات رسمية وأكاديمية، ومع تأسيس كيانات متخصصة، باتت السعودية بيئة خصبة للابتكار والتطوير في هذا المجال الحيوي.
ما أبرز جهود المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي؟
بدايةً وقبل التطرق للتعمق في أهمية الذكاء الاصطناعي بالسعودية، لا بد أولًا أن نتعرف على ما هو الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence؟ يعرف الذكاء الاصطناعي على أنه فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى تطوير أنظمة وبرمجيات تستطيع أداء مهام تتطلب عادة الذكاء البشري، مثل التعلم، الاستنتاج، حل المشكلات، والتعرف على الأنماط، ويشمل هذا المفهوم مجموعة واسعة من التقنيات مثل تعلم الآلة، الرؤية الحاسوبية، معالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات.
أصبح الذكاء الاصطناعي من الركائز الأساسية التي تسعى العديد من الدول المتقدمة إلى تبنيها، بهدف بناء اقتصادات قوية قائمة على البيانات والتقنيات الحديثة. وتعد السعودية من أوائل الدول التي بادرت بتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لدعم تحقيق مستهدفات رؤية 2030، وتتمثل جهود المملكة في هذا المجال فيما يلي:

إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا
أنشأت السعودية سدايا عام 2019، بهدف قيادة تحول المملكة إلى اقتصاد رقمي قائم على البيانات والذكاء الاصطناعي. وتعد سدايا المحرك الرئيسي لاستراتيجية تطوير الذكاء الاصطناعي في السعودية ، من خلال تطوير البنية التحتية، دعم الابتكار، وحوكمة البيانات. كما تسهم الهيئة بشكل فعال في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 عبر مشاريع نوعية وشراكات دولية، كما أسست أكاديمية سدايا لتأهيل الكوادر الوطنية في الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
الفعاليات الدولية واستضافة المؤتمرات
ضمن جهودها لترسيخ مكانتها في مجال الذكاء الاصطناعي، تحرص السعودية على استضافة فعاليات دولية ومؤتمرات رفيعة المستوى تجمع نخبة من الخبراء والمبتكرين حول العالم. ومن أبرز هذه الفعاليات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، والتي تنظمها سدايا سنويًا لتعزيز التعاون الدولي ومناقشة أحدث تطورات القطاع.
إدراج تخصص الذكاء الاصطناعي في السعودية
أدرجت الجامعات السعودية تخصص الذكاء الاصطناعي ضمن برامجها الأكاديمية تماشياً مع رؤية المملكة 2030، بهدف إعداد كوادر وطنية قادرة على قيادة التحول الرقمي وتعزيز التنمية المستدامة. وتشمل هذه الجهود تطوير مناهج حديثة وبرامج بكالوريوس ودراسات عليا متخصصة، مما يسهم في تمكين المملكة من المنافسة عالمياً في هذا المجال الحيوي. ويأتي ذلك في إطار دعم الدولة لتبني أحدث التقنيات وتطوير القدرات البشرية الوطنية في الذكاء الاصطناعي.
مشاريع الذكاء الاصطناعي
في ظل التوجهات الاستراتيجية نحو التحول الرقمي، تشهد السعودية نموًا لافتًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي، التي باتت تمثل ركيزة أساسية في دعم التنمية الوطنية وتعزيز كفاءة القطاعات المختلفة. وتعد هذه المشاريع تجسيدًا عمليًا لرؤية المملكة 2030، حيث تسخر التقنيات الذكية لتقديم حلول مبتكرة تسهم في تحسين الحياة، وتحقيق الريادة في مختلف المجالات التقنية والمعرفية، ويتمثل ذلك في المشاريع الآتية:
مشروع نيوم
يمثل هذا المشروع أحد مكونات رؤية السعودية 2030، ويهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز عالمي للذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. ويشمل تطوير مدن ذكية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، مع التركيز على تعزيز النمو الاقتصادي ورفع جودة الحياة من خلال توظيف الحلول التكنولوجية المتقدمة.
مشروع أمالا
يعد أمالا مشروعًا ترفيهيًا ذكيًا، وهو من أبرز مشاريع الذكاء الاصطناعي في السعودية، ويقع على ساحل البحر الأحمر في شمال غرب المملكة. يهدف إلى تقديم تجارب فاخرة تعزز الراحة والصحة للزوار، من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التي تشمل الرياضات البحرية والشاطئية، الفنون، الثقافة، والأنشطة الترفيهية. كما يتضمن المشروع تطوير 3 وجهات رئيسية؛ المنطقة الساحلية، جزيرة أمالا، وبحيرة تربل باي.
- تعرف أكثر على المزيد من التفاصيل حول مشروع أمالا
مشروع الذكاء الاصطناعي
بالنسبة لهذه المبادرة، فهي تمثل أبرز الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ مكانة السعودية كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، بميزانية طموحة تبلغ 100 مليار دولار. وتركز المبادرة على تطوير بنية تحتية متقدمة لهذا القطاع، ودعم الشركات الناشئة المتخصصة، إضافة إلى استقطاب الكفاءات والخبرات المتميزة من مختلف أنحاء العالم لتعزيز منظومة الابتكار والريادة التقنية في المملكة.
ما أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في السعودية ؟
شهدت السعودية تطوراً ملحوظاً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث أنها تعمل على تعزيز التحول الرقمي، كما أنها تلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الحياة وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات الحيوية، و من أمثلة الذكاء الاصطناعي التطبيقات الآتية:
- تطبيق توكلنا
- نفاذ
- منصة فرجت
- تطبيق علام
- منصة نبأ
- سحابة ديم

هل يوجد الذكاء الاصطناعي في السعودية؟ وما تاريخه؟
بالطبع، الذكاء الاصطناعي موجود في السعودية وبقوة، فقد قطعت المملكة خطوات متقدمة نحو توطين تقنياته، ليس فقط عبر استيراد الحلول، بل من خلال بناء منظومة متكاملة تشمل البنية التحتية، التعليم، البحث، والسياسات التنظيمية. وتعد السعودية من أوائل الدول التي وضعت استراتيجية وطنية خاصة بالذكاء الاصطناعي.
وبالنسبة إلى تاريخ الذكاء الاصطناعي بالمملكة، فقد بدأت السعودية خطواتها الجادة في مجال الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي مع إنشاء سدايا في عام 2019، التي وضعت استراتيجية وطنية لتطوير هذا القطاع. ومع ذلك، تعود جذور الاهتمام بالذكاء الاصطناعي في المنطقة إلى تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، حيث شهدت الجزيرة العربية مساهمات علمية مهمة في علوم الحاسب والذكاء. واليوم، تركز السعودية على تعزيز البحث والابتكار في الذكاء الاصطناعي؛ لتكون من الدول الرائدة عالمياً في هذا المجال.
ما هو مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة؟
تسير السعودية بخطى ثابتة نحو أن تصبح رائدة إقليميًا وعالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي. وتظهر مؤشرات ذلك في حجم الاستثمارات، تنوع التطبيقات، وعدد المواهب الوطنية المنخرطة في هذا المجال. ومن المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي في السعودية بشكل كبير في نمو الاقتصاد غير النفطي، وتعزيز الكفاءة والإنتاجية في مختلف القطاعات.
كما تتجه المملكة إلى تعزيز أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، عبر وضع أطر تنظيمية تضمن الخصوصية والشفافية وتقلل من المخاطر المحتملة، فالمستقبل لا يكمن فقط في استخدام التقنية، بل في إدارتها بشكل يحقق العدالة والمصلحة العامة.
ختامًا، تم التعرف على كل ما يتعلق في الذكاء الاصطناعي في السعودية ، من حيث مفهومه، أهميته بالمملكة، تاريخه، كما تم التعرف على ما هو دور المملكة العربية السعودية في الذكاء الاصطناعي؟ والذي تشكل بإطلاقها لهيئة سدايا، إلى جانب مشاريع الذكاء الاصطناعي، وإدراج تخصص الذكاء الاصطناعي في الجامعات، بالإضافة إلى ما سبق، تم التعرف على أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي بالسعودية ومستقبل هذا المجال فيها، بالإضافة إلى المزيد من التفاصيل الأخرى.
إذا أردت التعرف على مواضيع أخرى، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.