هل تعلم أن تكلفة قطع مسافة 100 كيلومتر بسيارة تقليدية قد تكلفك ثلاثة أضعاف ما قد تدفعه عند استخدام السيارات الكهربائية في السعودية التي تعتمد على الطاقة النظيفة؟ المملكة اليوم لا تكتفي بمشاهدة العالم يتغير، بل قررت أن تكون هي المحرك لهذا التغيير، مستبدلة ضجيج المحركات بهدوء البطاريات، وانبعاثات الكربون بهواء نقي.
ولكن، وسط هذا الزخم الهائل والأرقام المبهرة، يتبادر إلى ذهن المواطن والمستثمر سؤال ملح: هل حان الوقت فعلاً للتخلي عن محركات الوقود، وهل نحن مستعدون تماماً لهذه النقلة؟
صناعة السيارات الكهربائية في السعودية
عندما نتحدث عن هذا التحول، فنحن لا نتحدث عن مجرد استيراد مركبات جاهزة، بل عن توطين تقنية كاملة. لقد انتقلت المملكة من مقعد المستهلك إلى مقعد المصنّع، حيث تشهد صناعة السيارات الكهربائية حراكاً غير مسبوق يهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.
القصة هنا تكمن في الطموح؛ فالمملكة تهيئ بيئة مثالية للابتكار، مستهدفة أن تكون 30% من المركبات في العاصمة الرياض كهربائية بحلول عام 2030. هذا التوجه مدعوم بتقارير الوكالة الدولية للطاقة التي تؤكد انخفاض تكاليف التشغيل والصيانة بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالسيارات التقليدية، مما يجعل من الصناعة المحلية خياراً استراتيجياً ليس فقط للبيئة، بل للاقتصاد الوطني وجيب المستهلك على حد سواء.
أبرز نماذج السيارات الكهربائية في السعودية

لتحويل الرؤية إلى واقع، كان لابد من وجود أسماء رائدة تقود الدفة. وهنا يبرز اسم “سير” ، التي تعد أول علامة تجارية محلية بالكامل، وتستعد لطرح أول طرازيها في الأسواق بنهاية عام 2025 بالشراكة مع عمالقة التقنية مثل فوكسكون وبي إم دبليو.
ولكن المشهد لا يقتصر على سير فحسب، بل يتسع ليشمل شراكات عالمية كبرى، ومن أبرز ملامح هذا المشهد مصنع لوسيد (Lucid) الذي اختار مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مقراً له، بطاقة إنتاجية مستهدفة تصل تدريجياً إلى 155,000 سيارة سنوياً، لينافس بذلك أفخم الطرازات العالمية.
كما أن السوق السعودي اليوم يعج بخيارات من علامات عالمية مرموقة مثل تسلا، مرسيدس، وكيا، مما يتيح للمستهلك البحث عن شركة السيارات الكهربائية في السعودية التي تناسب احتياجاته وميزانيته.
لقد تم تصميم مساحات المهرجان بدقة متناهية لتكون امتداداً لذاكرة الزوار، فبينما تتجول في أروقته، تشعر بأن الأصالة تلتقي بالابتكار في توازن ساحر، وسط حضور لافت تجاوز التوقعات منذ اللحظات الأولى، ليكون المهرجان وجهة عائلية شاملة تعيد تعريف مفهوم السياحة الغذائية في المنطقة.
فرص الاستثمار في السيارات الكهربائية في السعودية والتدريب
الأرقام تتحدث لغة واعدة؛ حيث تشير التوقعات إلى أن إيرادات هذا السوق ستقفز من 2.3 مليار دولار في 2024 لتتجاوز 15.8 مليار دولار بحلول 2030. هذا النمو الهائل يعني أن الاستثمار في السيارات الكهربائية لا يقتصر على رؤوس الأموال والشركات، بل يمتد ليشمل الاستثمار الأغلى وهو العنصر البشري، وهنا يأتي دور الأكاديمية الوطنية للسيارات والمركبات (ناڤا) التي تلعب دور البطولة في تأهيل جيل جديد من الشباب السعودي لقيادة هذا القطاع عبر تقديم:
- دبلومات متخصصة في تقنية صناعة وصيانة السيارات الكهربائية معترف بها دولياً تضمن الجودة والكفاءة
- الأمان الوظيفي بتوفير عقود عمل مشروطة للطلاب (مبتدئ بالتوظيف) برواتب تبدأ من 8,000 ريال شهرياً
- بيئة محفزة تشمل مكافآت أثناء الدراسة وسكن مجاني لضمان تخريج كفاءات تقنية تضاهي الخبرات العالمية
تحديات وحلول البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية

ربما يكون الحاجز النفسي الأكبر أمام أي شخص يفكر في اقتناء سيارة كهربائية هو القلق من نفاد الطاقة، لكن الواقع يقول إن البنية التحتية لشحن السيارات تتطور بسرعة وتتطلب فقط فهماً لأنواع الشحن وتكاليفه لتبديد هذا القلق، حيث تتنوع الخيارات المتاحة حالياً لتشمل:
- الشحن المنزلي (البطيء) وهو الخيار الأوفر بتكلفة 0.18 ريال للكيلو واط، ويستغرق من 6 إلى 12 ساعة مما يجعله مثالياً للاستخدام الليلي.
- الشحن السريع المتوفر في المحطات العامة والذي يشحن السيارة في مدة تتراوح بين ساعة إلى 3 ساعات بتكلفة متوسطة.
- الشحن الفائق الذي يعيد الحياة لبطاريتك في أقل من 45 دقيقة، ويعتبر الخيار الأغلى ولكنه الأسرع والمناسب للطرق الطويلة.
ورغم أن تكلفة تعبئة السيارة بالكهرباء لقطع 100 كم تتراوح بين 8 إلى 15 ريالاً فقط، إلا أن التحدي يكمن في توفر المحطات في كل مكان، وهو ما تعمل المملكة على حله بتوسيع الشبكة يومياً.
أسئلة شائعة حول السيارات الكهربائية في السعودية

في ظل هذا التحول الكبير، تدور في أذهان الكثيرين تساؤلات مشروعة نحاول الإجابة عن أبرزها باختصار
ما هي أبرز العلامات التجارية المتاحة حالياً في المملكة؟
السوق السعودي غني بالتنوع، حيث تتوفر سيارات من عمالقة مثل تسلا، لوسيد، بي إم دبليو، مرسيدس، كيا، وهيونداي، بالإضافة إلى العلامات الصاعدة مثل بي واي دي وجيلي.
هل السيارات الكهربائية في السعودية توفر المال فعلاً؟
نعم، فعلى الرغم من أن السعر الأولي قد يكون مرتفعاً، إلا أن تكاليف التشغيل (الوقود) والصيانة تنخفض بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالسيارات التقليدية على المدى الطويل.
متى سنرى سيارة “سير” السعودية في الشوارع؟
من المتوقع أن تطرح شركة سير أول طرازاتها في الأسواق بحلول نهاية عام 2025، لتكون فخراً للصناعة الوطنية.
هل شواحن السيارات الكهربائية موحدة لجميع السيارات؟
معظم السيارات الحديثة في السعودية تدعم معايير شحن عالمية موحدة (مثل Type 2 للشحن المتردد و CCS2 للشحن السريع)، ولكن تسلا قد تحتاج لمحول خاص في بعض المحطات العامة غير المخصصة لها.
في الختام، يبدو المشهد وكأنه سباق نحو المستقبل بدأنا نشهد نتائجه اليوم. السيارات الكهربائية في السعودية ليست مجرد موضة، بل هي حل اقتصادي وبيئي ذكي. ومع ذلك، يظل القرار الشرائي استراتيجياً؛ فإذا كنت تمتلك إمكانية تركيب شاحن منزلي وتقطع مسافات يومية معتدلة (أقل من 200 كم)، فإن التحول الآن سيوفر عليك الكثير ويمنحك تجربة قيادة استثنائية.
أما إذا كنت ممن يقطعون مسافات طويلة جداً بشكل يومي ولا تملك حلاً للشحن المنزلي، فقد يكون التريث قليلاً حتى اكتمال نضج الشبكة خياراً حكيماً. المستقبل كهربائي بلا شك، والسعودية تقوده باقتدار.
لمزيد من المقالات التي تلامس واقعك وترسم ملامح مستقبلك، لا تفوت متابعة مدونة بيوت السعودية؛ وجهتك الموثوقة لأهم الأخبار والنصائح الحصرية.