كيف يمكن لخط طيران جديد تغيير خريطة السياحة في بلد بأكمله؟ هذا ما يسعى إليه برنامج الربط الجوي في المملكة الذي أصبح أحد المحركات الرئيسية في ربط المدن السعودية بالعالم، بالإضافة إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية. فما هي أهداف هذا البرنامج؟ وما هي إنجازاته وأحدث مساراته؟
برنامج الربط الجوي

تم إطلاق البرنامج عام 2021م، ليكون أحد برامج منظومة السياحة في المملكة، ويهدف إلى تعزيز الاتصال الجوي بين السعودية والعالم، وذلك من خلال تطوير المسارات الجوية، بالإضافة إلى ربط المدن السعودية بوجهات دولية جديدة. وقد أصبح البرنامج عنصراً محورياً في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ما هي أهداف برنامج الربط الجوي ؟
تتمحور أهداف البرنامج حول دعم نمو قطاعي الطيران والسياحة، وذلك من خلال:
- تحقيق التكامل بين الطيران والسياحة من خلال تنسيق الجهود بين الجهات المعنية
- توسيع شبكة الرحلات الدولية، وذلك من وإلى المملكة
- رفع تصنيف المملكة عالمياً، وذلك في مؤشرات الربط الجوي
- جذب شركات طيران جديدة، والعمل على تشجيعها على تشغيل مسارات مباشرة
ما هي إنجازات برنامج الربط الجوي ؟
منذ انطلاق البرنامج، حقق البرنامج العديد من الإنجازات الملموسة التي ساهمت في تسريع وتيرة النمو السياحي، من أبرزها:
- إطلاق أكثر من 60 مسار جوي جديد مباشر إلى وجهات عالمية
- الوصول إلى 100 مليون زائر عام 2023، قبل الموعد المستهدف بسبع سنوات
- جذب شركات طيران عالمية مثل طيران ناس وخطوط لوت البولندية لتشغيل رحلات مباشرة
- تحقيق قفزة في تصنيف الربط الجوي الدولي، وذلك من المرتبة 27 إلى المرتبة 13 عالمياً
ولم تكن لتتحقق هذه الإنجازات لولا التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة، وذلك ضمن إطار برامج منظومة السياحة في المملكة.
كيف يعمل البرنامج ضمن برامج منظومة السياحة في السعودية ؟
يعتبر برنامج الربط الجوي جزءاً من منظومة متكاملة، حيث تضم:
- الهيئة السعودية للسياحة
- وزارة السياحة
- مجلس التنمية السياحي
- شركات المطارات المحلية والدولية
- الهيئة العامة للطيران المدني
ويضمن هذا التكامل توجيه الاستثمارات وتنسيق الجهود نحو تطوير الوجهات السياحية وربطها جوياً، وهو ما يعزز من تنافسية المملكة على الساحة العالمية.
أمثلة على المسارات الجديدة التي أطلقها البرنامج
استحدث البرنامج مجموعة من المسارات الجديدة التي أطلقها البرنامج. ومن أبرز المسارات التي تم تدشينها:
- جدة – أمستردام
- الدمام – تيرانا
- الرياض – بكين
- جدة – بودابست
- جدة – الدار البيضاء
وقد ساهمت هذه المسارات الجديدة في تنشيط الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
لماذا يعد الربط الجوي عنصراً حاسماً في السياحة؟

كلما زادت سهولة الوصول إلى الوجهات، زادت فرص الجذب السياحي. لذلك تتقاطع أهداف برنامج الربط الجوي بشكل مباشر مع طموحات المملكة في:
- رفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي
- استقطاب 150 مليون سائحة في حلول 2030
- توفير أكثر من 1.6 مليون فرصة عمل للسعوديين
التحديات والفرص المستقبلية
رغم نجاحات البرنامج، إلا أنه لا يخلو من بعض التحديات، مثل:
- تحقيق التوازن بين العرض والطلب
- الحاجة لتوسيع الطاقة الاستيعابية للمطارات
- مواكبة التطورات التقنية في قطاع الطيران
وتسير المملكة بخطى واثقة نحو تحقيق مكانة عالمية ضمن قطاع السياحة، حيث أن الربط الجوي لا يعد خطوط للطيران فقط، بل جسر يربط بين الثقافات، ووسيلة لفتح الآفاق الاقتصادية والسياحية الجديدة.
في نهاية مقالنا، نرى أن برنامج الربط الجوي يعد أحد أعمدة التحول السياحي والاقتصادي في المملكة، والذي يساهم في تعزيز مكانة المملكة عالمياً وربطها بالأسواق السياحية الواعدة. ومن خلال تحقيق أهداف البرنامج، وتوثيق التعاون بين الجهات المعنية، أصبح البرنامج من النماذج التي يحتذى بها في التكامل بين السياحة والطيران. وإن كنت من المهتمين بعالم الطيران يمكنك الاطلاع على القمة العربية للطيران من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.