تسعى مملكتنا الحبيبة بشكل متواصل إلى تحسين تجربة السفر وجعل كل رحلة محطة متكاملة تتجاوز مجرد التنقل. ومن أبرز الخطوات التي شهدناها مؤخرًا تدشين السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، التي تمثل نقلة نوعية في عالم التسوق داخل المطارات. في هذا المقال سنتناول تفاصيل المشروع، بدءًا من تأسيسه وموقعه ومساحته، مرورًا بتنويع المحلات والخدمات، وصولًا إلى أهميته الاقتصادية والاجتماعية ضمن رؤية المملكة 2030.
السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي

أطلقت شركة مطارات جدة مشروع السوق الحرة بالتعاون مع شريكها الاستراتيجي جي إيه إتش العربية الدولية للأسواق الحرة، وهو تحالف يضم شركة جبر هاينمان الألمانية الرائدة في الأسواق الحرة عالميًا، إلى جانب مجموعة أسترا السعودية والأسواق الحرة الأردنية. يجمع هذا التحالف بين الخبرة العالمية والحضور المحلي، مما يضمن تقديم تجربة تسوق متكاملة تلبي تطلعات المسافرين الدوليين وتمنحهم خيارات واسعة من المنتجات الفاخرة والخدمات الحديثة.
يهدف هذا المشروع إلى تعزيز مكانة مطار الملك عبدالعزيز الدولي كأحد أبرز مراكز الطيران في المنطقة، مع زيادة الإيرادات غير الجوية، وتنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص استثمارية واعدة، إلى جانب خلق وظائف مباشرة وغير مباشرة للشباب والشابات السعوديين بما يتماشى مع برنامج الطيران الوطني ورؤية المملكة 2030.
موقع السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي

توزعت مرافق السوق الحرة على الصالة رقم (1) والصالة الشمالية، وهما من أهم الصالات الدولية في المطار. اختيار هذا الموقع الاستراتيجي يضمن وصول السوق الحرة إلى أكبر عدد من المسافرين المغادرين والقادمين، سواء من الحجاج والمعتمرين أو المسافرين لأغراض العمل والسياحة. كما يسهم الموقع في جعل تجربة التسوق مريحة ومتكاملة ضمن مسار السفر.
مساحة مشروع السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي
يمتد المشروع على مساحة ضخمة تتجاوز 8 آلاف متر مربع موزعة على الصالة (1) والصالة الشمالية، لتضم مجموعة واسعة من المتاجر والمعارض. هذه المساحة الكبيرة تجعل من السوق الحرة في مطار جدة واحدة من أضخم وجهات التسوق في مطارات المملكة والمنطقة، مع القدرة على استيعاب علامات تجارية متعددة وخدمات متنوعة ضمن بيئة راقية واحترافية.
تنوع المحلات والعلامات التجارية والخدمات
عند الحديث عن السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي، لا بد من التوقف عند التنوع الكبير في المحلات والعلامات التجارية والخدمات التي تقدمها. إليك أهمها:
العلامات التجارية والمخزونات
يضم المشروع أكثر من 500 علامة تجارية عالمية ومحلية موزعة على ما يزيد عن 35 متجرًا ومعرضًا. تشمل هذه العلامات مجالات متعددة مثل الأزياء، مستحضرات التجميل، العطور، الساعات، المجوهرات، الإلكترونيات، الأغذية الفاخرة، الحلويات، ومنتجات التبغ، إضافة إلى الهدايا التذكارية.
التوازن بين العالمية والمحلية
لم يقتصر المشروع على المنتجات العالمية فقط، بل أضاف لمسة محلية بارزة من خلال إدراج منتجات سعودية مثل العطور الشرقية، التمور الفاخرة، المكسرات، والشوكولاتة. كما جاء التصميم الداخلي ليعكس الثقافة السعودية والهوية الوطنية، ما يجعل السوق الحرة مزيجًا متوازنًا بين الحداثة العالمية والأصالة المحلية.
الخدمات والتقنيات الحديثة
حرص المشروع على تقديم تجربة تسوق متكاملة مدعومة بالتقنيات الرقمية، مثل الأرفف الذكية التي تعرض الأسعار بشكل مباشر، أنظمة الدفع الذاتي لتسهيل عملية الشراء، إضافة إلى مكاتب خدمة ذاتية وأركان تفاعلية تمنح المسافر تجربة أكثر سلاسة وراحة.
الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لمشروع السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي
لا يقتصر تأثير السوق الحرة على كونها وجهة تسوق راقية فحسب، بل يتعدى ذلك ليشمل انعكاسات اقتصادية واجتماعية واسعة. فهي تساهم في رفع إيرادات المطار، وتفتح آفاقًا استثمارية جديدة، إلى جانب دورها في توفير فرص العمل ودعم النمو الاقتصادي الوطني.
التأثير على الإيرادات وفرص العمل
ساهمت السوق الحرة دعم إيرادات مطار الملك عبدالعزيز الدولي عبر تعزيز العوائد غير الجوية وتنويع مصادر الدخل. كما فتحت المجال أمام المستثمرين المحليين والدوليين للاستفادة من الفرص المتاحة. إلى جانب ذلك، وفر المشروع فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب والفتيات السعوديين في قطاعات البيع، الإدارة، والخدمات اللوجستية.
المواءمة مع رؤية المملكة 2030
ينسجم المشروع مع أهداف رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تعزيز السياحة وزيادة جاذبية المملكة كمركز عالمي للسفر والتجارة. كما يرسخ مكانة مطار الملك عبدالعزيز الدولي كمحطة عالمية، ويوفر بنية تحتية حديثة وخدمات ترفع مستوى رضا المسافرين، وتدعم نمو الاقتصاد الوطني.
الأسئلة الشائعة
قبل الانتقال إلى أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان المسافرين والزوار حول السوق الحرة، من المهم الإشارة إلى أن هذا القسم يهدف إلى تقديم صورة أوضح عن طبيعة المنتجات، طريقة الشراء، وأبرز العلامات التجارية المتاحة، لمساعدتك على تكوين تصور شامل عن التجربة.
ماذا يباع في السوق الحرة؟
تتوفر في السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي مجموعة واسعة من المنتجات تشمل مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، الأزياء والمجوهرات والإكسسوارات، الحلويات والأغذية الفاخرة، التمور والمكسرات، منتجات التبغ، إضافة إلى العطور العالمية والمحلية والهدايا التذكارية.
ما هي المحلات الموجودة في مطار جدة؟
تضم السوق الحرة علامات تجارية عالمية مثل لونشامب، مايكل كورس، سواروفسكي، بوس، رالف لورين، لاكوست، إلى جانب علامات سعودية وعربية متخصصة بالعطور والمنتجات المحلية.
هل يمكن الشراء من السوق الحرة؟

نعم، يمكن للمسافرين عبر الصالات الدولية التسوق من السوق الحرة بعد إنهاء الإجراءات الأمنية والجمارك. وتعد هذه المرافق مخصصة للمسافرين الدوليين المغادرين أو القادمين.
كيف أطلب من السوق الحرة؟
يمكن للزوار الشراء مباشرة من المتاجر داخل المطار، كما توفر بعض المحلات خدمات رقمية متقدمة مثل الدفع الذاتي، ومن المتوقع أن تتيح قريبًا خيارات الحجز المسبق عبر التطبيقات أو المواقع الإلكترونية.
إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه تفاصيل السوق الحرة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي من حيث موقعها، مساحتها، تنوع العلامات التجارية، وخدماتها المتميزة، إضافة إلى أبعادها الاقتصادية وأهميتها في تحقيق رؤية المملكة 2030. تمثل هذه السوق الحرة تجربة فريدة للمسافرين، تجمع بين الفخامة والراحة والحداثة في مكان واحد.
ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية الشاملة للاطلاع على كل جديد ومفيد حول سوق العقارات، وأسلوب الحياة، وأبرز التطورات في المملكة.