ما هو السر الكامن وراء آلاف المنشآت الحجرية في السعودية ؟ تعد هذه المنشآت شواهد حية تروي قصص الإنسان الأول في الجزيرة العربية. وتتنوع تلك المنشآت بين الدوائر والمقابر الحجرية، المستطيلات والمصائد الحجرية، وغيرها من الأشكال التي تكشف إبداع الإنسان القديم. نتعرف هنا على أهمية تلك المنشآت ومواقعها في المملكة.
ما هي المنشآت الحجرية؟
تم تعريف المنشآت الحجرية بناءً على نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني بأنها الآثار المتصلة بالأرض، مثل الصخور التي حفر أو رسم عليها صوراً أو نقوشاً كتابية، الكهوف الطبيعية، أو الكهوف المحفورة التي استخدمها الإنسان، الدوائر الحجرية، المنشأت الظاهرة أو المطمورة تحت الأرض، الرجوم، أطلال المدن والقرى، المدن والقرى والأحياء التقليدية، المنشآت المائية، طرق التجارة والحج القديمة، الأبنية المنشأة لغايات مختلفة وأطلالها، وما يتصل بها من عناصر معمارية.
المنشآت الحجرية في السعودية

يمكن تعريف المنشآت الحجرية بأنها المعالم الأثرية التي قامت بتشييدها حضارات قديمة قد تعاقبت على أرض السعودية عبر العصور. وتأتي هذه المنشآت بأنواعها بأنها مؤشرات هامة للعمق التاريخي في المملكة، وتعبر عن مدى التطور الحضاري للأمم التي تعاقبت في المنطقة.
وتعد هذه المنشآت شواهد معمارية لمبان ذات أشكال ووظائف وفترات زمنية متعددة. وقد تم رصد أغلب هذه المنشآت من خلال صور الأقمار الصناعية. وتنتشر المنشآت الحجرية في المملكة خاصة بالقرب من المراكز الواحات الحضارية القديمة، وفي الحرات البركانية. وتتشكل المنشآت الحجرية ضمن مجموعات تمتد لعشرات الكيلومترات.
تاريخ المنشآت الحجرية في المملكة
انتشرت المنشآت الحجرية بشكل واسع في السعودية، وقد كان ظهورها الأول خلال الألف الثالث قبل الميلاد. وتعد هذه المنشآت ثابتة، وقد ارتبطت بمجموعات سكنية متداخلة حضارياً وشبه مستقرة. وتعود جذور هذه المنشآت لعصور وحضارات ما قبل الميلاد، إذ أن أقمها المنشآت التي تعود للعصر الكالكوليثي، واختفت بعد منتصف العصر البرونزي الوسيط الأول. وربما تم استخدام بعضها كمساكن، وأخرى كمدافن.
أهمية المنشآت الحجرية في السعودية
تعد المنشآت الحجرية شواهد حضارية وتوثيقاً للتاريخ البشري، حيث تتيح لعلماء التاريخ والآثار فهم مراحل الاستيطان، نقل طرق التجارة، استخدام الأرض، وانتقال الثقافات عبر العصور. كما تساعد على دراسة تطور التقنيات والأدوات البشرية، والتي تبين كيف تطورت مهارات الإنسان في العمل على حجر والصناعات المرتبطة به.
وتعطي المنشآت الحجرية قيمة رمزية وتراثية كجزء من الهوية الثقافية والوطنية، حيث أن حماية تلك المواقع تعزز من الانتماء، السياحة الثقافية، والتعليم. وتساهم المنشآت الحجرية في البحث العلمي العالمي من خلال حوارات علمية عالمية حول التطور البشري، فترة ما قبل التاريخ، والتفاعل البشري مع بيئات متنوعة.
أنواع المنشآت الحجرية في السعودية
تصل أنواع المنشآت الحجرية وتصنيفاتها إلى 10 أنواع، وذلك بغض النظر عن وظائفها واستعمالاتها. ومن أبرز تلك الأنواع:
- الدوائر الحجرية: وهي مباني أو أسوار شبه دائرية، بعضها بسيط والبعض الآخر معقد. بالإضافة إلى تفاصيل داخلية تشير إلى استعمالات سكنية أو اجتماعية أو طقوسية
- المدافن الحجرية: وهي مقابر تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، وتتنوع حيث منها البرجية، التلال، والرجومية
- المصائد الحجرية: وهي منشآت تتكون من جدران منخفضة تتلاقى مع بعضها لتشكيل رؤوس. وتستخدم هذه المصائد في صيد الحيوانات وتوجيهها نحو مواقع محصورة
- المستطيلات الحجرية أو البوابات: وهي مستطيلات ضخمة ذات أبعاد كبيرة، يصل طول بعضها إلى مئات الأمتار. ويتم استخدامها لأغراض دينية، أو رمزية، أو احتفالية
- الأعمدة المنصوبة، المذيلات الحجرية، والمثلثات: وهي أشكال هندسية تعد غامضة أحياناً، وتضم دلالات أو رموز محتملة ترتبط بالطقوس، الإشارات المكانية، أو المقابر
- الجدران الأثرية الممتدة: وهي جدران أو أسوار تمتد لمسافات على الأراضي المسطحة أو المرتفعات. وما تزال وظيفة هذه الجدران تثير الجدل بين العلماء، فقد تكون حدود أراضي، أو دفاعات، أو أسوار
أهم مواقع المنشآت الحجرية في السعودية

يوجد العديد من مواقع المنشآت الحجرية التي تم عمل دراسات عليها في المملكة، ومن الأمثلة على تلك المواقع:
صحراء النفود والمستطيلات الحجرية
تم العثور على نوع المستطيلات الحجرية في مشارف صحراء النفود، والتي تعد من أقدم المنشآت. وتؤرخ هذه المنشآت بين 5400 و 4200 سنة قبل الميلاد. وتقع المنشآت الحجرية في صحراء النفود على قمم التلال بارتفاعات مرتفعة، وهو ما يعطي نظرة واسعة على المحيط. بالإضافة إلى قربها من مصادر المياه والمواد الخام، وقد ساهمت هذه العناصر في اختيار موقعها.
منطقة حمة الثقافية في نجران
تم تسجيل هذه المنطقة في اليونسكو لاحتوائها على نقوش، ورش تصنيع الأدوات الحجرية، مقابر ركامية، وآبار مياه قديمة.
جبل الظليات في الجوف
تم العثور على مصائد حجرية ضخمة جداً تعتبر من أقدم المصائد في السعودية. ويعود تاريخ هذه المصائد إلى حوالي 8000 – 9000 سنة قبل الحاضر.
تبوك – موقع كلوة
تم العثور على اكتشافات أثرية في كلوة ضمن منطقة تبوك، والتي تضم نقوش، مباني بسيطة، وأدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري الحديث وما قبل التاريخ.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
يتساءل الكثيرون عن المنشآت الحجرية في السعودية وأهميتها في وقتنا الحاضر. ومن أبرز تلك الأسئلة:
أين توجد أهم مواقع المنشآت الحجرية في السعودية؟
تنتشر هذه المنشآت بشكل رئيسي في مناطق الجوف، نجران، العلا، وحائل. بالإضافة إلى وجودها في الهضاب الصحراوية الواقعة شمال وغرب المملكة.
هل يمكن زيارة مواقع المنشآت الحجرية في السعودية؟
نعم، بعضها متاحاً للزيارة مثل مواقع العلا، والتي تعد من أبرز الوجهات الأثرية والسياحية.
تشكل المنشآت الحجرية في السعودية سجلاً لقراءة تاريخ الإنسان على أرض الجزيرة العربية، فهي تعكس أنماط الحياة وأساليب البقاء والطقوس منذ آلاف السنين. وتبرز أهمية هذه المنشآت كجسر يربط الماضي بالحاضر ويثري الهوية الوطنية.
وإن كنت من المهتمين بتاريخ المنشآت الحجرية، يمكنك الاطلاع على البيوت الحجرية في المملكة من خلال زيارة مدونة بيوت السعودية التي تقدم لك كل جديد.