في مركز الرياض الدولي للمعارض والمؤتمرات، ينطلق معرض البنية التحتية 2025 ليجسد رؤية المملكة الطموحة نحو مستقبل عمراني متطور. هذا الحدث المذهل، الذي بدأ كفعالية محلية وأصبح اليوم منصة عالمية، يضع المملكة في منتصف خريطة تطوير البنية التحتية على مستوى العالم، ويؤكد التزامها بتحقيق أهداف رؤية 2030 التي تسعى لبناء مدن ذكية تستوعب أكثر من 100 مليون زائر سنويًا.
ليس مجرد معرض… بل هو لقاء عالمي يجمع تحت سقف واحد آلاف المتخصصين وصناع القرار، إضافة إلى أبرز العلامات التجارية المحلية والدولية. المعرض يوفّر فرصة استثنائية للتواصل، الابتكار، واستكشاف فرص ضخمة في مشاريع التنمية الكبرى. فما الذي ينتظرنا في هذه النسخة؟ وما هي أبرز محاوره وأهدافه؟
حول معرض البنية التحتية
بدأ المعرض كمبادرة محلية تُعنى بجمع الخبراء والمستثمرين لمناقشة تحديات تطوير المدن داخل المملكة. لكنه اليوم، وتحت مسماه الجديد المعرض العالمي للبنية التحتية، بات فعالية متخصصة تمتد على مدى ثلاثة أيام، وتغطي مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية، تشمل النقل الذكي، الطاقة المتجددة، شبكات المياه والصرف الصحي، البنية التحتية الرقمية، وتقنيات المدن الذكية.
يتميّز المعرض بتقديمه برنامجًا غنيًا من الحوارات وورش العمل، إلى جانب مساحة عرض ضخمة تمكّن الشركات من استعراض أحدث الابتكارات والحلول التقنية. كما أنه يُعد محطة سنوية مهمة لعرض الشركات مستجدات مشاريعهم الكبرى، وتوقيع اتفاقيات التعاون مع وفود دولية تسعى لفهم السوق السعودي والدخول إليه. ومع مشاركة مئات العارضين من أكثر من 20 دولة، يرسّخ المعرض مكانته كمنصة عالمية تتجاوز فكرة العرض، لتصبح أداة حقيقية لصياغة مستقبل البنية التحتية في المملكة.
أهداف معرض البنية التحتية

رافد استراتيجي لرؤية 2030
يأتي معرض البنية التحتية في طليعة الفعاليات التي تترجم مستهدفات رؤية السعودية 2030 إلى مبادرات عملية ومشاريع قابلة للتنفيذ. فالرؤية، التي تضع في مقدمة أولوياتها جودة الحياة، وتطوير المدن، وجذب الاستثمارات، تعتمد بشكل جوهري على وجود بنية تحتية متطورة ومرنة. ومن خلال تسليط الضوء على أحدث الحلول العالمية، والممارسات الذكية في تصميم البنية التحتية، يوفّر المعرض منصة لتسريع تنفيذ المبادرات الوطنية العملاقة، مثل مشروع نيوم و ذا لاين ومشاريع الإسكان الضخمة.
تسريع التخطيط واستكمال الأصول
يلعب المعرض دورًا محوريًا في تقليص الفجوة بين التخطيط والتنفيذ، من خلال توفير بيئة مهنية تضم نخبة من الخبراء، والمستشارين، ومزودي الحلول التقنية. هذه البيئة تتيح لصنّاع القرار الوصول إلى أدوات عملية تُسرّع من استكمال الأصول والمرافق، وتقلل من زمن وتعقيدات المشروعات. كما تسهم اللقاءات المباشرة والورش التفاعلية في مشاركة التجارب، وتجاوز التحديات المتعلقة بالبنية التحتية، خاصة في مشاريع المدن الذكية، والنقل المتكامل، والطاقة المستدامة.
تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص
من أبرز ما يميز معرض البنية التحتية أنه يُعد نقطة التقاء فريدة بين الجهات الحكومية والمستثمرين من القطاع الخاص. إذ يسعى المنظمون إلى توفير مساحة للتواصل الفعّال بين الجانبين، ما يؤدي إلى إطلاق شراكات استراتيجية طويلة المدى، وتوقيع اتفاقيات تعزز من كفاءة تنفيذ المشاريع. وبفضل الحضور القوي للوزارات، والهيئات الحكومية، والشركات العالمية، يساهم المعرض في بناء جسور من التعاون تدفع بعجلة التقدم نحو مستقبل عمراني مستدام ومتكامل.
القمة السعودية للبنية التحتية
لا تكتمل صورة معرض البنية التحتية دون الحديث عن القمة السعودية المصاحبة له، والتي تُشكّل أحد أبرز المكونات الفكرية المصاحبة للحدث. تجمع القمة تحت مظلتها صناع القرار، الجهات الحكومية، الشركات الكبرى، والخبراء من داخل المملكة وخارجها، بهدف مناقشة أبرز قضايا القطاع وسبل تطويره بما يتماشى مع التحولات الكبرى في المملكة.
تسلّط الضوء على التحديات التي تواجه مشاريع البنية التحتية، مثل التمويل، والإدارة، والاستدامة، وتعمل على طرح حلول مبتكرة مستمدة من تجارب عالمية ومحلية ناجحة. كما تُسهم في تعزيز تبادل الخبرات بين المشاركين، وتشجيع اعتماد أفضل الممارسات في التخطيط والتنفيذ.
المنظمات المشاركة في معرض البنية التحتية
- الهيئة الملكية للجبيل وينبع
- الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية (GEOSA)
- هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية (EXPRO)
- المركز الوطني للأرصاد الجوية
- مركز الاعتماد السعودي
- الشركة الوطنية للإسكان (NHC)
- شركة روشن للتطوير العقاري
ما الذي ينتظر الشركات في معرض البنية التحتية

- يوفر المعرض منصة مثالية للعارضين لعرض وتقديم أحدث منتجاتهم وحلولهم التكنولوجية، ما يعزز فرصهم في الوصول إلى أسواق جديدة وفتح آفاق تجارية واسعة
- يساهم المعرض في زيادة الظهور الإعلامي للعلامات التجارية المشاركة، مما يساعد في تحسين سمعة الشركات وتعزيز مكانتها في السوق المحلي والدولي.
- يوفر المعرض فرصة فريدة للتفاعل المباشر مع كبار صناع القرار في القطاعين العام والخاص، ما يعزز فرص التفاوض وتوقيع الشراكات الاستراتيجية.
- يشكّل المعرض نافذة للشركات العالمية والمحلية للتوسع في السوق السعودي، حيث يمكنهم استكشاف الفرص الاستثمارية، والمشاريع الكبرى التي يتطلع القطاع الحكومي والخاص لتنفيذها.
- يتيح المعرض فرصة للعارضين للبحث عن شركاء محليين لدخول السوق السعودي والتعاون في تنفيذ المشاريع المستقبلية في البنية التحتية.
ختاما، فإن معرض البنية التحتية يمثل أكثر من مجرد حدث تجاري؛ إنه نقطة انطلاق حيوية نحو مستقبل المملكة. من خلال جمع الخبراء والمهنيين، يعزز المعرض من مكانة السعودية كمركز إقليمي رائد في تطوير المدن الذكية والبنية التحتية المتقدمة. إنه فرصة حقيقية لبناء شراكات استراتيجية تؤسس لمستقبل أكثر استدامة وابتكارًا.
لمعرفة المزيد عن الفعاليات الثقافية والتنموية في المملكة، ندعوكم لمتابعة مدونة بيوت السعودية، حيث نقدم تغطيات مميزة وتحليلات معمّقة لكل ما يهم القارئ المهتم بالشأن السعودي. لا تفوّتوا أيضًا قراءة مقالنا عن معرض نايلة للفنون، الذي يُعد من أبرز المنصات الفنية المعاصرة في الرياض، ويجمع بين الإبداع المحلي والحضور العالمي في تجربة فريدة تستحق المتابعة.