مشروع رؤى المدينة هو مبادرة تطويرية كبرى أطلقتها شركة رؤى المدينة القابضة، بإشراف من صندوق الاستثمارات العامه، لتحديث المنطقة الشرقية المجاورة للمسجد النبوي الشريف، بما يواكب رؤية 2030. ويهدف المشروع إلى تحسين تجربة الزوار والمعتمرين، من خلال بنية تحتية متكاملة وتصميم معماري يجمع بين الروح الإسلامية والتقنيات الحديثة، دعمًا لـ أهداف قطاع الحج والعمرة والزيارة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز ملامح المشروع، أهدافه ودوره في دعم رؤية 2030، إضافة إلى موقعه، تصميمه، مكوناته، وفترة إنجازه، لنقدّم نظرة شاملة على أحد أهم المشاريع العقارية والتنموية في المدينة المنورة.
ما هو مشروع رؤى المدينة ؟

يُعد رؤى المدينة أحد أبرز المشاريع التنموية الكبرى في المملكة، ويقع في قلب المدينة المنورة، شرق المسجد النبوي الشريف. أطلقته شركة رؤى المدينة القابضة – المملوكة بالكامل لـ صندوق الاستثمارات العامة – في أغسطس 2022، ليكون منارة حضارية تجمع بين الأصالة الإسلامية والحداثة العمرانية، انسجامًا مع رؤية 2030. ويمثل المشروع خطوة استراتيجية تهدف إلى تطوير البنية التحتية والمرافق والخدمات المحيطة بالحرم النبوي بهدف تحسين تجربة الزوار وتعزيز مكانة المدينة المنورة كمقصد ديني وثقافي عالمي.
أهداف مشروع رؤى المدينة
يسعى المشروع إلى تحقيق جملة من الأهداف في سبيل تحسين تجربة زوار المدينة المنورة، من ضمن هذه الأهداف:
- رفع الطاقة الاستيعابية للمدينة المنورة بما يدعم استقبال المزيد من زوار المسجد النبوي.
- توفير 47,000 غرفة فندقية، تستوعب أكثر من 149,000 زائر يوميًا.
- تعزيز فرص التوظيف من خلال توفير نحو 93,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
- دعم السياحة الدينية من خلال تطوير مرافق متكاملة وعالية الجودة.
- تقديم تجربة ضيافة مميزة تعتمد على أعلى المعايير العالمية.
صندوق الاستثمارات العامة ودوره في المشروع
دعم صندوق الاستثمارات هذا المشروع من خلال تأسيس شركة رؤى المدينة القابضة المملوكة بالكامل له، التي تشرف على تطوير المنطقة المجاورة للمسجد النبوي الشريف. كما قدم الصندوق الدعم المالي والتقني اللازم، من خلال توقيع عقود مع شركات استشارية مثل “جيكوبس” و”كيو للاستشارات الهندسية” لتصميم وإشراف على تنفيذ التجمعات العمرانية. يساهم هذا الدعم في تنفيذ المشروع وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
مخطط مشروع رؤى المدينة العام

يمتد المشروع على مساحة تبلغ 1.5 مليون متر مربع، بينما تصل المساحة البنائية بعد التطوير إلى نحو 4.9 مليون متر مربع. ويراعي المخطط العام توزيع المباني بشكل يضمن إطلالة مباشرة على المسجد النبوي، وتدرج ارتفاعات المباني بما يتناغم مع طبوغرافية المنطقة. كما يضع في عين الاعتبار إنشاء ساحات وممرات مفتوحة لتسهيل حركة المشاة ولمراعاة أعلى معايير السلامة والكفاءة البيئية.
مرافق وخدمات متكاملة
يشمل المشروع مجموعة واسعة من المرافق الحديثة التي تضمن راحة الزوّار، ومنها:
- 9 محطات للحافلات ومحطة قطار مترو.
- مسارات مخصصة للمركبات ذاتية القيادة ومواقف سيارات تحت الأرض.
- مظلات زجاجية مزينة بزخارف إسلامية.
- مساحات خضراء ومناطق مظللة تغطي 63% من مساحة المشروع.
- نظام آلي متطور لجمع النفايات من الفنادق والمرافق العامة.
طراز معماري فريد
يتميز المشروع بأسلوب معماري يجمع بين التراث الإسلامي والحداثة العمرانية. يستوحي تصميماته من أحياء المدينة المنورة القديمة، حيث الأبنية المحاطة بباحات داخلية، ويعتمد على استخدام “المشربيات” والعناصر الزخرفية الإسلامية في الواجهات. بالإضافة إلى دمج عناصر التهوية والتبريد الطبيعي مع التقنيات الحديثة. وقد تم اعتماد تصميمات تراعي البيئة الروحية للمكان، وتوفر شعورًا بالسكينة والطمأنينة في المشروع.
معايير مستدامة وتقنيات حديثة
يركز المشروع على عدة معايير وتقنيات حديثة في سبيل تعزيز الاستدامة، تتمثل هذه المعايير في مجموعة من النقاط:
- تقنيات صديقة للبيئة ضمن البنية التحتية.
- الاستفادة من مصادر الطاقة الطبيعية.
- أنظمة تبريد تفاعلية تعتمد على تدفق الهواء الطبيعي.
- تصميمات مستدامة تضمن تقليل استهلاك الطاقة والمياه.
وفي هذا النطاق ايضًا، اكتشف كنوز متحف المدينة المنورة!
رؤى المدينة و رؤية المملكة 2030

يواكب مشروع رؤى المدينة أهداف رؤية 2030 من خلال تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تتمثل بداية بالإسهام في تعزيز السياحة الدينية من خلال تطوير البنية التحتية للمدينة المنورة، مما يرفع القدرة الاستيعابية لاستقبال أعداد أكبر من الحجاج والمعتمرين. مما يتماشى مع الهدف الرئيسي لرؤية المملكة في زيادة عدد المعتمرين، ويعزز دور المملكة كمركز إسلامي عالمي.
مواكبة الاستدامة وتوفير الفرص الاقتصادية
علاوة على ذلك، يدعم المشروع رؤية المملكة في تبني الاستدامة البيئية عبر استخدام تقنيات مبتكرة للحفاظ على الطاقة والموارد الطبيعية، بما يتناسب مع أهداف الاقتصاد الأخضر. من جهة أخرى، يساهم المشروع في خلق العديد من الفرص الوظيفية للمواطنين، مما يساهم في تقليل معدل البطالة وتوفير بيئة عمل متطورة، خاصة للشباب السعودي. وبالتالي، يعزز المشروع دور المملكة في تطوير قطاعات العمل المحلية وتحقيق تطلعات رؤية 2030 في تحسين نوعية الحياة ودعم الاقتصاد الوطني.
أهداف قطاع الحج والعمرة والزيارة
ضمن رؤية 2030، يُعد قطاع الحج والعمرة والزيارة من المحاور الأساسية التي تسعى المملكة لتطويرها، ومن أبرز أهدافه:
- رفع الطاقة الاستيعابية لاستقبال 30 مليون معتمر سنويًا بحلول عام 2030.
- تحسين الخدمات والبنية التحتية في المدن المقدسة، خاصة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
- تطوير التجربة الدينية والروحية للزائرين والحجاج.
- تحقيق الاستدامة والتوازن بين النمو العمراني والحفاظ على الهوية الإسلامية.
متى ينتهي مشروع رؤى المدينة؟
بحسب المخططات الرسمية، يُتوقع الانتهاء من تنفيذ المشروع قبل عام 2030، وذلك تماشيًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 في تطوير المدن المقدسة وتحقيق الاستعداد الكامل لاستقبال أعداد متزايدة من الزوار والمعتمرين والحجاج. وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل تضمن أعلى مستويات الجودة والاستدامة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول مشروع رؤى المدينة ، حيث تناولنا في هذا المقال أبرز جوانب المشروع الذي يمثل نقلة نوعية في تطوير المدينة المنورة. استعرضنا أهدافه الاستراتيجية، موقعه المتميز، والتقنيات الحديثة التي سيتم استخدامها لتوفير تجربة فاخرة ومريحة للزوار. كما ألقينا الضوء على كيفية مواكبة المشروع لأهداف رؤية 2030 من خلال تعزيز السياحة الدينية، وتحقيق الاستدامة البيئية، وتوفير فرص العمل.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال بوليفارد المحمدية في المدينة المنورة.