كيف استطاعت دولة صحراوية بموارد مائية محدودة أن تجعل من الاستزراع المائي وسيلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك والمأكولات البحرية؟ وكيف تحول هذا القطاع إلى ركيزة أساسية تدعم الأمن الغذائي وتنويع الدخل ضمن رؤية المملكة 2030؟ تابع قراءة هذا المقال لتكتشف أسرار هذه النهضة، وأهم المشاريع، وكيف يساهم هذا القطاع في بناء مستقبل غذائي واقتصادي مستدام.
ما هو الاستزراع المائي ؟
هو عملية تربية وإنتاج الكائنات المائية مثل الأسماك والروبيان والطحالب، في بيئات خاضعة للرقابة لضمان جودة الإنتاج وزيادة الكميات بطريقة مستدامة. إذ يأخذ هذا الاستزراع في السعودية بعدًا استراتيجيًا ضمن رؤية 2030، حيث يُستخدم لتقليل الاعتماد على الاستيراد وتلبية الطلب المتزايد على المأكولات البحرية.
كما تقوم المملكة بتطبيق أنظمة متنوعة مثل الأحواض الداخلية والأقفاص البحرية على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي. إضافة إلى مشاريع الروبيان الضخمة في جازان. فضلاً عن أن هذا المفهوم يجمع بين تحقيق الأمن الغذائي، دعم الاقتصاد الوطني. إلى جانب المحافظة على الموارد البيئية عبر ممارسات استزراع حديثة وصديقة للبيئة.
اقرأ أيضاً: أهم مميزات مشروع الهيدروجين الأخضر في نيوم.
متى بدأ مشروع الاستزراع في السعودية ؟
بدأت مشاريع الاستزراع بالمملكة في أوائل الثمانينات عبر مزارع تجريبية وبحثية، مثل:
- مزرعة البُلي في القصيم، عام 1980.
- محطة أبحاث الليث، عام 1982.
- مركز جدة لتربية الأسماك.
- المشروع الوطني للروبيان.
- تأسيس اتحاد الإستزراع السعودي المائي عام 2012.
ما أهمية الاستزراع المائي في السعودية ؟
تكمن أهميته في عدة جوانب أساسية تؤثر على الغذاء والاقتصاد والتنمية المستدامة:
- الأمن الغذائي من خلال توفير مصدر محلي للأسماك والمأكولات البحرية وتقليل الحاجة إلى الاستيراد.
- تنويع الاقتصاد عبر مساهمته في الدخل الوطني ودعمه لأهداف رؤية المملكة 2030.
- توفير آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للشباب في مختلف المناطق.
- تعمل المملكة على تعزيز حضورها عالميًا كمصدر رئيسي للروبيان والأسماك.
- الاستدامة البيئية باستخدام أنظمة وتقنيات حديثة تساعد على ترشيد استهلاك المياه والحفاظ على البيئة.
ما هي إحصائيات إنتاج الأسماك والروبيان في السعودية ؟
تكشف البيانات الرسمية عن تطور ملحوظ في إنتاج الأسماك والروبيان بالمملكة خلال الأعوام الأخيرة، كما يلي:
- في عام 2022 بلغ الإنتاج حوالي 114,490 طنًا من الأسماك والروبيان.
- في عام 2023 ارتفع الإنتاج إلى نحو 139,949 طنًا.
- التوقعات تشير إلى الوصول إلى 280 ألف طن بحلول 2024، وأكثر من 530 ألف طن بحلول 2030.
- رغم النمو، ما زالت السعودية تستورد ما يقارب 75٪ من استهلاكها المحلي من المأكولات البحرية، وهو ما يجعل التوسع في الاستزراع ضرورة وطنية.
كم عدد أنواع الاستزراع المائي في السعودية ؟
يشهد هذا القطاع تنوعًا ملحوظًا يعكس مدى تطوره وتوسّعه خلال السنوات الأخيرة، حيث لم يعد مقتصرًا على شكل واحد من الإنتاج، بل شمل أنظمة متعددة تجمع بين الاستزراع البحري في الأقفاص العائمة. بالاضافة إلى الاستزراع في المياه الداخلية عبر الأحواض والبحيرات الصناعية. فضلاً عن التجارب المبتكرة في الصحراء باستخدام المياه الجوفية المالحة. إذ أن هذا التنوع عزّز مكانة المملكة كأحد أبرز الدول التي تجمع بين الحداثة والاستدامة في تطوير الثروة السمكية.
قد يهمك أيضاً: موسم صيد الروبيان في جازان.. كل ما يهمك.
كيف يتم الاستزراع البحري في السعودية؟
للإجابة عن هذا السؤال يمكن النظر إلى أهم الممارسات التي جعلت هذا النوع يشكل النسبة الأكبر من الإنتاج الوطني:
- يعتمد على تربية أسماك البحر مثل الهامور والقاروص في الأقفاص العائمة.
- يتركز في سواحل البحر الأحمر لوفرة الظروف البيئية المناسبة.
- يشكل نحو 85% من إنتاج الاستزراع المائي في المملكة.
- يتميز بجودة عالية تجعله مناسبًا للتصدير للأسواق العالمية.
لماذا يعد استزراع الروبيان مهمًا في السعودية؟
أهمية هذا النوع من الاستزراع تظهر من خلال مجموعة عوامل رئيسية تبرز دوره الاقتصادي والبيئي:
- يتمركز في جازان ضمن المشروع الوطني للروبيان.
- الروبيان الأبيض هو الأكثر إنتاجًا وتصديرًا.
- السعودية تُصنف من كبار مصدري الروبيان لليابان وأوروبا.
- يشكل مصدرًا رئيسيًا لزيادة الصادرات غير النفطية.
أين يتركز الاستزراع في المياه العذبة بالسعودية؟
تظهر ملامح هذا النوع بوضوح عند النظر إلى أماكن وجوده وخصائصه الأساسية:
- ينتشر في الأحواض الأرضية والبرك الاصطناعية.
- أسماك البلطي هي الأكثر تربية في هذا النوع.
- يتركز في القصيم والرياض بفضل المياه الجوفية.
- يوفر خيارًا اقتصاديًا لتلبية الطلب المحلي على الأسماك.
الأسئلة الشائعة حول الاستزراع المائي
حرصًا على تقديم صورة أوضح للقارئ، قمنا بجمع أبرز الأسئلة الشائعة حول هذا الموضوع مع الإجابات الوافية التي تساعد في تبسيط المفهوم وشرح أهميته وتوضيح مستقبله في السعودية، وذلك استنادًا إلى بيانات رسمية ومصادر موثوقة.
ماذا يعني الاستزراع المائي؟
هو عملية تربية الأحياء المائية مثل الأسماك، القشريات، المحاريات، والطحالب وغيرها، ضمن بيئات يتم التحكم فيها بشكل كامل. كما يشمل ذلك توفير الظروف المثالية من تغذية ونمو وتكاثر وجودة مياه، بما يضمن إنتاجًا صحيًا ومستدامًا تحت إشراف الإنسان وإدارته المباشرة.
ما هي أنواع الاستزراع السمكي؟
أنواع الاستزراع السمكي في السعودية هي الاستزراع البحري، واستزراع الروبيان. إلى جانب الاستزراع في المياه العذبة.
أين يتركز استزراع الروبيان في السعودية؟
يتركز بشكل أساسي في منطقة جازان ضمن المشروع الوطني للروبيان، حيث يتم إنتاج الروبيان الأبيض للتصدير للأسواق العالمية.
هل السعودية تصدر منتجات الاستزراع المائي ؟
نعم، تصدر المملكة الروبيان والأسماك البحرية إلى أسواق عالمية مثل اليابان وأوروبا، ما يعزز مكانتها كمنتج إقليمي رائد.
ختامًا، يمثل الاستزراع المائي في السعودية ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الغذائي وتعزيز الاقتصاد المحلي، بفضل مشاريعه المتنوعة وتطوره المستمر. وإذا أردت التعرف أكثر على هذا الموضوع وغيره من المجالات المرتبطة بالزراعة والبيئة والمعيشة في المملكة، يمكنك زيارة مدونة بيوت السعودية، ولا تنسَ متابعة حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي أسفل الصفحة لتبقى على اطلاع بكل جديد.
