تخيل أن خلف كل جدار قديم حكاية، وأن بين أزقة الدرعية وأحجارها تاريخًا ما زال يتنفس. في السعودية، تم تسجيل أكثر من 40 ألف موقع تراث عمراني في السجل الوطني، والهدف الوصول إلى 50 ألف موقع بنهاية عام 2025. وهنا يأتي معرض أسبوع الترميم الدولي ليطرح سؤالاً جوهرياً: كيف نحافظ على تراثنا، ونجعله حيًا في تفاصيل مدننا الحديثة؟
نبذة عن معرض أسبوع الترميم الدولي
حين تنقلك الخطوات إلى حي جاكس في الدرعية خلال أكتوبر 2025، ستجد نفسك أمام مشهد ثقافي مليء بالحياة. أصوات الخبراء تتداخل مع حوار الحرفيين، وأيادي المتدربين تُعيد إحياء تقنيات عمرها قرون. هذا هو معرض أسبوع الترميم الدولي 2025، منصة جمعت بين أكثر من 12 دولة ومؤسسات عالمية ومحلية تحت سقف واحد، لتبادل الخبرات واستعراض أحدث تقنيات الحفاظ على التراث العمراني.
خلال خمسة أيام مليئة بالحركة، تحوّل المعرض إلى ملتقى عالمي يربط بين الماضي والمستقبل، عبر ورش عمل، وجلسات حوارية، وتجارب تفاعلية، تسعى جميعها إلى رفع الوعي بأهمية حماية التراث الثقافي. لم يكن مجرد معرض، بل تجربة فكرية وإنسانية تُعيد تعريف معنى “الترميم” من كونه عملاً مادياً إلى كونه حفاظاً على الذاكرة والهوية.
محاور معرض أسبوع الترميم الدولي

قبل أن نغوص في أجوائه، دعونا نستعرض أبرز محاوره التي رسمت ملامح هذا الحدث المميز:
ورش العمل التفاعلية
في أركان “وِرث”، المعهد الملكي للفنون التقليدية، تمازجت الألوان والطين والجص مع أيادي الزوار. تجارب حيّة نقلت تقنيات البناء والزخرفة السعودية الأصيلة، مثل البناء بالطين، الجص، والقط العسيري، لتعيد للأذهان فنوناً عاشت في القرى والبوادي، وتستمر اليوم بروح معاصرة.
الجلسات الحوارية
تحت عنوان “من الحلم إلى الحرفة”، شارك حرفيون ومختصون قصصهم المؤثرة عن بداياتهم، وكيف تحوّل شغفهم إلى إتقان، وإتقانهم إلى إرث يُورَّث للأجيال القادمة. كانت الجلسات بمثابة رحلة إنسانية تختصر العلاقة بين الحلم والهوية.
المعرض الدولي
أجنحة من دول متعددة عرضت أحدث تقنيات الترميم، من المسح الرقمي ثلاثي الأبعاد إلى الحلول البيئية المبتكرة، في مشهد يعكس عمق التعاون الدولي في صون التراث العمراني.
جناح حارسات الذاكرة
كان من أكثر الأركان دفئاً وتأثيراً، حيث تم تكريم نساء من السعودية والعالم على جهودهن في حماية التراث، سواء في مناطق النزاع أو من آثار التغير المناخي. قصص ملهمة لنساء جمعن بين الشجاعة والحفاظ على الذاكرة الجماعية للإنسانية.
تنظيم هيئة التراث
جاء تنظيم الحدث برعاية هيئة التراث، التي جعلت من هذا الأسبوع مساحة للتعاون والتبادل المعرفي بين مختلف الجهات العاملة في مجال الترميم، لتوحيد الجهود نحو مستقبل يحترم الماضي.
الجهات المشاركة
- المعهد الملكي للفنون التقليدية
- مندوبية الاتحاد الأوروبي والتحالف الدولي لحماية التراث
- شركات ومؤسسات دولية ومحلية
أهداف معرض أسبوع الترميم الدولي
لم يكن الأثر مجرد وعي جديد بالتراث، بل تجربة شخصية عاشها كل من حضر. فبين أروقة المعرض، اكتشف الزوار مهارات جديدة، واطلعوا على أساليب مبتكرة في الحفاظ على التراث، وتعرّفوا على فرص مهنية وثقافية قد تغيّر نظرتهم للمستقبل.
لقد أعاد المعرض تعريف العلاقة بين الإنسان والمكان، مؤكداً أن حماية التراث ليست مهمة المتخصصين وحدهم، بل مسؤولية مجتمع بأكمله يسعى إلى صون ذاكرته المعمارية بهوية سعودية متجددة.
موعد معرض أسبوع الترميم الدولي 2025
- من 1 إلى 5 أكتوبر 2025
موقع معرض أسبوع الترميم الدولي
- حي جاكس، الدرعية، الرياض
الأسئلة الشائعة

هل يمكن التسجيل في أكثر من ورشة؟
نعم، يمكن التسجيل في أكثر من ورشة بشرط عدم تداخل المواعيد بينها
هل المشاركة مجانية؟
نعم، كل الفعاليات والورش مجانية، لكن تتطلب حجزًا مسبقًا لضمان المقعد
هل الفعاليات حضورية أم رقمية؟
جميع الفعاليات تُقام حضوريًا في حي جاكس بالدرعية
ختاما، في نهاية أسبوعٍ مليء بالإبداع، ترك معرض أسبوع الترميم الدولي بصمته كحدث ثقافي يجمع بين الأصالة والتجديد. لقد أثبت أن الحفاظ على التراث ليس عودة للماضي، بل انطلاقة نحو مستقبلٍ يُبنى على جذورٍ راسخة.
ولمن يرغب في متابعة المزيد من القصص والمشروعات الثقافية والعقارية في المملكة، ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية، حيث نروي الحكايات التي تُعيد تعريف علاقتنا بمدننا… وبتراثنا.