تزخر السعودية في كوكبة واسعة من المواقع الأثرية التي تنم عن مدى الحضارة العريقة في المملكة، حيث كانت هذه المواقع خصبةً في الاستيطان البشري قبل آلاف السنين، ومن الأمثلة عليها هو موقع أم عمارة الأثري العجيب، حيث نقدم لكم اليوم في مقالنا جميع المعلومات حوله في جولة يملؤها التاريخ والتراث النابض بالحياة.
نبذة عن موقع أم عمارة الأثري
موقع أم عمارة الأثري هو واحد من المستوطنات البشرية الهامة في شبه الجزيرة العربية، إذ يتميز بأهمية تاريخية وحضارية بارزة تعكس تطور الحياة البشرية في العصور القديمة، ومن أهم مميزاته هو وقوعه في موقع استراتيجي يحيطه الآبار المائية، مما يجعله شاهداً على ثلّة كبيرة من الحضارات السابقة التي تعاقبت على هذه الأرض، كما يضم كوكبة واسعة من الآثار التي تشمل بقايا معمارية وأدوات حجرية كانت تستخدم في الحياة اليومية آنذاك.

وعلى الصعيد العلمي، يعتبر الموقع ذو قيمة عالية، بحيث يوفر معلومات وبيانات دقيقة عن أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية، إضافةً إلى التطورات التي وصل إليها الحضارات الأولى خلال سكنهم هذا المكان، علاوةً على اعتباره بمثابة بوابة وصل وتبادل ثقافي بين الشعوب، كما يعمل الموقع حالياً كركيزة سياحية مهمة في شمال المملكة من الناحية الثقافية والتاريخية، بالتشارك مع متحف البيت الطيني في تبوك الذي يُعد ذاكرة حية لهذا التراث.
أين يقع موقع أم عمارة الأثري ؟
نجد موقع أم عمارة الأثري من ناحية الحدود الشمالية الغربية للسعودية، حيث يقع تحديداً في شرقي بلدة لينة وعلى بعد 60 كم منها تقريباً، فضلاً عن اعتبار الموقع استراتيجي بامتياز لمناخه الخصب وتوفر مياه الأمطار فيه، بالإضافة إلى الآبار الجوفية العديدة التي تم اكتشافها، مما أسهم في امتداد مجموعة كبيرة من الحضارات في رحابه.
سبب تسمية موقع أم عمارة الأثري
يعج موقع أم عمارة الأثري في الكثيرمن المباني الأثرية التي ظلت صامدة رغم الظروف الزمنية الصعبة التي أحلت بها، بحيث أُطلِق على الموقع هذا الاسم نسبةً إلى العمارات التاريخية المتواجدة فيه.
أهمية الموقع
يمتلك موقع أم عمارة العديد من الأهميات نظراً لمكانته التاريخية على مر العصور البشرية، مما يجعله نافذة مطلة على الكثير من الفوائد التي يمكن تحقيقها، ومن هذه الأهميات هي:
- كونه شاهد حضاري فريد ومرآة عاكسة لتطور الحضارات الإنسانية، إذ يحفظ بين طياته أسرار الماضي.
- يوفر بيانات علمية دقيقة تمكن الباحثين من فهم أنماط الحياة والتقنيات، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية في العصور الغابرة.
- يحمل بين أنقاضه بقايا معمارية تروي قصة الإبداع البشري في فن البناء والتخطيط العمراني القديم.
- يمثل جزأً هاماً من الهوية الثقافية والتاريخية للمملكة.
- يعتبر وجهة سياحية فريدة وتجذب الزوار والمهتمين بالتاريخ، مما يدعم القيمة السياحية للمملكة.
آثار موقع أم عمارة الأثري

لعل أبرز آثار الموقع هو المباني الحجرية التي استمر صمودها على نحو آلاف السنين ويصل عددها إلى 50 منزل، حيث تم استخدام مواد البناء البدائية في تأسيس جدرانها مثل الكتل والألواح الحجرية الرملية، إلى جانب مادة النور التي تتخلل الفراغات بين الصخور.
إضافةً إلى الآبار المائية الثلاث المنتشرة في أرجاء المكان، إلا أن بعضاً منها قد طُمر أثر العوامل الجوية السائدة في السنوات السابقة، لكن تم العثور أيضاً على ثلّة كبيرة من الآثار الخزفية والأواني المرصعة التي أثارت دهشة الباحثين والعلماء لعودتها إلى العصر العباسي، مما يعني توافد الحضارات الإسلامية أيضاً عليها. في الختام، قدمت مدونة بيوت السعودية لكم هذه الجولة في موقع أم عمارة الأثري انطلاقاً من الإيمان بالتاريخ العريق الذي تحتويه المملكة، إذ يجب الاستثمار في هذه المقومات السياحية والتاريخية، وهذا تماماً ما تسعى إليه الجهات المختصة، حيث برزت كوكبة كبيرة من المواقع التي أنارت سماء البلاد مؤخراً مثل قرية القصار في جزيرة فرسان، إذ ذاع صيتها مؤخراً نسبةً للمميزات الاستثنائية في طبيعتها الخلابة وسحرها التراثي العجيب.