في ظل التطورات الحديثة التي تشهدها المملكة، يبرز مؤتمر الاستثمار الثقافي كمنصة محورية تربط بين الثقافة والاقتصاد، وتفتح أبوابًا واسعة أمام المستثمرين لاستكشاف الفرص الجديدة في الصناعات الإبداعية.
في هذا المقال نتناول تفاصيل المؤتمر، أهدافه، وأهمية الاستثمار الثقافي في السعودية ضمن رؤية 2030.
ما المقصود بالاستثمار الثقافي؟
الاستثمار الثقافي يعني توجيه رأس المال إلى المشاريع والأنشطة التي ترتبط بالثقافة والفنون والإبداع. فهو لا يقتصر على بناء المتاحف أو رعاية الفنون، بل يشمل أيضًا دعم الصناعات الإبداعية مثل السينما، التصميم، النشر، الموسيقى، الألعاب الإلكترونية، والمعارض الفنية. ويعزز هذا النوع من الاستثمار الناتج المحلي، ويوفر فرص عمل، ويخلق بيئة تنموية شاملة.
وفي هذا النطاق، اكتشف الصندوق الثقافي السعودي ودوره في تمكين للثقافة وإطلاق للإبداع.
ما هو مؤتمر الاستثمار الثقافي؟
يُعد مؤتمر الاستثمار الثقافي الأول من نوعه في المملكة، وتنظمه وزارة الثقافة السعودية بهدف أن يكون حدثًا سنويًا عالميًا يجمع بين المستثمرين، الجهات الحكومية والخاصة، والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

تتضمن الدورة الأولى للمؤتمر أكثر من 38 جلسة بمشاركة 100 متحدث عالمي، بينهم قيادات من دور المزادات العالمية مثل “سوذبيز” و”كريستيز”، إلى جانب شخصيات بارزة من صناعة السينما والفنون. يناقش المؤتمر التحديات والمستجدات التي تواجه الاستثمار الثقافي عالميًا مع التركيز على السوق السعودية الواعدة.
من هي الفئات المستهدفة في المؤتمر؟
الفئات التي يخاطبها مؤتمر مؤتمر الاستثمار الثقافي متنوعة وتشمل:
- المستثمرون في الصناعات الثقافية والإبداعية
- الجهات الحكومية والخاصة الداعمة للقطاع
- الممارسون والمبدعون من الفنانين والكتاب والمصممين
- المؤسسات الثقافية غير الربحية والجمعيات المتخصصة
- الأكاديميون والمهتمون بالسياسات الثقافية
ما هو موعد مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025 ؟
تُعقد الدورة الأولى من المؤتمر خلال يومي 29 و30 سبتمبر 2025 في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض. يشكل هذا الموعد محطة لانطلاق حدث عالمي سنوي يرسم ملامح مستقبل الاستثمار الثقافي في المملكة.
من ينظم مؤتمر الاستثمار الثقافي؟
تنظمه وزارة الثقافة تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
تنظيم وزارة الثقافة للمؤتمر
وزارة الثقافة السعودية هي الجهة المسؤولة عن تطوير الصناعات الثقافية ضمن رؤية 2030. أنشئت لتكون رافدًا تنمويًا عبر 16 قطاعًا ثقافيًا، منها المسرح، المتاحف، الأفلام، التراث، والأدب. تسعى الوزارة إلى تمكين المبدعين، جذب الاستثمارات، وتحويل الثقافة إلى قوة اقتصادية مؤثرة.
ما أهمية مؤتمر الاستثمار الثقافي ؟
تكمن أهمية المؤتمر في كونه منصة شاملة تجمع بين الرؤية الاستراتيجية والفرص العملية. فهو يساهم في:
- تعزيز دور الثقافة كرافد اقتصادي
- دعم التنوع الاقتصادي ضمن رؤية السعودية 2030
- فتح قنوات للتعاون بين المستثمرين المحليين والدوليين
- تحفيز رواد الأعمال في المجالات الإبداعية
نظرة إلى الاستثمار في القطاع الثقافي
القطاع الثقافي السعودي يشهد نموًا متسارعًا يفتح آفاقًا واسعة أمام المستثمرين، حيث تتنوع الفرص بين السينما والإنتاج الفني المدعوم بحوافز الإنتاج وحلول التأمين الثقافي، والمعارض الفنية التي تزداد أهميتها مع دخول أسماء عالمية إلى السوق المحلية.

ما هي فرص الاستثمار في الصناعات الإبداعية ؟
كما يشكل قطاع التصميم والأزياء مجالًا واعدًا بفضل برامج التمكين وإطلاق علامات تجارية محلية، في حين يبرز الأدب والنشر بعد ارتفاع عدد التراخيص الثقافية إلى أكثر من 9 آلاف ترخيص لممارسين محترفين. إلى جانب ذلك، تزدهر السياحة الثقافية من خلال المهرجانات والمراكز المتنوعة التي تجذب الزوار من داخل المملكة وخارجها.
اكتشف المزيد عن قطاع التصميم والأزياء في مقالنا حول هيئة الأزياء ودور الأزياء في السعودية.
ويعزز هذه الفرص التوسع الكبير في الجمعيات والأندية الثقافية، التي ارتفع عددها من 28 جمعية فقط عام 2017 إلى أكثر من 993 جمعية في عام 2024، ما يعكس دور القطاع غير الربحي في دعم الاستثمار الثقافي وترسيخ مكانته كرافد اقتصادي مستدام.
إلى هنا نختم بخلاصة أن مؤتمر الاستثمار الثقافي يشكل نقطة تحول في المشهد الاقتصادي السعودي، حيث يدمج بين الثقافة والتنمية المستدامة. ومن خلاله تُفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين لدخول سوق واعد يتسم بالإبداع والتجدد.
للاطلاع على المزيد من المقالات المتخصصة حول الاقتصاد الثقافي والعقاري في المملكة، ندعوك إلى تصفح مدونة بيوت السعودية.