في المدينة التي احتضنت التاريخ وعبق النبوة، حيث تتداخل المآذن مع ظل النخيل وملامح الحجارة القديمة، وُلد مشروع وسط المدينة كتحفةٍ معمارية تستحضر الماضي وتفتح أبواب المستقبل.
إنه ليس مشروعًا عمرانيًا فحسب، بل تجربة إنسانية تمزج بين الذاكرة والمكان، وتجعل الزائر يعيش تفاصيل المدينة المنورة كما لم يعشها من قبل.
فما هو هذا المشروع الذي يروي حكاية المكان بلغة الحاضر؟ وكيف نجح في تحويل أحد أقدم المواقع إلى وجهة حضرية جذابة؟
ما هو مشروع وسط المدينة ؟
يقع المشروع بجوار مسجد القبلتين، أحد أكثر المواقع رمزية في تاريخ الإسلام، حيث تغيّرت القبلة نحو المسجد الحرام. من هذا الموقع التاريخي انطلقت فكرة المشروع لتكون شاهدًا على تواصل الزمان والمكان.
تشرف على المشروع هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، واضعةً نصب عينيها هدفًا أكبر من البناء: إعادة صياغة التجربة الحضرية بما يعكس قيم المدينة وإنسانها.
يأتي المشروع ضمن مشروعات أنسنة المدن، ليقدّم بيئة تفاعلية تحتضن العائلات والزوار، وتعيد للمكان دفء التواصل الإنساني الذي تميزت به المدينة عبر قرون.
أهداف مشروع وسط المدينة

انطلق المشروع برؤية متكاملة تسعى إلى تحقيق التوازن بين الأصالة والتنمية، وتشمل أهدافه:
- تعزيز الهوية العمرانية من خلال تصميم مستوحى من وادي العقيق والحجارة والنخيل، بما يعكس ملامح المدينة القديمة في ثوب حديث
- تنشيط السياحة والتجارة المحلية عبر مساحات مفتوحة للمقاهي والمتاجر ورواد الأعمال
- رفع جودة الحياة بتهيئة أماكن عامة ومناطق ترفيهية للعائلات، تجعل من الزيارة تجربة يومية متجددة
- إحياء التراث الثقافي عبر أنشطة تفاعلية تحكي تاريخ المدينة وتربط الأجيال بموروثها
اقرا أيضا مقالنا ما الذي يميز الزراعة في العقيق
ماذا يوجد في مشروع وسط المدينة ؟
حين تخطو داخل المشروع، ستشعر وكأنك تمشي في قصة تُروى بالحجر والظل والعطر. كل ركن يحمل فكرة، وكل تجربة غنية بروح المكان.
تجربة الشاي المديني
ركنٌ يحاكي جلسات المدينة القديمة، حيث كان الشاي يجمع الأهل والجيران على أحاديث المساء. تمتزج فيه الضيافة الأصيلة بلمسات تصميم حديثة تُعيد تعريف دفء اللقاء.
خيرات مزارع المدينة
من مزارع العقيق إلى أيدي الزوار، تُعرض منتجات النخيل والعجوة في أركان تفاعلية تحكي قصة الزراعة في المدينة المنورة، وتُبرز خيرات أرضها المباركة.
ابتكارات العجوة
تجربة تجمع التراث بالابتكار، حيث تُقدّم منتجات العجوة بطريقة معاصرة تحافظ على قيمتها الغذائية وتضيف إليها نكهة عصرية تعبّر عن هوية المدينة المتجددة.
تجربة “لماذا سُمّي بالقبلتين”
ركنٌ معرفي يروي قصة المكان وتاريخه، من خلال عروض بصرية وتفاعلية تُمكّن الزائر من فهم الحدث الذي غيّر وجه التاريخ الإسلامي.
الهوية المعمارية وروح المكان
كل تفصيلة في المشروع تتحدث بلغة المدينة: جدران تستلهم ملامح الحجارة القديمة، وممرات تحاكي خطوط وادي العقيق، وأشجار نخيل تظلّل الممرات كما ظلّلت قوافل الحجاج قبل قرون. إنها عمارة تُترجم ذاكرة المكان إلى تجربة حاضرة.
الأسئلة الشائعة حول مشروع وسط المدينة

من الجهة المشرفة على المشروع؟
تشرف عليه هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة ضمن مشاريعها لتحسين جودة الحياة وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
هل المشروع مفتوح للزوار؟
نعم، يستقبل المشروع العائلات والزوار وضيوف الرحمن، مقدّمًا تجربة تفاعلية لجميع الفئات.
هل تُقام فعاليات في المشروع؟
نعم، يتضمن فعاليات موسمية وثقافية مستوحاة من تراث المدينة ومناسباتها الدينية.
ختاما، مشروع وسط المدينة ليس مجرد وجهة جديدة، بل فصل جديد في حكاية المدينة المنورة؛ حيث يتقاطع التراث مع الحداثة ليصنعا ملامح مدينة عصرية بروحٍ قديمة لا تشيخ. في كل زاوية منه تجد معنى الحياة المدينية التي جمعت الناس على البساطة والجمال والسكينة.
لاستكشاف المزيد من المشاريع النوعية في المملكة ومعرفة كيف تُعيد المدن السعودية رسم هويتها الحضرية، يمكنك متابعة مدونة بيوت السعودية التي تنقل لك أحدث أخبار التطوير العمراني والثقافي في مختلف المناطق.