هل تعلم أن أول من أطلق مصطلح الفلسفة كان فيثاغورس، والذي لم يرَ نفسه حكيمًا، بل محبًا للحكمة فقط؟ منذ ذلك الحين، والفلسفة تُعد أكثر من مجرد تأمل نظري، بل وسيلة لفهم الحياة بكل تناقضاتها، ومفتاحًا لطرح الأسئلة التي تُقلق الوجود الإنساني في كل زمان ومكان. ومن هذا العمق الفكري، تنطلق فعاليات معرض الرياض الدولي للفلسفة الذي يعود في نسخته الجديدة لعام 2025 ليحوّل مدينة الرياض إلى مركز عالمي للحوار الفلسفي.
لكن، ما أهمية الفلسفة في ظل عالم تقني سريع الإيقاع؟ ولماذا تهتم المملكة بتنظيم معرض فلسفي بهذا الحجم؟ وما المواضيع الكبرى التي سيناقشها هذا الحدث؟ دعونا نستكشف الإجابات معًا.
الفلسفة وتاريخها

تخيل أن كلمة واحدة وُلدت قبل أكثر من 2500 عام ما زالت تُحرّك عقول البشر حتى اليوم. فلسفة أو محبة الحكمة لم تكن مجرد مصطلح، بل كانت شرارة أطلقت ثورات فكرية كبرى من أثينا إلى الصين، ومن الهند إلى العالم الإسلامي، حيث أعاد فلاسفة مثل ابن سينا والفارابي وابن رشد صياغة الفكر الإنساني وأسهموا في بناء إرث لا يزال حاضرًا في أروقة الجامعات الكبرى.
وعلى مدار العصور، ظلّت الفلسفة أداة لطرح أسئلة الوجود والعدالة والهوية، وأسهمت في تشكيل مفاهيم الحرية والعقل. أما اليوم، فهي تُعيد ابتكار ذاتها لتواكب قضايا الذكاء الاصطناعي، والتغير المناخي، والعدالة الرقمية، وتتحوّل إلى جزء أساسي من الحوار المجتمعي. فهل لا تزال محبة الحكمة قادرة على تغيير الواقع؟
معرض الرياض الدولي للفلسفة 2025
تستعد العاصمة السعودية لاحتضان النسخة الخامسة من معرض الفلسفة في رحلة جديدة من الأسئلة والتأملات، تحت عنوان يفتح بوابات العقول: الفلسفة بين الشرق والغرب: المفاهيم، الأصول والتأثيرات المتبادلة.
لم يعد هذا المؤتمر مجرد فعالية سنوية، بل تحوّل إلى منصة فكرية عالمية تحتضنها المملكة، وتجمع بين أعلام الفكر من مختلف القارات. وفي نسخته الجديدة، تأخذنا هيئة الأدب والنشر والترجمة في رحلة عبر الزمن والمسافات، لاكتشاف تلك الخيوط التي نسجت عبر العصور تفاعلًا ثريًا بين الفلسفات الشرقية والغربية. فكل مفهوم، وكل أصل، وكل تأثير فكري حملته الحضارات الكبرى، سيكون موضوعًا للنقاش والتفكير، في مساحة تُعيد تشكيل أسئلة الإنسان الكبرى من زوايا متعددة.
أهداف معرض الرياض الدولي للفلسفة
- نشر ثقافة الفلسفة في المجتمع السعودي وتعزيز مكانتها في الخطاب العام
- إيجاد منصة سعودية رائدة لمناقشة قضايا الفلسفة الحديثة
- استكشاف القيم الأخلاقية العالمية ومدى تفاعلها مع الهويات الثقافية
- دعم المحتوى الفلسفي الموجّه لجميع الفئات المجتمعية
- تشجيع التفكير النقدي والحوار التفاعلي لفهم أفضل للعالم والذات
المشاركون في معرض الرياض الدولي للفلسفة
سيشهد المؤتمر مشاركة نخبة من المفكرين المحليين والدوليين، بالإضافة إلى مؤسسات فلسفية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي. وسيكون هناك تنوع في الرؤى والمدارس الفكرية، ما يمنح الحضور فرصة للانفتاح على طيف واسع من الأفكار التي تُعنى بالحالة الإنسانية الراهنة، والوقائع غير المتوقعة التي تشكل حاضرنا ومستقبلنا.
شروط حضور معرض الرياض الدولي للفلسفة
- يُمنع دخول الأطفال دون سن 7 سنوات
- الالتزام بلائحة الذوق العام
- يُمنع إدخال الطعام، أو الكاميرات غير المرخصة، أو الشعارات السياسية
- يُمنع التدخين داخل مرافق الفعالية
- الحضور يوافق ضمنيًا على إمكانية تصويره ونشر الصور أو المقاطع المصورة عبر الإنترنت
تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة
تُشرف هيئة الأدب والنشر والترجمة على تنظيم مؤتمر الرياض الدولي للفلسفة، ضمن جهودها الرامية إلى تعزيز الحراك الثقافي والفكري في المملكة. وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية الهيئة لدعم الفلسفة كأحد مجالات المعرفة الإنسانية الأساسية، وإبراز دورها في تشكيل الوعي المجتمعي، وتشجيع الحوار العابر للثقافات. من خلال هذا التنظيم، تسعى الهيئة إلى بناء منصة سعودية عالمية تُعنى بنشر الفكر الفلسفي وتوسيع نطاق تأثيره محليًا وإقليميًا.
موعد معرض الرياض الدولي للفلسفة 2025
- ينطلق المعرض يوم الخميس 15 مايو 2025، في تمام الساعة 9:00 صباحًا
- يُختتم الحدث يوم الاثنين 30 يونيو 2025، في تمام الساعة 10:00 مساءً
أثر المؤتمر ومستقبله

يُشكّل معرض الرياض الدولي للفلسفة منصة مستدامة لتعزيز حضور الفلسفة في المشهد الثقافي السعودي، وإشراك المجتمع في حوارات فكرية عميقة. ومع استمراره سنويًا، يرسّخ مكانته كجسر يربط بين الفكر العالمي والمحلي، ويُتوقع أن يتحول إلى مركز فكري إقليمي مؤثر يعيد تعريف دور الفلسفة في العالم العربي.
ختاما، في زمن تتسارع فيه الأسئلة و تتشظى فيه الحقائق، يبقى معرض الرياض الدولي للفلسفة مساحة للتأمل، والحوار، وإعادة اكتشاف المعنى. إنه أكثر من فعالية ثقافية؛ هو دعوة للتفكير بصوت عالٍ في عالمٍ يحتاج إلى صوت الحكمة. وبين الشرق والغرب، تُكتب صفحة جديدة من صفحات الفلسفة… من الرياض.
للمهتمين بكل جديد في المشهد الثقافي والعقاري السعودي، ندعوكم لمتابعة مدونة بيوت السعودية، حيث تجدون محتوى غنيًا وتحليلات دقيقة تغطي أبرز الفعاليات، والمشاريع العقارية،مثل المشاريع العقارية في حي المروج. لا تفوّتوا فرصة البقاء على اطلاع دائم بكل ما يهمكم، من زاوية تجمع بين الاحترافية والمعرفة.