تخيّل بطولة عالمية يتنافس فيها أصغر العقول وأكثرها ذكاءً في البرمجة، حيث تُقاس القدرات بالمنطق والإبداع لا بالعمر. هذا هو أولمبياد المعلوماتية الأوروبي، ساحة تجمع الطلاب الناشئين من مختلف الدول لاختبار مهاراتهم في علوم الحاسب والبرمجة التنافسية وفق أعلى المعايير الدولية.
منذ انطلاقه عام 2017، أصبح الأولمبياد بوابة لاكتشاف المواهب التقنية وصناعة جيل رقمي مبدع. لكن ما الذي يمنحه هذه المكانة الفريدة بين المسابقات العالمية؟ وكيف كان ظهور السعودية في أول مشاركة لها على هذا المسرح الدولي؟
حول أولمبياد المعلوماتية الأوروبي

انطلقت أولى نسخ أولمبياد المعلوماتية عام 2017 في بلغاريا، لتكون بمثابة بوابة عالمية تفتح الطريق أمام الطلاب دون سن الخامسة عشرة لاستعراض قدراتهم في علوم الحاسب والبرمجة التنافسية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت المسابقة حدثًا سنويًا ينتظره المهتمون بالتقنية، حيث شهدت مشاركة متزايدة وصلت في نسخها الأخيرة إلى عشرات الدول وأكثر من 90 طالبًا في كل دورة، ما يعكس مكانتها كمنصة عالمية لصناعة المواهب الرقمية في سن مبكرة.
وتتمثل أهداف الأولمبياد في تشجيع الناشئين على تنمية مهارات التفكير المنطقي وحل المشكلات المعقدة، إلى جانب تعزيز الابتكار في مجالات البرمجة والتقنية. هذا التوجه لا يقتصر على التتويج بالميداليات فحسب، بل يتجاوز ذلك نحو إعداد جيل قادر على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي، وهو الاقتصاد الذي تشير الإحصاءات إلى أنه سيسهم بأكثر من 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030. وبذلك، يتحول الأولمبياد من مجرد مسابقة إلى رحلة ملهمة لاكتشاف العقول الشابة التي ستقود المستقبل.
تعرف أيضا علة مقالتنا حول دورة الألعاب الأولمبية الإلكترونية
السعودية تشارك في أولمبياد المعلوماتية الأوروبي للناشئين
في عام 2025، خطت السعودية أولى خطواتها نحو العالمية بالمشاركة في أولمبياد المعلوماتية الأوروبي للناشئين، الذي أقيم في مدينة شومن البلغارية. جاءت هذه المشاركة لتؤكد التزام المملكة بتمكين الكفاءات الشابة، وصناعة جيل رقمي قادر على المنافسة في المحافل الدولية. وقد مثّل المنتخب السعودي أربعة طلاب من المرحلة المتوسطة والثانوية، نجح اثنان منهم في تحقيق إنجازات مشرفة في أول ظهور للمملكة.
- فارس ياسر الردادي – إدارة تعليم المدينة المنورة: فاز بالميدالية البرونزية
- أحمد عبدالرحمن الحسين – إدارة تعليم الرياض: حصل على شهادة تقدير
- إياد عماد الخليفة – إدارة تعليم الرياض
- هاشم إبراهيم بسيوني – الهيئة الملكية بينبع
ويعود الفضل في هذا الإنجاز إلى برنامج موهبة للأولمبيادات الدولية، الذي تنظمه مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع بالشراكة الإستراتيجية مع وزارة التعليم، حيث يهدف البرنامج إلى صقل مواهب الطلاب وتزويدهم بالمهارات المستقبلية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
موعد و مكان انعقاد مسابقة أولمبياد المعلوماتية الأوروبي
- عُقدت النسخة التاسعة من المسابقة خلال الفترة من 29 أغسطس إلى 4 سبتمبر 2025، في إطار الطبيعة السنوية للأولمبياد التي تمنح الفرق وقتًا كافيًا للتحضير والتركيز على المنافسة.
- استضافت مدينة شومن في بلغاريا هذه النسخة، عودة رمزية إلى الدولة التي شهدت انطلاق أول دورة عام 2017، ما يعكس استمرار التزام المسابقة برعاية المواهب الشابة عالميًا.
أهمية الإنجاز السعودي ورؤية 2030
تمثل مشاركة السعودية في أولمبياد المعلوماتية الأوروبي للناشئين خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حيث تركز الرؤية على تطوير الإنسان السعودي وتمكينه من مهارات المستقبل في مختلف المجالات التقنية والمعرفية. يعكس هذا الإنجاز الاستثمارات الكبيرة التي تبذلها المملكة في رأس المال البشري وصقل مواهب الشباب منذ مراحلهم المبكرة، ليكونوا قادرين على المنافسة عالميًا.
- تمكين الطلاب من اكتساب مهارات البرمجة والابتكار منذ سن مبكرة
- تحفيز الموهوبين على حل المشكلات بطريقة مبتكرة ومستقبلية
- إعداد جيل قادر على الإسهام بفعالية في بناء اقتصاد وطني قائم على الإبداع والتقنية
- تسجيل حضور مشرف في المحافل الدولية يعكس مستوى التميز والقدرة التنافسية للشباب السعودي
الأسئلة الشائعة

ما هو أولمبياد المعلوماتية الأوروبي للناشئين؟
مسابقة برمجة دولية للطلاب دون سن 15 عامًا
مكان و موعد مسابقة أولمبياد المعلوماتية الأوروبي
29 أغسطس – 4 سبتمبر 2025 في شومن، بلغاريا
ما الإنجاز الذي حققه الطلاب السعوديون؟
ميدالية برونزية وشهادة تقدير لأول مشاركة
ختاما، تألق الطلاب السعوديون في أولمبياد المعلوماتية الأوروبي للناشئين 2025 يعكس نجاح برامج تمكين الشباب ورؤية 2030، ويؤكد قدرة المملكة على إعداد جيل منافس عالميًا في التقنية والابتكار. لمتابعة المزيد من الإنجازات السعودية والإطلاع على أحدث الأخبار، زوروا مدونة بيوت السعودية.