تعتبر هيئات الأدب والنشر في مختلف دول العالم من الركائز الأساسية التي تنهض بالحركة الثقافية وتعزيز الصناعات الإبداعية، إذ تتولى هذه المؤسسات مسؤولية تنظيم قطاع الأدب، ودعم الكتاب والناشرين، وتوفير بيئة مناسبة لتطوّر الإنتاج الأدبي والمعرفي، إلى جانب أنها تهتم بترجمة الأعمال الأدبية ونقلها بين الثقافات، تختلف هذه الهيئات في هيكليتها ومهامها ذلك بحسب السياق الثقافي والسياسي لكل دولة، لكنها تشترك بشكل عام في السعي إلى حماية حقوق المؤلفين، وتشجيع النشر، وتوسيع دائرة القراءة، وتعزيز التبادل الثقافي على المستويين الإقليمي والدولي، وفي السعودية تم الالتفات إلى هذا الأمر ما دفع لإقامة هيئة الأدب والنشر والترجمة فتعالوا معنا لنجيب عن ما هي هيئة النشر والترجمة الأدبية في السعودية؟
هيئة الأدب والنشر والترجمة
هي عبارة عن تنظيم وإدارة قطاعات الأدب والنشر والترجمة في السعودية، تأسست الهيئة في عام 2020، من أجل خلق بيئة محفزة تدعم ريادة الأدب السعودي، إل جانب انها تعمل على تعزيز إبداع الكتاب وجودة الإنتاج الأدبي وتجربة القارئ، كما تسعى الهيئة إلى تطوير صناعة النشر داخل المملكة بما يجعلها جاذبة للاستثمار وقادرة على المنافسة عالميًا، إضافة إلى أنها تعمل على الارتقاء بمجال الترجمة وفق معايير تسهم في تعزيز التبادل الثقافي العالمي وإثراء المحتوى المعرفي باللغة العربية.

أهداف هيئة الأدب والنشر والترجمة
تعمل هيئة الأدب والنشر على تطوير قطاعات الأدب والنشر والترجمة، إلى جانب أنها تسعى إلى تعزيز المحتوى الثقافي محليًا وعالميًا، ونشر ثقافة القراءة داخل المجتمع السعودي، وأيضًا تعمل الهيئة على بناء منظومة تنافسية مستدامة من خلال استقطاب الكفاءات وتأهيلها وتحفيزها، وتحسين الكفاءة المالية والتشغيلية لغايات ضمان استدامة الموارد، وتقديم خدمات ذات الجودة عالية.
تشمل أهدافها أيضًا دعم التحول الرقمي واستخدام التقنية والابتكار، وبناء شراكات مع مختلف القطاعات داخل المملكة وخارجها، إضافة إلى أنها تعمل على توفير بيئة عمل محفزة تدعم الإبداع والإنتاجية، وتقوم الهيئة أيضًا بعمل تصاريح ورخص الوكلاء الأدبيين للأفراد والمنشآت من خلال منصة “أبدع” التابعة لوزارة الثقافة.
قطاعات هيئة الأدب والنشر والترجمة
تتبنى الهيئة رؤية طموحة من أجل دعم صناعة المحتوى الإبداعي داخل البلاد، جاء ذلك من خلال ثلاثة قطاعات رئيسية تنبض بالحيوية وتسهم في صناعة مشهد ثقافي سعودي نابض ومؤثر، بشكل مختصر، هذه القطاعات ليست مجرد إدارات، بل هي منصات تشعل شرارة الإبداع، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأدب السعودي ليتحدث إلى العالم ويصغي له، وهذه القطاعات هي:
قطاع الأدب
هذا القطاع هو المحرك الأول للإبداع، فهو يعنى بتمكين الكتاب، تنمية مهاراتهم، نشر الوعي بالأنواع الأدبية المختلفة، إلى جانب غرس حب القراءة لدى أفراد المجتمع، وبناء بيئة محفزة تحتضن الإنتاج الأدبي وتبرز أدب الأطفال والناشئين، غير أن هذا القطاع يعزز مكانة الأدب في الحياة اليومية، ويقرب الناس من الكلمة المكتوبة بأسلوب ملهم وتواصلي.
إدارة النشر
هو البوابة التي تخرج الإبداع إلى النور، حيث يعمل قطاع النشر على تنظيم وتطوير النشر بكل أشكاله: الورقية، الصوتية، والإلكترونية، يدعم هذا القطاع الكتاب السعوديين للانتشار المحلي والعالمي، يعزز القطاع من مكانة دور النشر السعودية عبر تطوير قدراتها وتنظيم السوق، والمشاركة في معارض الكتب العالمية، وخلق بيئة استثمارية تسهم في نمو هذا القطاع الحيوي.
قطاع الترجمة
في هذا القطاع تكتسب الكلمات حياة جديدة، فهو يعمل على تعزيز التبادل الثقافي ونقل الإبداع السعودي إلى مختلف لغات العالم، يركز هذا القطاع على تطوير المترجمين السعوديين ومساراتهم المهنية، وتنظيم سوق الترجمة المحلي، مع إثراء المحتوى العربي بترجمات استثنائية، وللتعرف على ما هي حركة الترجمة في السعودية؟ نستطيع أن نقول إنها الحركة التي تجعل من الثقافة السعودية جسرًا للتواصل والمعرفة عبر الحدود.
اقرأ أيضًا: كل ما تحتاج معرفته عن جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيرًا

برامج هيئة الأدب والنشر والترجمة
أطلقت الهيئة حزمة من المبادرات والبرامج الطموحة ضمن قطاعاتها الثلاثة، ذلك هدف دعم الإبداع الأدبي وتوسيع دائرة التأثير الثقافي في المجتمع.
مبادرة الكتاب للجميع
وهي من أبرز هذه المبادرات حيث تعمل هذه المبادرة على إحياء عادة القراءة وتنميتها عبر مشاريع مبتكرة تزيد من تنوع وانتشار نقاط البيع، إلى جانب تسهيل وصول الكتب بكل صيغها إلى مختلف شرائح المجتمع، في بيئة تفاعلية تغذي الإبداع.
برنامج مسرعات أعمال النشر
هذا البرنامج يستهدف دعم وتمكين 20 دار نشر ناشئة داخل المملكة عن طريق إنشاء مسرعتي أعمال متتاليتين تقدمان برامج تدريبية، خدمات متنوعة، وشبكة علاقات مع شركاء ومستثمرين، مع تقديم منح للمشاركين وفرصة للفائزين للانضمام إلى برنامج تدريبي دولي.
برنامج النشر الرقمي
هو مبادرة حيوية لتشجيع رقمنة الكتب، عبر منح مخصصة لتحويل الكتب الورقية إلى كتب رقمية قانونية تتوافق مع الأجهزة والمنصات العالمية، تتيح هذه المبادرة فرصة الوصول إلى فئات جديدة من المجتمع، مثل ذوي صعوبات القراءة أو القاطنين في أماكن تفتقر لنقاط البيع، وينفذ على مراحل من 2021 حتى 2025.
برنامج الشريك الأدبي
وهو مبادرة فريدة، أطلقتها الهيئة من أجل ربط الأدب بالحياة اليومية من خلال شراكات مع المقاهي ذلك لغايات ترويج الأعمال الأدبية بطريقة مبتكرة، مع تقديم جائزة سنوية بقيمة 100 ألف ريال لأفضل شريك أدبي.
مبادرة الأدب في كل مكان
وهي فرصة لصناع المحتوى الأدبي من أجل نشر إبداعاتهم في الأماكن العامة مثل صالات الانتظار، وذلك عبر منصة افتراضية تتيح للزوار الاستماع أو قراءة محتوى قصصي وأدبي متنوع، من إنتاج كتاب مستقلين أو دور نشر أو مؤسسات ثقافية، مما يسهم في توسيع دائرة القراءة بشكل غير تقليدي وممتع.
ما هي منح الترجمة؟
هي منحة انطلق من مبادرة ترجم التي رأت النور في العام 2022، والتي جاءت بهدف دعم الحراك الترجمي، وإثراء المحتوى العربي بالمواد المترجمة ذات القيمة العالية من مختلف اللغات، وتمكين المترجمين السعوديين، وفي عام 2022 ومن خلال مبادرة ترجم قدمت الهيئة “منح الترجمة” في نسختها الثانية 500 منحة لدور النشر داخل المملكة، والتي دعمت من خلالها المؤلف والمترجم والناشر بالبلاد إثراءً للمحتوى العربي بالمواد المترجمة ذات القيمة المعرفية العالية.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول هيئة الأدب والنشر والترجمة ومبادراتها، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: مبادرة قصص من السعودية .. نافذة جديدة للأدب السعودي، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.