انطلاقاً من رؤية السعودية لعام 2030، تسعى لتحسين البنية البيئية والخدمات في جميع أنحاء المملكة جنوباً وشمالاً، حيث تؤمن القيادة الحكيمة بضرورة تحسين وتأهيل المناطق بيئياً، حيث أطلقت عدة مشاريع مثل المركز الوطني لإدارة النفايات، ليأتي مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار ويُصبح رمزاً بارزاً يُجسد هذه الرؤية السامية أيضاً، فما هو هذا المشروع ومحاوره؟، وما هي أهدافه؟، سنجيب عن هذه الأسئلة وجميع التفاصيل المتعلقة به في مقالنا هذا، تابعوا معنا.
نبذة عن مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار
أسست الهيئة الملكية لمدينة الرياض مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار بإعادة الحياة والتوازن الطبيعي لهذا الوادي الخلاب، نظراً لاعتباره من أهم المواقع البيئية والجغرافية في المملكة، نظراً للتنوع البيولوجي الذي يحتويه، إلا أن العديد من العوامل أثرت سلباً على بيئته الخصبة مثل التلوث والإهمال، وهذا تماماً ما يسعى المشروع لتغييره من خلال تنفيذ برامج متكاملة تجمع بين التخطيط البيئي الدقيق وإدارة الموارد وترميم النظم البيئية.
كما يسعى المشروع لترسيخ مبادئ التنمية المستدامة، إذ يعيد الوادي ليكون بيئة صحية وآمنة للسكان والزوار وتعزيز الوعي البيئي لديهم، إلى جانب الاستفادة من المنظومة الطبيعية في السياحة والترفيه، ويتم ذلك خلال حلول مُبتكرة مثل إزالة المخلفات ومعالجة مصادر التلوث، حيث تُستكمل هذه العملية على مرحلتين تتضمن كل واحدة منها على أُسس تحقق المبتغى المطلوب من هذا المشروع.
المرحلة الأولى من مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز – رحمه الله – بافتتاح المرحلة الأولى من المشروع باعتبارها نقطة انطلاق علاج هذه المشاكل التي أحاطت في الوادي وأثرت عليه بشكل مُعاكس لما كان عليه، إذ بدأت باشتمالها على الأعمال التالية:
أعمال الطريق ومرافقه
تم ابتكار خطط مرورية لتسهيل الحركة والتنقل في الوادي، مما يؤدي إلى خدمة السكان والزوار بشكل كبير، فضلاً عن تصميم وإيجاد حلول لتقليص حجم الأضرار الناتجة عن الفيضانات والسيول للطريق، علاوةً على تجهيز مواقف تتسع لـ 800 سيارة على جانب الطريق البالغ طوله 6 كم، بالإضافة إلى اللوحات الإرشادية والعلامات المروري، لتوفير رحلة آمنة.
الأرصفة وممرات المشاة
تبنى المشروع أيضاً إنشاء ممرات ترابية للمشاة في المنطقة، حيث تعبر هذه الممرات التكوينات الصخرية والأشجار بطول يبلغ 892 م، فضلاً عن تجهيز الرصيف المحاذي للطريق.
إنارة الطرق والساحات المفتوحة
تم تجهيز الطرق المتفرعة في الوادي بإنارات مُلائمة للبيئة المحيطة والطبيعة، حيث اشتمل على تركيب 245 وحدة إنارة تتكون من العواميد المضيئة في الساحات المفتوحة الموزعة في الأرجاء بشكل متفرق.
التشجير والري
تُعد هذه العملية من أهم الحلول العلاجية للتلوث الذي ضرب جذور الوادي، إذ تم إعادة الغطاء النباتي بزراعة 520 نخلة غُرست على جانب الطريق والأرصفة، علاوةً على زراعة أكثر من 9500 شجيرة متنوعة الأصناف في أنحاء الوادي.
البحيرة وقناة المياه الدائمة
تشمل هذه العملية إنشاء بحيرة في سد نمار بطول 2 كم، وبمساحة تبلغ 200 ألف متر مربع وعمق 20 م، حتى أصبحت أهم المواقع الطبيعية الساحرة في المنطقة، بالإضافة إلى قناة حجرية تجري بشكل دائم في الوادي من السد وحتى وادي حنيفة.
الكورنيش
تم إنشاء كورنيش سعياً لتعزيز البنية السياحية للوادي بطول 2 كم، علاوةً على تجهيزه بجميع المرافق العامة والخدمات من دورات المياه والأكشاك.
المرحلة الثانية من مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار
تُركز هذه المرحلة على استعادة وحماية القيم البيئية والحياة البيولوجية فيه، إذ أُقيمت على 6 كم غرب السد بمساحة 650 ألف متر مربع، مما يعيد الوادي على واجهة الخريطة السياحية في السعودية، فضلاً عن تأهيل بحيرة طبيعية بمساحة 30 ألف متر مربع وتأسيس بحيرة ترسيب، إضافةً إلى:
- أعمال الطرق والخدمات.
- المرافق البيئية والترفيهية.
أهداف مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار
يسعى مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار على عدة أهداف تصب بشكل كامل في مصلحة المنطقة، ومن هذه الأهداف:
- استعادة النسيج البيئي للوادي وتعزيز جماله الطبيعي ليصبح واحة خضراء نابضة بالحياة.
- حماية الموارد الطبيعية وضمان استدامتها عبر تطوير أنظمة بيئية فعالة لتصريف وتنقية مياه السيول.
- تأهيل الوادي ليكون متنفساً بيئياً حضرياً يثري تجربة الزائرين.
- دعم التنوع البيولوجي من خلال توفير بيئات مناسبة للكائنات الحية المحلية.
- نشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة بين أفراد المجتمع.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي قدمته مدونة بيوت السعودية ضمن إطار الضرورة القصوى لتأمين المستقبل البيئي في المملكة، حيث يعتبر مشروع التأهيل البيئي لوادي نمار مركب ينقلنا إلى بر الأمان ضمن أسطول يعج بالمراكب المماثلة مثل فعاليات أسبوع البيئة السعودي الذي يعتبر بمثابة نجم الأبرز بينهم.
