إذا كنت سائحًا تبحث عن ملاذ طبيعي، أو مستثمرًا يطمح لفرصة محلية واعدة، فإن الأكواخ في عسير خيار يستحق اهتمامك. في أعالي جبال عسير، الهواء نقي طوال الصيف، والضباب يلامس الأفق. تجربة فريدة، قد ترغب في تكرارها كل عام.
في هذا المقال، نأخذك في جولة بين أكواخ عسير. تكتشف فيها لماذا يزداد الإقبال عليها، وما الذي يميزها، وأين تجدها، ولماذا يراها البعض تجربة سياحية فريدة، بينما يراها آخرون فرصة استثمارية واعدة.
الأكواخ في عسير .. نمط سياحي فريد بطابع محلي
في قلب الجبال وبين الغابات والضباب، تنبت الأكواخ الخشبية والطينية كجزء من المشهد الطبيعي، متماهية مع الأرض والبيئة من حولها. تمثل الأكواخ وحدات سكنية صممت لتنسجم مع طابع عسير الجبلي، وتقدم تجربة إقامة مختلفة كليًا عن ما اعتاده الزائر في الفنادق التقليدية.

ما الذي يميز الأكواخ عن الفنادق؟
غالبًا ما تكون الفنادق جزءًا من منظومة حضرية تقدم كل شيء بشكل نمطي، بينما الأكواخ تمنح الزائر تجربة خاصة. لا ضوضاء، لا ازدحام، ولا خدمات موحدة. بل خصوصية، وحرية، واتصال مباشر مع الطبيعة. الأكواخ تتيح للضيف أن يستيقظ على صوت العصافير، ويتناول قهوته الصباحية أمام مشهد الجبال الملبدة بالغيوم، ويقضي أمسيته تحت النجوم بعيدًا عن الأضواء الاصطناعية.
كيف أصبحت الأكواخ خيارًا مثاليًا لسياح المنطقة؟
مع صعود السياحة الداخلية وتوجه الناس نحو استكشاف مناطق بلادهم بأنماط جديدة، بدأت الأكواخ تفرض نفسها كبديل مرغوب. خصوصًا أن الطبيعة في عسير تقدم مزيجًا نادرًا من الطقس اللطيف صيفًا، والمساحات الخضراء، والهدوء الذي يبحث عنه كثيرون بعد ازدحام المدن وضغوط العمل.
لماذا يتم اختيار أكواخ عسير تحديدًا؟
خلال السنوات القليلة الماضية، تضاعف عدد الأكواخ في عسير ، وبدأت تظهر على منصات الحجز العالمية والمحلية. يتزايد الطلب عليها، خصوصًا في المواسم مثل صيف السعودية، وفعاليات مثل مهرجان السودة. بعض الأكواخ يتم حجزها قبل أشهر، وهو ما يعكس حجم الإقبال والرغبة في خوض تجربة مختلفة.
أماكن الأكواخ في عسير .. أين تجدها؟
ليست الأكواخ حكرًا على مكان واحد في عسير، بل تنتشر في مواقع عدة، لكل منها نكهته الخاصة وطابعه الفريد.
السودة
تُعد منطقة السودة من أشهر وجهات الإقامة الجبلية في المملكة. حيث تقع على ارتفاع يفوق 3,000 متر عن سطح البحر، ما يجعلها الأبرد طقسًا على مدار العام. الأكواخ في السودة غالبًا ما تكون محاطة بأشجار العرعر، وتتميز بإطلالات مباشرة على المنحدرات والوديان. الأمر الذي يجعلها مثالية لمحبي الاسترخاء وسط الطبيعة أو التصوير أو حتى العمل عن بعد في أجواء هادئة ومنعزلة.
النماص
مدينة النماص تحمل مزيجًا فريدًا من الجمال الطبيعي والتاريخ العمراني، وتُعرف بين الزوار بـ”عروس الجنوب”. تقع في منطقة مرتفعة وتحيط بها الجبال من كل جانب، وتتميز بجوها البارد اللطيف حتى في أشهر الصيف. الأكواخ هنا غالبًا ما تتداخل مع البيوت القديمة والأسواق الشعبية، وتتيح للزائر أن يعيش تجربة أصيلة قريبة من التراث المحلي.

رجال ألمع
تشتهر منطقة رجال ألمع بقيمتها الثقافية العالية، حيث تم تسجيل قرية رجال ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. من يزور رجال ألمع لا يعيش فقط جمال المكان، بل يدخل في قلب القصة الثقافية لعسير، من الفنون إلى الحرف وحتى الأزياء. أما الأكواخ هناك تتميز بتصاميم مستوحاة من العمارة المحلية، بأسقفها الحجرية ونوافذها الصغيرة، وتطل على مشاهد جبلية تحبس الأنفاس.
الحبلة
الحبلة هي الوجهة التي يبحث عنها محبو التشويق والمناظر غير المألوفة. تقع القرية على حافة منحدر عمودي، ويُطلق عليها أحيانًا “القرية المعلقة”. الأكواخ هناك تستفيد من الموقع الفريد لتمنح الزائر إطلالات ساحرة على السهول والوديان السحيقة، وتناسب أولئك الذين يحبون المغامرة أو التأمل في المناظر غير التقليدية. القرب من التلفريك والأنشطة الجبلية يجعل من الإقامة في الحبلة تجربة لا تُنسى.
وفي هذا النطاق يمكنك أن تكتشف: لماذا سُميت قرية الحبلة المعلقة بهذا الاسم ؟
ما هي ميزات الأكواخ في عسير ؟
تقدم أكواخ عسير تجربة تختلف تمامًا عن الإقامة التقليدية. هنا، لا توجد ممرات مزدحمة أو ضجيج الفنادق، بل هدوء الجبال، وصفاء الطبيعة، ودفء التفاصيل المحلية. الأكواخ محاطة بمناظر خلابة، ومبنية بأساليب تحترم البيئة وتُبرز جمالها. بعضها خشبي بطابع ريفي، وبعضها زجاجي بإطلالات بانورامية، وأخرى تعكس فن العمارة العسيرية.

هل تمثل الأكواخ في عسير فرصة تطوير عقاري سياحي؟
نعم، فقد أصبحت أكواخ عسير نموذجًا ناجحًا يمكن البناء عليه في مجال التطوير العقاري السياحي. لا سيما في المناطق الجبلية التي يصعب فيها تنفيذ مشاريع سكنية تقليدية واسعة النطاق. حيث أن تكاليف إنشائها عادةً ما تكون أقل من الفنادق والمنتجعات الكبرى، ومع ذلك فإن الطلب المتزايد على هذا النمط من الإقامة يجعل العائد الاستثماري عاليًا ومغريًا.
نماذج محلية ملهمة في السياحة العقارية
مثال حي على ذلك ما فعله منصور الشهري، الذي أنشأ مجموعة من الأكواخ داخل مزرعته التي تمتد على مساحة 11 ألف متر مربع. استلهم منصور الفكرة من تجارب سياحية عالمية تجمع بين الطبيعة والنزل الريفية، وحرص على أن تكون الأكواخ منسجمة مع المشهد الطبيعي، دون أن تُفسد جماله أو تضر بتوازن البيئة.
كيف يمكن للمستثمرين الاستفادة من هذه الأكواخ؟
وبالنظر إلى النجاح المتزايد لهذا النموذج، فإن الفرصة أمام المستثمرين كبيرة لإنشاء أكواخ صديقة للبيئة. تستخدم الطاقة الشمسية والخشب المحلي، وتعتمد على تصاميم تعكس هوية عسير وثقافتها.
وما يميز هذه المشاريع هو ارتباطها الوثيق بالطبيعة والبيئة المحلية، وهو ما يجعلها جزءًا من السياحة العقارية، التي تخلق تجربة متكاملة تحترم المكان وتخدم المجتمعات من حوله.
أهمية أكواخ عسير السياحية ضمن السياحة الريفية في السعودية
الأكواخ في عسير ليست فقط ملاذًا للراحة، بل جزء من رؤية أوسع تتبناها المملكة في إطار رؤية 2030. حيث أن السياحة الريفية تمثل أحد مسارات تنويع الاقتصاد، وتوسيع الخيارات السياحية.
والأكواخ تساهم في تحقيق هذا التوجه عبر جذب شرائح جديدة من الزوار، وتنشيط القرى والمجتمعات الجبلية، وإحياء الصناعات اليدوية والخدمات المحلية.
في الختام، سواء كنت تخطط لقضاء إجازة هادئة بين جبال عسير، أو تفكر في دخول عالم التطوير العقاري السياحي، فإن الأكواخ هناك تقدم لك فرصة لا تُفوّت.
اكتشف المزيد من الأفكار، والتجارب، والفرص العقارية عبر تصفح مدونة بيوت السعودية، حيث تجد كل ما تحتاجه عن العقار والسياحة في المملكة.