في الخامس والعشرين من شعبان 1445هـ، الموافق السادس من مارس 2024م، أطلقت وزارة الثقافة السعودية منصة كون الثقافية كأول تجربة وطنية تعمل بتقنية الميتافيرس، لتجعل استكشاف التاريخ والهوية الثقافية ممكنًا من أي مكان في العالم. المنصة ليست مجرد مشروع رقمي، بل مساحة للتفاعل وصناعة تجارب جديدة تربط الأجيال بالثقافة السعودية.
فكيف يمكن للتقنيات الحديثة أن تعيد صياغة طريقة تفاعلنا مع الثقافة السعودية؟ وما الذي يجعل منصة كون تجربة مختلفة على مستوى العالم؟
ما هي منصة كون الثقافية ؟

في عام 2024، أطلقت وزارة الثقافة السعودية المنصة لتكون أول فضاء رقمي وطني يعتمد على تقنيات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين. جاءت المنصة في وقت يشهد فيه العالم طفرة رقمية هائلة، لتفتح نافذة جديدة أمام المهتمين بالثقافة السعودية داخل المملكة وخارجها. فهي ليست مجرد موقع افتراضي، بل بيئة رقمية تفاعلية تسمح للزائر بالانتقال بين فعاليات ومشاهد ثقافية كما لو كان يعيشها في أرض الواقع.
تعتمد المنصة على تقنيات حديثة مثل Hyperledger Fabric 2.5 blockchain لضمان بيئة رقمية آمنة، وتقدم محتوى متنوعًا يشمل مجالات الفن، الموسيقى، التاريخ، وفنون الطهي. ومن خلال هذه التجربة، بات بإمكان ملايين المستخدمين حول العالم استكشاف الثقافة السعودية بطرق جديدة، حيث تسعى المنصة إلى بناء مجتمع رقمي يربط بين أكثر من 30 مليون مواطن سعودي ومحبي الثقافة من مختلف الدول.
أهداف منصة كون الثقافية
لم تُنشأ منصة كون لتكون مجرد تجربة افتراضية، بل لتخدم رؤية واسعة تضع الثقافة السعودية في قلب العالم الرقمي. ومن أبرز أهدافها:
رفع الوعي الثقافي لدى الشباب والجمهور
تهدف المنصة إلى تعريف الأجيال الجديدة بتاريخ وثقافة السعودية بأسلوب تفاعلي يجذب اهتمامهم، ويجعل الثقافة جزءًا من حياتهم اليومية.
تمكين المبدعين والفنانين وصنّاع الألعاب
توفر المنصة مساحة افتراضية يبتكر فيها الفنانون والمصممون تجارب جديدة، ليكونوا شركاء في إثراء المحتوى الثقافي الرقمي.
تحسين وتطوير تجربة المستفيدين
تعمل المنصة على تقديم بيئة رقمية مرنة ومتطورة، تسمح للزوار بخوض تجارب واقعية ممتدة، تجمع بين الترفيه والمعرفة في وقت واحد.
تعزيز الحضور العالمي للثقافة السعودية
من خلال الميتافيرس، تصل المنصة إلى المستخدمين داخل المملكة وخارجها، ما يضع الهوية الثقافية السعودية في دائرة الاهتمام الدولي.
خدمات منصة كون الثقافية
تسعى منصة كون إلى جعل الثقافة السعودية أقرب وأكثر تفاعلية عبر أدوات رقمية حديثة، حيث تتيح للمستخدمين داخل المملكة وخارجها خوض تجارب متنوعة تجمع بين التعلم والترفيه في عالم الميتافيرس. ومن أبرز خدماتها:
- إتاحة الوصول عبر الويب أو تطبيقات Mobile XR الحديثة
- التفاعل باستخدام الأجهزة المختلفة مثل الذكية، أجهزة سطح المكتب، و سماعات الواقع الافتراضي (VR)
- استكشاف ملامح الثقافة السعودية من تاريخ وفنون وتراث في بيئة افتراضية
- خوض جولات تفاعلية تدمج بين الواقع الحقيقي والافتراضي بشكل سلس
آلية عمل منصة كون الثقافية

تقوم منصة كون الثقافية على دمج تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) لتوفير بيئة رقمية تحاكي الواقع وتمنح المستخدمين تجربة غامرة ومتكاملة. فهي ليست مجرد عرض بصري، بل رحلة رقمية تفاعلية تتيح التعلم، الترفيه، والتواصل في مساحة واحدة. وتعمل المنصة وفق الخطوات التالية:
- إنشاء بيئة رقمية تفاعلية تجمع بين عناصر من العالم الحقيقي والافتراضي
- تقديم محتوى ثقافي متنوع يشمل التعليم، الفنون، الترفيه، السياحة، و الألعاب الإلكترونية
- استخدام تقنيات البلوك تشين والذكاء الاصطناعي لضمان تجربة آمنة ومرنة للمستخدمين
- إتاحة التفاعل المباشر بين الأفراد من مختلف الدول داخل فضاء ثقافي سعودي مشترك
مستقبل منصة كون الثقافية
تبدو منصة كون اليوم كبداية لمغامرة رقمية جديدة، تحمل معها فرصة كبيرة لنقل الثقافة السعودية إلى العالم. مع مرور الوقت وتطور التكنولوجيا، يمكن أن تتحول المنصة إلى مساحة يلتقي فيها الناس من مختلف الدول لاستكشاف تاريخ وفنون السعودية بطريقة تفاعلية وغامرة. وفي المستقبل القريب، يمكن أن نشهد:
- توسع المنصة عالميًا بحيث تستقطب جمهورًا متنوعًا من كل أنحاء العالم
- تعزيز الهوية الثقافية السعودية عبر عرض التاريخ والفنون والتراث بأسلوب حديث وجذاب
- تحولها إلى وجهة مميزة للتجارب الثقافية الرقمية، تجعلها نموذجًا يُحتذى به في دمج الثقافة بالتقنية
في الختام، مع منصة كون الثقافية أصبح استكشاف الثقافة السعودية تجربة حية ومتجددة. ندعوكم للانطلاق في هذه الرحلة الرقمية والانغماس في تاريخ وفنون المملكة. لا تنسوا متابعة مدونة بيوت السعودية للحصول على أحدث المستجدات والقصص حول كل ما يقدمه عالم الثقافة السعودية.