تسعى الدول بشكل واضح وصريح إلى إظهار ثقافتها وتقاليدها إلى العالم أجمع، وتحاول الدول إلى رفع نسبة العالمين بهذه التقاليد والثقافات بعدة طرق متنوعة منها إظهارها في المحافل الدولية أو من خلال عمل مراكز ومعاهد وطنية لإبراز هذه الهوية الوطنية والتي تعرف عن الدولة وتقاليدها، ومن الدول التي عملت على تعريف العالم بهويتها الوطنية السعودية من خلال إنشائها المعهد الملكي للفنون التقليدية والذي يبين كافة الفنون التقليدية السعودية.
يعتبر هذا المعهد في المملكة من أكثر المؤسسات الوطنية الرائدة التي تهدف إلى الحفاظ وتعزيز كافة أشكال الفنون السعودية التقليدية والتراث الثقافي للسعودية، وكان السبب وراء تأسيس هذا المعهد أن يكون مركز للتعليم والتدريب والبحث في مجالات الفنون والحرف التقليدية، ويسعى للحفاظ على التراث الغني الذي تتمتع به المملكة عبر الأجيال، وذك كله من خلال عدة برامج تعليمية وتدريبية، ويتميز المعهد بمرافقه المتطورة وشراكاته الدولية، ويلعب هذا المعهد الوطني دورا كبيرا في تعزيز الهوية السعودية وتشجيع الإبداع والابتكار في المجتمع.
تاريخ وتأسيس المعهد الملكي للفنون التقليدية
في العام 2019 اعتمد وزير الثقافة والذي كان يشغل المنصب الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود خطة انطلاقة معهد الفنون في المجمع الملكي للفنون في الرياض، وهذا المعهد طرح ضمن مبادرة أكاديميات الفنون التي أعلن عنها ضمن الحزمة الأولى من مبادرة وزارة الثقافة بعام 2019 ومبادرات برنامج جودة الحياة، وكان وزير الثقافة حينها قد أعلن عن بدء دراسة الأكاديميات حسب حاجة السوق وذلك في أغسطس من عام 2019، بحيث تكون الأولى متخصصة في التراث وفنون المملكة التقليدية والحرف.
وفي عام 2021 تأسس معهد الفنون التقليدية، ضمن إطار رؤية المملكة الهادفة إلى تعزيز الهوية الوطنية وإبراز التراث الثقافي و الفنون السعودية للعالم، ويعتبر هذ المعهد جزءا من الجهود المستمرة التي تبذلها السلطات السعودية لدعم الفنون والثقافة كجزء من النسيج الاجتماعي والاقتصادي للمملكة، ويهدف المعهد إلى خلق جيل جديد من الفنانين والحرفيين المدربين والمبدعين الذين يستطيعون نقل الفنون السعودية مثل أعمال النسيج إلى الأجيال المقبلة.
هدف تأسيس المعهد

عندما طرحت فكرة تأسيس معهد الفنون كان الهدف الرئيسي له هو الحفاظ على الهوية الوطنية السعودية، وذلك عبر تعليم الفنون والحفاظ على الفن السعودي القديم وإثراء مختلف الفنون والترويج لها بالإضافة إلى تأهيل الكوادر الوطنية المتخصصة فيها ورفع مستوى الوعي العام إلى جانب تشجيع مجموعة واسعة من الأصول الثقافية السعودية وطنيا ودوليا، وأيضا يهدف المعهد إلى الحفاظ على أصول التراث الثقافي المادي وغير المادي في مجال الفن التقليدي للمملكة، والمساهمة في حفظ التراث السعودي وصونه وتطويره وتخريج ممارسين مؤهلين لهذا الفن.
ويهدف المعهد أيضا إلى رفع ثقافة المملكة العربية السعودية والعمل على التوعية بالفنون ورفع قيمة الفنان عبر مجموعة من البرامج التي يقوم بها أو من خلال الشراكة مع القطاعات ذات العلاقة، وتعليم الفنون والحرف اليدوية مثل فن النسيج عن طريق برامج معتمدة، إضافة إلى ذلك يوجه المعهد بالقيام بمجموعة من الشراكات الأكاديمية مع مختلف الجامعات من أجل توفير مجموعة من البرامج التعليمية، وتشتمل مهام المعهد أيضا الحرص على دعم وتقدير المبدعين في مختلف المجالات الفنية، ويقدم المعهد منح لإجراء أبحاث متعلقة بالفنون، وتعزيز التبادل الثقافي الدولي.
هوية المعهد
في شهر فبراير من العام 2024 أعلن معهد الفنون عن هويته واستراتيجيته الجديدة التي أطلق عليه اسم “ورث”، وأخذت الهوية من الفنون الوطنية للسعودية هويتها البصرية الحديثة، فتصميمها تكون من نقوش فن السدو وهو إحدى أبرز الحرف اليدوية في المملكة والتي استخدمت للتعبير عن الهوية السعودية، إلى جانب استخدام رمز الربابة والتي تعتبر من الآلات الموسيقية التقليدية المرتبطة بالفن التقليدي السعودي، وأيضا تم استخدام في الهوية نقش الزهرة المستخدمة في فني العمارة والأزياء السعودية، هذه الرموز عملت على زيادة مدى الترابط والتراص الشكلي، هذه الأشكال كافة يجمع بينها ختم الملك عبد العزيز ما يدل على علو شأن قطاع الفنون ورواده والاهتمام به، تتوسط الشعار مفردة ورث التي تبرز فن الخط العربي، ويحيط هذه الفنون جميعها العقال المقصب وشعار السيفين والنخلة.
البرامج التعليمية

يقدم المعهد عدة برامج تعليمية للمنضمين إليه، تساعد هذه البرامج على إخراج جيل متمرس في صناعة الفنون السعودية المختلفة، ويتضمن 3 أنواع من البرامج وهي برامج التلمذة وبرامج التعليم المستمر وبرامج مجتمعية، وتالية وصف لكل برنامج على حدا.
برامج التلمذة
وهو أحد البرامج التدريبية التي تقوم على التدريب المنتظم لإكساب المتلقى مختلف المعارف والمهارات والقيم اللازمة لممارسة حرفة تستوجب تأهيلا وتحقيق ملاءمة هذه المعارف والمهارات والقيم لمتطلبات العصر الحالي ومواكبة تطور الحرفة، وذلك بهدف الحفاظ على أصول التراث وإحياء الحرف المندثرة، تتكون برامج التلمذة من ثلاث مستويات أساسية وهم:
- مستوى المبتدئ
- المستوى المتوسط
- المستوى المتقدم
برامج مجتمعية
يهدف هذا النوع من البرامج إلى إشراك فئات المجتمع المختلفة في تجارب وأنشطة تعليمية متنوعة في مجالات الفنون التقليدية، حيث يتم تقديم البرامج والخدمات المتعددة لكافة الفئات المتنوعة من المجتمع، بهدف رفع الوعي بالفنون والتعريف بها ودعم الممارسين والمهتمين بالفن، وأيضا يهدف البرنامج إلى إشراك وتثقيف فئات المجتمع المتنوعة محليا وتعزيز التبادل الثقافي عبر قنوات اتصال متعددة وأساليب معرفية متميزة تهدف لرفع الوعي وإثراء المعرفة بالفنون السعودية ورعاية الموهوبين، من خلال تعظيم المنفعة من موارد المعهد المتنوعة وهي:
- برنامج إثراء المعرفة
- معمل الفن التقليدي
- مجتمع الفنون التقليدية
- مسابقة المعهد الملكي للفنون التقليدية
- التبادل الثقافي
- صيف ورث
- الزيارات والتجارب الثقافية
برامج التعليم المستمر
وهذه البرامج تهدف لتشجيع تعلم وممارسة الفن التقليدي ورفع مستوى الوعي العام وإبراز الهوية الوطنية السعودية عبر مجموعة البرامج المتنوعة، ويتواجد ضمن برامج التعليم المستمر سلسلة من الدورات القصيرة التي تتميز بمحتواها الفريد والثري بالثقافة والفنون في المملكة، غير أن دوراته تقدم بمستويات مختلفة لكي تتلائم مع جميع شرائح المجتمع بمختلف اهتماماتهم.
إلى هنا نكون قد قدمنا لك في هذا المقال بعض أهم المعلومات حول المعهد الملكي للفنون التقليدية السعودية، يمكنك أيضا قراءة مقالات مشابهة مثل: تعرف على معهد الدراسات الفنية للقوات الجوية، وأيضا المعهد العقاري السعودي ودوراته، إذا كنت ترغب بالحصول على المزيد من المعلومات وقراءة العديد من مقتطفات والمقالات الأخرى المهمة والشيقة، فإننا ندعوك لتفقد مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل جديد أولا بأول.