يشهد العالم تغيرات اقتصادية متسارعة تفرض على الشركات والحكومات البحث عن حلول مرنة تضمن استمرارية الأعمال واستدامة النمو. في هذا السياق، يأتي مؤتمر إيسار 2025 ليقدم رؤية استراتيجية تدعم الاستقرار المالي، وتواكب التحولات التشريعية والتنظيمية في المملكة.
في مقالنا هذا سنتحدث عن مؤتمر إيسار، وأهمية انعقاده لعام 2025، وأبرز المحاور التي يتناولها لتحقيق الاستدامة الاقتصادية وفق رؤية المملكة 2030.
ما هو مؤتمر إيسار ؟

يُعد مؤتمر إيسار أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية المتخصصة في إعادة الهيكلة والتنظيم المالي في السعودية. ويُنظَّم الحدث تحت إشراف المركز السعودي للتحكيم المالي (إيسار) بمشاركة نخبة من الجهات التنظيمية، والمنظمات الدولية، والخبراء القانونيين والتنفيذيين.
يهدف المؤتمر إلى تعزيز بيئة الأعمال من خلال مناقشة التحديات الاقتصادية وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات في مجال الاستدامة المؤسسية، بما يساهم في بناء اقتصاد قوي ومستقر يدعم الاستثمارات المحلية والأجنبية على حد سواء.
عنوان مؤتمر إيسار
تحت رعاية معالي وزير التجارة الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، تستضيف “إيسار” فعاليات مؤتمرها لعام 2025 تحت عنوان: “فرص استمرارية الأعمال وحلول تحقيق الاستدامة الاقتصادية” ويأتي هذا الحدث في مرحلة محورية تشهد فيها المملكة توسعاً اقتصادياً واستعداداً لتكون مركزاً إقليمياً لاستقطاب الشركات والمستثمرين الباحثين عن حلول مالية مبتكرة.
كما يؤكد المؤتمر على دور المملكة في تطوير منظومة متكاملة تدعم استمرارية الأنشطة الاقتصادية، وتحفز بيئة الأعمال، وتفتح آفاقاً جديدة للنمو وفرص العمل، من خلال تعزيز الأطر التشريعية والتنظيمية التي تسهم في تحقيق استقرار النظام المالي والتجاري.
موعد مؤتمر إيسار 2025
من المقرر أن يُقام مؤتمر إيسار 2025 خلال الفترة من 13 إلى 14 أكتوبر في فندق فيرمونت الرياض بالسعودية، حيث يجتمع نخبة من القيادات والخبراء وصناع القرار لمناقشة أحدث الاتجاهات في مجالات التنظيم المالي وإعادة الهيكلة المؤسسية.
ويشمل الحدث كلمات افتتاحية رفيعة المستوى، وجلسات نقاشية تفاعلية، ومحاضرات علمية تسلط الضوء على التجارب العالمية الناجحة في إدارة التعثرات المالية وتحويلها إلى فرص للنمو، إضافة إلى عروض تقديمية ودراسات حالة توضح أفضل الممارسات في هذا المجال.
أهمية مؤتمر إيسار
تنبع أهمية مؤتمر إيسار من دوره المحوري في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستدامة المالية، وتشمل أبرز محاور أهميته:
- تعزيز متانة الاقتصاد السعودي: يساهم المؤتمر في تطوير السياسات الاقتصادية والتنظيمية التي تدعم استقرار النظام المالي والتجاري.
- بناء رؤية استراتيجية: يوفر مساحة استراتيجية لتطوير حلول عملية تعزز استمرارية الأعمال وتحمي الكيانات التجارية من التعثر.
- دعم الإصلاح المالي: يسهم في تعزيز مسيرة الإصلاح المالي في المملكة، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية 2030.
- تعزيز ثقة المستثمرين: يوضح التطورات التشريعية والأنظمة الحديثة التي أطلقتها المملكة لضمان بيئة أعمال آمنة وجاذبة للاستثمار المحلي والدولي.
- التزام بالمعايير العالمية: يجسد المؤتمر التزام المملكة بترسيخ مكانتها الاقتصادية والتشريعية وفق أفضل الممارسات العالمية، وبناء اقتصاد قادر على مواجهة التحديات المستقبلية بثقة واستدامة.
محاور مؤتمر إيسار 2025

يستعرض المؤتمر مجموعة واسعة من المحاور الحيوية التي تلامس جوهر استمرارية الأعمال والاستدامة الاقتصادية، ومن أبرزها:
- استراتيجيات إعادة الهيكلة: طرح آليات عملية لإعادة تنظيم الشركات المتعثرة، وتحويل الأزمات إلى فرص نمو حقيقية.
- إدارة التعثرات المالية: مناقشة أثر التعثر المالي على الدائنين والمستثمرين، وتقديم حلول تنظيمية لتقليل المخاطر وتحسين الأداء المالي.
- أنظمة الإنذار المبكر: استعراض الأساليب الوقائية لاكتشاف مؤشرات التعثر قبل وقوعه، ووضع خطط استباقية للحد من الأزمات.
- تمويل الشركات المتعثرة: عرض نماذج تمويلية مبتكرة تتيح استمرار الأنشطة التجارية في ظل التحديات المالية.
- التجارب الدولية: تسليط الضوء على دراسات حالة عالمية حول إعادة الهيكلة الناجحة، واستخلاص الدروس لتطبيقها في البيئة الاقتصادية السعودية.
- دور المحاكم التجارية: مناقشة دور القضاء التجاري في تسريع الإجراءات وضمان الشفافية، وتطوير سوق الأصول المتعثرة ليصبح مجالاً جاذباً للاستثمار.
تجارب مؤتمرات إيسار السابقة
شهدت دورات مؤتمر إيسار السابقة نجاحات كبيرة في تعزيز استقرار الشركات المتعثرة وتحفيز بيئة الأعمال في المملكة، من خلال تقديم حلول مبتكرة وعملية. وتضمنت الفعاليات الماضية جلسات حوارية مع خبراء محليين ودوليين، بالإضافة إلى دراسات حالة لشركات تمكنت من تحويل التعثر المالي إلى فرص استثمارية حقيقية.
أسهمت هذه التجارب في تعزيز ثقة المستثمرين، وتقديم أدوات عملية للتعامل مع التحديات المالية، ووضعت الأسس لإعادة الهيكلة بطريقة منهجية تحقق الاستدامة الاقتصادية وتدعم التنمية المستدامة.
دور الخبراء الدوليين والمحليين

يلعب الخبراء الدوليون والمحليون دوراً محورياً في إثراء المؤتمر عبر مشاركة أفضل الممارسات العالمية، وتقديم تحليلات دقيقة حول الاستراتيجيات المالية الحديثة، والتقنيات المبتكرة في إعادة الهيكلة وإدارة المخاطر.
كما يتيح المؤتمر تبادل الخبرات بين المشاركين، وبناء شراكات استراتيجية بين الشركات والمستثمرين، مما يعزز من القدرة التنافسية للمملكة على المستوى الإقليمي والدولي ويحفز المزيد من الاستثمارات.
تأثير المؤتمر على الاستثمار المحلي والدولي
يساعد المؤتمر في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال تقديم إطار تنظيمي واضح وشفاف، وتوضيح السياسات المالية والقانونية التي تضمن حماية المستثمرين، وتحقيق العوائد المستدامة. كما يساهم في تحفيز الشركات المحلية على تبني أفضل ممارسات الإدارة المالية، وتطوير استراتيجيات استباقية لتجنب التعثر المالي، ما يعزز من نمو الاقتصاد الوطني بشكل متوازن ويضمن استمرارية الأعمال في مختلف القطاعات.
إلى هنا وصلنا لختام مقالنا الذي تحدثنا فيه عن مؤتمر إيسار وأبرز محاوره وأهدافه لعام 2025، واستعرضنا أهمية انعقاده في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستدامة المالية في المملكة. وننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية للاطلاع على كل جديد ومفيد حول أحدث الفعاليات والمؤتمرات الاقتصادية في المملكة مثل ملتقى ريادة الأعمال 2025.