في الوقت الذي يعتقد فيه البعض أن العمل عن بُعد قلل من الحاجة إلى المكاتب، يشهد سوق العقارات المكتبية في السعودية ازدهارًا غير مسبوق، مدفوعًا بإصلاحات اقتصادية طموحة ورؤية وطنية واضحة المعالم. ومع تسارع برامج رؤية المملكة 2030، ارتفع الطلب على المكاتب من الدرجة الأولى بشكل ملحوظ، لتتحول مدن مثل الرياض وجدة إلى وجهات إقليمية رئيسية للشركات والمستثمرين.
لكن ما الذي يجعل العقارات المكتبية قطاعًا استثماريًا بهذا الحجم في المملكة؟ وما الرقم الذي وصل إليه حجم هذا السوق اليوم؟
نبذة عن العقارات المكتبية في السعودية
عندما نتحدث عن العقارات المكتبية فنحن لا نتحدث عن مجرد مبانٍ تضم مكاتب مغلقة وأثاثًا أنيقًا، بل عن محرك أساسي للاقتصاد الحديث. هذه العقارات تختلف عن غيرها من الأنواع العقارية، مثل السكنية أو التجارية، لأنها صُممت خصيصًا لاحتضان الشركات بمختلف أحجامها، وتوفير بيئات عملية مرنة تساعدها على النمو والتوسع.
ومن هنا، برز دورها كمساحة تُمكّن رواد الأعمال من إطلاق أفكارهم، وتمنح الشركات العالمية قاعدة آمنة للتوسع في سوق سريع التطور. فكل عقد إيجار جديد لمكتب في الرياض أو جدة، يعني بداية قصة جديدة لشركة تسعى لصناعة فارق، وكل برج مكتبي حديث يُشيَّد في الدمام أو الخبر هو إشارة واضحة على حيوية المشهد الاقتصادي. ويمكن تلخيص أبرز المدن التي تقود نشاط هذا السوق في:
- الرياض
- جدة
- الدمام والخبر
اقرأ مقالنا في المدونة حول سوق العقارات وتوقعاته
حجم سوق العقارات المكتبية في السعودية

يبلغ حجم سوق العقارات المكتبية بالسعودية نحو 7.23 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مع توقعات بنمو سنوي مركب يتجاوز 8.12% خلال السنوات المقبلة. هذا النمو اللافت لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة مباشرة للإصلاحات الاقتصادية التي خلقت بيئة أعمال أكثر جاذبية، إلى جانب عودة النشاط التجاري بعد جائحة كورونا، وما تبعها من ارتفاع الطلب على المكاتب من الدرجة الأولى خصوصًا في المدن الكبرى.
وعند مقارنته بالسوق العالمي، الذي يُقدّر حجمه بنحو 2.10 تريليون دولار في 2024، يتضح أن السوق السعودي يمثل شريحة صغيرة نسبيًا، لكنه يتميز بكونه الأسرع نموًا في المنطقة. ومع تدفق الاستثمارات الأجنبية ونقل مقرات الشركات العالمية إلى الرياض، تبدو المملكة على أعتاب مرحلة جديدة تجعلها لاعبًا أساسيًا في مشهد العقارات المكتبية العالمي.
السوق | الحجم في 2024 | أبرز العوامل المحركة للنمو |
---|---|---|
السوق السعودية | الحجم في 2024 7.23 مليار دولار | أبرز العوامل المحركة للنمو إصلاحات اقتصادية، استثمارات أجنبية، تعافي ما بعد كورونا |
السوق العالمي | الحجم في 2024 2.10 تريليون دولار | أبرز العوامل المحركة للنمو دخول شركات جديدة، توسع الأسواق الأوروبية والخليجية |
السوق التوقعات للسعودية | الحجم في 2024 نمو سنوي مركب 8.12% | أبرز العوامل المحركة للنمو الطلب على المكاتب الحديثة من الدرجة الأولى |
مع هذه الأرقام الواعدة ونمو الطلب المستمر، يصبح من الواضح أن العقارات المكتبية ليست مجرد استثمار مالي، بل تشكل عنصرًا محوريًا في دعم الاقتصاد وتهيئة بيئات عمل مبتكرة. فما الذي يجعل هذا القطاع بهذه الأهمية للشركات والمستثمرين على حد سواء؟
أهمية العقارات المكتبية في السعودية
مع تزايد الطلب على المكاتب الحديثة، تتضح أهمية العقارات المكتبية ليس فقط كمكان للعمل، بل كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي وبيئة الابتكار:
جذب الشركات العالمية والإقليمية
توفر المكاتب الحديثة بيئات عمل متطورة ومرافق متكاملة، مما يجعل المملكة وجهة مفضلة للشركات الدولية والإقليمية لإنشاء مقراتها الإقليمية. هذا الانسياب للشركات يعزز من مكانة المدن الرئيسية مثل الرياض وجدة كمراكز أعمال حيوية في المنطقة.
خلق بيئات عمل تدعم الابتكار
تصميم المساحات المكتبية بشكل مرن ومفتوح يتيح للفرق العمل بشكل تعاوني ويحفز الإبداع. هذه البيئة تساعد الشركات الناشئة ورواد الأعمال على تجربة أفكار جديدة، وتدعم ثقافة الابتكار داخل المؤسسات.
تعزيز قطاع التجزئة ومراكز التسوق
زيادة المكاتب تؤدي إلى توافد موظفين وزوار للمباني التجارية المحيطة، ما يرفع الإقبال على المطاعم والمقاهي والخدمات المتنوعة. بهذا الشكل، تصبح العقارات المكتبية محركًا مباشرًا لنشاط التجزئة والتجارة في المدن الكبرى.
التوجهات الحديثة في السوق
تشهد سوق العقارات المكتبية في السعودية عدة توجهات حديثة تعكس ديناميكية القطاع ومرونته في تلبية احتياجات الشركات والمستثمرين:
- انتقال مقرات الشركات العالمية للرياض
- زيادة الطلب على المكاتب من الدرجة الأولى
- ارتفاع نسب الإيجارات في المدن الكبرى
- تطور الطلب نحو المكاتب الذكية والمباني المستدامة
تحديات العقارات المكتبية في السعودية
على الرغم من النمو المستمر، يواجه سوق العقارات المكتبية عدة تحديات تؤثر على توازنه واستدامته:
- نقص المعروض من المكاتب عالية الجودة
- تأثير العمل عن بعد والنموذج الهجين
- ارتفاع الأسعار والإيجارات
- تفاوت الأداء بين المدن
آفاق مستقبلية

يبدو أن سوق العقارات المكتبية في السعودية يواصل نموه بقوة، مع زيادة الاستثمارات في المكاتب من الدرجة الأولى والتحول نحو المباني الذكية والمستدامة. ومع تعزيز الشفافية والتشريعات، يظل القطاع جذابًا للمستثمرين ويؤكد دوره الأساسي في دعم الاقتصاد الحديث.
اقرأ مقالنا في المدونة حول تحليل سوق العقارات في السعودية وتطلعاته المستقبلية
في الختام، يظل سوق العقارات المكتبية في السعودية محفزًا للنمو الاقتصادي وبيئة خصبة للابتكار والاستثمار. لمتابعة كل جديد عن السوق العقاري وأحدث الفرص، تابع مدونة بيوت السعودية وكن دائمًا على اطلاع بكل ما يهمك في عالم العقارات.