عريش الملك عبد العزيز هو أحد المعالم التاريخية العريقة التي تجسد بدايات تأسيس المملكة وتاريخها الغني بالإرث الثقافي والوطني. فقد كان هذا العريش مجلسًا ومكانًا يستقبل فيه الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ضيوفه أثناء زياراته إلى محافظة الخرج، مما منحه قيمة رمزية وتاريخية كبيرة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على تاريخ عريش الملك عبدالعزيز، ومكوناته، وموقعه الجغرافي، وجهود تطويره، لنتعرف على هذا المعلم الذي لا يزال شاهدًا على مرحلة مفصلية في تاريخ المملكة.
حول عريش الملك عبد العزيز
يعد العريش معلم تاريخي بارز يقع في مركز السلمية بمحافظة الخرج شمال مدينة السيح، وهو من الأماكن التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. أُنشئ العريش في مزارع أوقاف الإمام عبدالرحمن بن فيصل، وكان يُستخدم كمجلس صيفي للملك أثناء زياراته المتكررة للمنطقة، حيث كان يستقبل فيه الأهالي والضيوف.

وفي هذا النطاق أيضًا، تعرف على مشروع اليمامة الأثري في الرياض.
ما الذي يميز هذا العريش؟
يتميز العريش ببنائه التقليدي من الطين وجذوع وسعف النخيل، مما يعكس نمط العمارة التراثية في المملكة، كما يُحيط به بئر وسوانٍ استخدمت في الري، وهو ما يدل على اهتمام الملك بالزراعة وتطوير مصادر المياه. يمثل عريش الملك عبدالعزيز شاهدًا حيًا على مرحلة مهمة من تاريخ المملكة، وقد خضع لاحقًا لأعمال ترميم وتطوير بهدف الحفاظ عليه كجزء من الإرث الثقافي الوطني.
موقع عريش الملك عبد العزيز
يقع عريش الملك عبدالعزيز في مركز السلمية شمال مدينة السيح بمحافظة الخرج، ويُعدّ من أبرز المعالم التاريخية في المنطقة. يتميز الموقع بموقعه الجغرافي الذي يجعله مقصدًا سياحيًا للزوار من مختلف أنحاء المملكة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بجوٍ هادئ ومناظر طبيعية خلابة، بالإضافة إلى التعرف على جزء من تاريخ المملكة وتراثها الثقافي.
تاريخ عريش الملك عبدالعزيز
أنشئ عريش الملك عبد العزيز في عام 1337هـ (1919م) في مزارع أوقاف الإمام عبدالرحمن بن فيصل آل سعود، شمال مدينة السيح. كان الملك عبدالعزيز يتخذ من هذا العريش مجلسًا أثناء زياراته المتكررة لمحافظة الخرج، خاصة في فصل الصيف، حيث كان يستقبل فيه ضيوفه وزواره من أهالي السلمية ومحافظة الخرج عامة. وقد ارتبط العريش في أذهان الأهالي بحضور الملك المؤسس للموقع، إضافة إلى ارتباطه بساقي فرزان الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2100 سنة، ويعد أحد المعالم التاريخية البارزة لنظم الري في الجزيرة العربية.
مكونات عريش الملك عبدالعزيز
يتكون عريش الملك عبد العزيز من سور طيني قائم ومسقوف من جذوع وسعف النخيل، وتبلغ مساحته الإجمالية نحو 100 متر مربع. العريش مبني بالطين والعروق والخشب، ويُعدّ نموذجًا معماريًا يعكس التراث العمراني في المملكة. يُحيط بالعريش منطقة جلوس مخصصة للزوار، كما تم ترميم البئر والسواني المحيطة به، مما يعكس اهتمام الدولة بالمحافظة على التراث الثقافي والتاريخي.
ما هي الفعاليات والأنشطة التي تُقام في العريش؟
يشهد عريش الملك عبدالعزيز في مركز السلمية فعاليات ثقافية مميزة، أبرزها ندوة أقامتها دارة الملك عبدالعزيز لتكريم الشاعر محمد بن عبدالله بن عثيمين، برعاية أمير منطقة الرياض بالنيابة. تضمنت الندوة عرضًا لفيلم وثائقي، وكلمات افتتاحية، ومشاركات علمية من عدد من الباحثين، بالإضافة إلى معرض للصور والوثائق ومطبوعات عن الشاعر، ومعرض لإصدارات الدارة. تعكس هذه الفعاليات دور العريش كموقع تاريخي وثقافي يحتضن الأنشطة التي تُعزز الهوية الوطنية.

تطوير عريش الملك عبدالعزيز
في عام 1433هـ (2011م)، قامت الهيئة العامة للسياحة والآثار بإعادة بناء عريش الملك عبد العزيز ضمن مشاريعها الرامية لتأهيل وتهيئة المعالم والمواقع التاريخية في المملكة. شمل المشروع إعادة بناء السور الطيني، وتجديد المجلس باستخدام العروق والخشب، بالإضافة إلى ترميم البئر والسواني، وإنشاء منطقة جلوس للزوار، وتشجير الموقع بالكامل، وتجهيزه بالممرات ليكون متنزهًا عامًا. كما تم إضافة بعض الخدمات الاستثمارية مثل أماكن بيع المأكولات والمشروبات الخفيفة، والمستلزمات التذكارية وتأجير السيارات.
أهمية عريش الملك عبدالعزيز
يُعتبر عريش الملك عبدالعزيز رمزًا من رموز تاريخ المملكة، حيث يجسد مرحلة مهمة من مراحل تأسيس الدولة وتطورها. يُعدّ العريش شاهدًا على اهتمام الملك المؤسس بالزراعة والري، حيث أمر بعمارة ساقي فرزان من منبعه (عيون فرزان) وحتى مصبه في مركز السلمية، وأمر بتأهيل المواقع القابلة للزراعة وغرس النخيل في المركز. كما يُعتبر العريش نموذجًا للعمارة التقليدية في المملكة، ويعكس أسلوب الحياة البسيط والمتناغم مع البيئة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا حول عريش الملك عبد العزيز ، حيث تناولنا في هذا المقال تاريخه العريق وأهمية هذا المعلم التاريخي الذي يحمل في طياته العديد من الذكريات عن مرحلة تأسيس المملكة. كما استعرضنا مكوناته المعمارية الفريدة، وأهمية الموقع الجغرافي الذي يميز العريش، فضلاً عن الفعاليات الثقافية المتنوعة التي تُقام فيه.
للاطلاع على مزيد من المقالات المفيدة التي تقع ضمن هذا الإطار وغيره من المواضيع الشيقة ننصحك بزيارة مدونة بيوت السعودية لتجد فيها كل ما يثير اهتمامك. على سبيل المثال يمكنك الاطلاع على مقال متحف الذهب الأسود : رحلة في تاريخ النفط السعودي.