ما الذي يجعل برنامج جدة التاريخية محط أنظار العالم اليوم؟ كيف تسهم أهداف البرنامج في تحويل قلب جدة القديم إلى مركز يجذب رواد الأعمال وعشاق التراث؟ ما هي المشاريع والمبادرات التي أطلقها البرنامج لإحياء المباني والأسواق التاريخية، وإعادة رسم ملامح الواجهة البحرية؟ وما هي الفعاليات والمهرجانات التي تقام فيها؟ كل ذلك وأكثر سنتطرق للحديث حولها خلال هذا المقال.
أطلق هذا البرنامج بموجب أمر ملكي صدر عام 2018 من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-. تم إطلاق برنامج جدة تحت إشراف صندوق التنمية السياحي بالتعاون مع عدة جهات حكومية، وعلى رأسها وزارة الثقافة وهيئة تطوير جدة، ليكون مشروعًا وطنيًا يعنى بإدارة وتطوير منطقة جدة التاريخية، مع الحفاظ على تراثها المادي وغير المادي. وفي 2021 تم إطلاق مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية على يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والذي يهدف لإحداث نقلة نوعية في مدينة جدة التاريخية.

ما هي أهم مشاريع ومبادرات برنامج جدة التاريخية ؟
في الإجابة على سؤال ما هو برنامج تطوير جدة التاريخية؟ فإنه يعرف على أنه مبادرة لإحياء المنطقة القديمة المصنفة ضمن قائمة مواقع التراث العالمي في منظمة اليونسكو، ويهدف إلى إبراز معالمها التراثية وتعزيز دورها كمركز اقتصادي حيوي، وتأتي أهمية المشروع من موقع جدة التاريخية الاستراتيجي كمركز تجاري بارز على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، مما يجعلها نقطة التقاء بين التاريخ والفرص المستقبلية.
وقد شهدت جدة التاريخية إطلاق العديد من المشاريع والمبادرات النوعية ضمن خطة شاملة لإعادة إحياء المنطقة، ومن أبرز هذه المشاريع ما يلي:
ترميم المباني التاريخية
تعتبر مبادرة ترميم المباني التاريخية إحدى المبادرات الأساسية ضمن برنامج جدة التاريخية ، وتهدف إلى إعادة إحياء المباني التراثية عبر ترميمها وتوظيفها لاستخدامات معاصرة، وتشمل المجالات التجارية، الضيافة، الثقافية، والسكنية. حتى الآن، تم دراسة وترميم 638 مبنى، مع إعادة تأهيل 255 منها، مما يعكس التزام البرنامج بالحفاظ على التراث العمراني وتعزيز دوره في التنمية الاقتصادية والثقافية.
تطوير الواجهة البحرية
يهدف البرنامج إلى إعادة ربط المدينة بالبحر من خلال استعادة ميناء البنط التاريخي، الذي كان بوابة رئيسية للحجاج والمعتمرين عبر العصور، يشمل المشروع إعادة تشكيل بحيرة الأربعين، تحسين جودة مياهها، إنشاء مرسى لليخوت، وممشى بحري بطول 4.4 كيلومترات، بالإضافة إلى مساحات خضراء وجسور للمشاة، مما يعزز من جاذبية المنطقة كمركز ثقافي وسياحي.
ميدان الثقافة والمجسمات الفنية
ميدان الثقافة هو أحد المشاريع البارزة ضمن برنامج جدة التاريخية ، ويهدف إلى تحويل المنطقة إلى مركز ثقافي عالمي يجمع بين التراث العريق والحداثة، يقع الميدان على ضفاف بحيرة الأربعين، ويضم مركزًا للفنون المسرحية والسينما بسعة 868 مقعدًا، بالإضافة إلى متحف تيم لاب بلا حدود للفنون الرقمية، الذي يضم أكثر من 80 عملًا فنيًا تفاعليًا.
مشروع الأسواق والفنادق والمطاعم التاريخية
بالنسبة لهذا البرنامج، فهو يهدف إلى إعادة إحياء النسيج التجاري والاجتماعي للمنطقة. يشمل المشروع ترميم الأسواق الشعبية مثل سوق العلوي وسوق البدو، وتحويل البيوت التراثية إلى فنادق مميزة، مثل بيت جوخدار وبيت الريس وبيت كدوان، التي تم تأهيلها لتقديم تجربة ضيافة تجمع بين الأصالة والراحة الحديثة. كما يضم المشروع مطاعم تقدم المأكولات السعودية التقليدية، مما يعزز من جاذبية المنطقة كوجهة ثقافية وسياحية.
ما هي أهداف برنامج جدة التاريخية ؟
يهدف برنامج جدة إلى تحقيق تنمية مستدامة من خلال إنشاء بيئة حضرية متكاملة تجمع بين الواجهات البحرية والمساحات الخضراء، مع الحفاظ على المعالم التراثية وإبراز أهميتها التاريخية والثقافية. ويركز البرنامج على تحويل إرث المنطقة الغني وتنوعها الثقافي إلى مصادر اقتصادية حيوية، مع تطوير جودة الحياة لتكون المنطقة مركزًا نابضًا بالأعمال، وبيئة داعمة للمشاريع الثقافية والإبداعية.
كما يعمل البرنامج على فتح آفاق استثمارية جديدة ترتبط بالهوية التاريخية لجدة، مستهدفًا جذب رواد الأعمال عبر تقديم تسهيلات لوجستية وفرص مبتكرة، ضمن رؤية لتحويل البلد إلى وجهة عالمية تجمع بين الماضي العريق والمستقبل المزدهر.
ماذا يوجد في جدة التاريخية؟
تضم جدة التاريخية ما يزيد على 600 مبنى تاريخي، بينها منازل أثرية ومساجد عريقة مثل مسجد الشافعي ومسجد عثمان بن عفان، وأسواق تقليدية مثل سوق الندى وسوق الذهب، كما تحتوي على 5 أسواق تاريخية، 36 مسجدًا تاريخيًا، و16 رباطًا خيريًا، إلى جانب متاحف، معارض، ومواقع أثرية مثل مقبرة أمنا حواء.
وتتميز المنطقة بأزقتها الضيقة وعمارتها المميزة التي تعكس مزيجًا من التأثيرات الثقافية المختلفة، بالإضافة إلى الحدائق والمساحات العامة التي أعيد تأهيلها لتوفير بيئة جاذبة للزوار والسكان على حد سواء، وكان لا بد من إطلاق برنامج جدة التاريخية للحفاظ على هذا المكان.
متى يبدأ مهرجان جدة التاريخية؟
يقام مهرجان جدة عادة في بداية العام الميلادي، وتحديدًا في شهر يناير، حيث تنطلق فعالياته على مدى عدة أيام في منطقة جدة التاريخية، يضم المهرجان مجموعة واسعة من الفعاليات الثقافية والفنية، مثل المحاضرات، المتاحف، المسرحيات، المعارض، وورش الصناعات التقليدية، بالإضافة إلى عروض التسوق والخصومات.

ما هو أفضل وقت لزيارة جدة التاريخية؟
تتفاوت الأوقات المثالية لزيارة جدة التاريخية حسب تفضيلات الزوار والأنشطة المنشودة، يعد فصل الشتاء، تحديدًا من شهر نوفمبر إلى مارس، هو الأنسب للأنشطة الخارجية بفضل درجات الحرارة المعتدلة التي تتراوح بين 20 و25 درجة مئوية، مما يوفر أجواءً مريحة لاستكشاف المنطقة سيرًا على الأقدام والاستمتاع بالفعاليات الثقافية والأسواق المفتوحة.
كما يعد شهرا أبريل ومايو موسمًا للفعاليات الثقافية، حيث تقام العديد من الاحتفالات والمهرجانات. أما خلال فصل الصيف من يونيو إلى أغسطس، فرغم ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الزوار قد يستفيدون من العروض الاقتصادية على الفنادق والخدمات السياحية.
وفي الختام تم التعرف على أهم التفاصيل المتعلقة في برنامج جدة التاريخية ، وهو برنامج يهدف بشكل أساسي إلى استحضار ماضي جدة العريق وإحياء حياة أهلها عبر العصور، كما تم التعرف على المشاريع التابعة لهذا البرنامج والتي منها ترميم المباني التاريخية، تطوير الواجهة البحرية، ميدان الثقافة والمجسمات الفنية، ومشروع الأسواق والفنادق والمطاعم التاريخية، كما تم التعرف على المزيد من التفاصيل الأخرى من ناحية أهدافه، ماذا يوجد في جدة التاريخية، مهرجانها وأفضل وقت لزيارتها.
إذا أردت التعرف على المزيد من المعلومات يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.