فعالية المكتشف الصغير هي مبادرة تعليمية وتثقيفية موجهة للأطفال، تهدف إلى تنمية وعيهم بالتراث الوطني وتعريفهم بعالم الآثار بطريقة مبسطة وممتعة. تأتي هذه الفعالية ضمن جهود هيئة التراث في المملكة لتعزيز الانتماء الوطني وغرس حب الاستكشاف والمعرفة في نفوس الأطفال.
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الفعالية، من حيث أهدافها، والجهة المنظمة لها، والأنشطة التي تتضمنها، بالإضافة إلى موعدها والموقع الذي تُقام فيه. كما نسلط الضوء على دورها في تعزيز الثقافة الأثرية لدى الأطفال، ولماذا تُعد تجربة فريدة تستحق الاهتمام والمشاركة.
حول فعالية المكتشف الصغير
تُقام الفعالية في مختلف مناطق المملكة للأطفال من 6 إلى 12 سنة، حيث تُقدّم لهم مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تعرّفهم بعلم الآثار وأهمية المواقع الأثرية. تشمل الفعالية مشهدًا تمثيليًا لتبسيط مفهوم الآثار، واستخدام نظارات الواقع الافتراضي لاستكشاف المواقع التاريخية. كما يشارك الأطفال في محاكاة عملية التنقيب ويتعلمون كتابة أسمائهم بالخط المسند، مما يعزز فهمهم للتراث القديم.

وفي هذا النطاق، اكتشف أيضًا فعالية حكاية من مكتبة إثراء : في كل جلسة حكاية !
أهداف فعالية المكتشف الصغير
تسعى الفعالية إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تتمثل بشكل رئيسي في هذه النقاط:
- تعريف الأطفال بعلم الآثار من خلال أنشطة تفاعلية تبسط المفاهيم العلمية
- تعزيز الوعي بأهمية المواقع الأثرية وتعريف الأطفال بقيمة التراث الثقافي للمملكة
- تحفيز الأطفال على المشاركة الفعّالة من خلال أنشطة عملية مثل التنقيب والترميم
- تنمية المهارات الإبداعية من خلال الكتابة بالخط المسند والتعبير الفني
- بناء علاقة بين الطفل وآثاره لتعميق الانتماء والاعتزاز بالتراث
موقع فعالية المكتشف الصغير
تُنفذ الفعالية في مختلف المواقع داخل المملكة، مثل المولات والمراكز الثقافية. ويتم اختيار المواقع بعناية لتكون قريبة من الأطفال وتتيح لهم المشاركة بسهولة. يُنصح بمتابعة الموقع الرسمي للفعالية أو التواصل مع الجهات المنظمة لمعرفة المواقع المحددة لكل فعالية. والجدير بالذكر أن الدخول لهذه الفعالية مجاني بالكامل، لكن يتطلب تسجيل مسبق عبر المنصة.
موعد فعالية المكتشف الصغير
المكتشف الصغير من الفعاليات الدورية التي تُنظم بانتظام في مختلف مناطق المملكة. يتم تحديد مواعيد الفعالية في فترات مختلفة على مدار العام، لتتيح للأطفال فرصة المشاركة في أنشطة تعليمية وترفيهية مرتبطة بالتراث والآثار. وللحصول على تفاصيل حول الموعد المحدد لكل دورة من الفعالية، يمكن للمهتمين متابعة الموقع الرسمي للفعالية، حيث يتم تحديثه بشكل دوري بمواعيد التسجيل والمشاركة في جميع المناطق.
تنظيم هيئة التراث
تُشرف هيئة التراث على تنظيم الفعالية، حيث تقوم بتخطيط وتنفيذ الأنشطة بالتعاون مع وزارة الثقافة السعودية. تسعى الهيئة من خلال هذه الفعالية إلى إشراك الأطفال في الحفاظ على التراث الوطني وتعريفهم بأهمية الآثار في تشكيل هوية المملكة.
ماذا تضمن فعاليات مبادرة المكتشف الصغير ؟
تتضمن هذه المبادرة مجموعة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تسهم في تنمية وعي الأطفال بالتراث الوطني، وتربيتهم على حب الاكتشاف والمعرفة. تضمن هذه الأنشطة:
- عرض مشهد تمثيلي يُبسط للأطفال مفهوم علم الآثار بطريقة مرحة وسهلة الفهم.
- استخدام نظارات الواقع الافتراضي لتمكين الأطفال من التعرف على المواقع الأثرية المختلفة بشكل تفاعلي.
- أنشطة تعليمية حول طبقات الأرض لتوضيح كيفية تكوّن الطبقات الأرضية وأهمية كل طبقة في السياق الأثري.
- محاكاة عملية التنقيب تتيح للأطفال تجربة عملية اكتشاف الآثار بشكل عملي وواقعي.
- تعليم الأطفال تقنيات ترميم وتسجيل الآثار ليكتسبوا مهارات الحفاظ على القطع الأثرية وتوثيقها.
- تعريف الأطفال بالخط المسند من خلال ورش تعليمية تتيح لهم تعلم كيفية كتابة أسمائهم باستخدام أحد ضروب الكتابة السامية الجنوبية.

ما أهمية فعالية المكتشف الصغير ؟
تُعد هذه الفعالية خطوة مهمة في تنمية وعي الأطفال بالتراث الوطني، وتربيتهم على حب الاكتشاف والمعرفة. فهي تزرع في نفوسهم قيم الانتماء وتحفّزهم ليكونوا حماة لتراث المملكة في المستقبل. إليك نظرة أشمل حول أهمية هذه الفعالية:
تعزيز الهوية الوطنية
تُسهم الفعالية بشكل مباشر في ترسيخ مفاهيم الهوية الوطنية والانتماء لدى الجيل الناشئ، من خلال تعريف الأطفال بتاريخ المملكة العريق وتعزيز ارتباطهم بتراثها الثقافي. كما تساهم في بناء شخصية الطفل الواعي بهويته والمعتز بجذوره، وهو ما يتماشى مع أحد أهداف رؤية المملكة 2030 المتمثل في تعزيز الشخصية السعودية وغرس القيم الوطنية في نفوس المواطنين منذ الصغر.
تطوير التعليم والثقافة
من خلال اعتمادها على أدوات تعليمية حديثة مثل الواقع الافتراضي، والتعلم التفاعلي، تحفز هذه الفعالية الأطفال على الاستكشاف والتفكير النقدي، مما يسهم في تطوير منظومة التعليم غير التقليدي. وهذا يواكب طموحات الرؤية في بناء جيل متعلم، مثقف، ومزود بالمعرفة والمهارات اللازمة لبناء مستقبل المملكة، إلى جانب دورها في تمكين القطاع الثقافي كجزء أساسي من نمط حياة المجتمع.
دعم السياحة والتراث
تُسلط هذه الفعالية الضوء على أهمية الآثار والمواقع التاريخية داخل المملكة، ما يُعزز من قيمة التراث الوطني كمورد ثقافي وسياحي. من خلال هذا التوجه، تسهم الفعالية في دعم السياحة الثقافية باعتبارها أحد محاور التنويع الاقتصادي في رؤية 2030، كما تُعد وسيلة لتوسيع مشاركة المجتمع في الحفاظ على هذا التراث، خاصة عند بناء وعي الأطفال بقيمته منذ الصغر.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول فعالية المكتشف الصغير ، حيث تناولنا في سطوره أبرز محاور هذه الفعالية من حيث أهدافها التعليمية والتوعوية، والأنشطة المبتكرة التي تقدمها للأطفال، إلى جانب دورها في دعم رؤية المملكة 2030 من خلال تعزيز الهوية الوطنية والثقافة الأثرية. كما استعرضنا تنظيم هيئة التراث لها، ووضحنا كيف يمكن متابعة مواعيدها ومواقعها عبر المنصات الرسمية.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال فعالية قرقيعانك من المعمل .. تجربة فريدة تجمع بين التراث والابتكار.