جددت الرياض وطوكيو، في 22 سبتمبر 2025، التزامهما بتعزيز التعاون الثنائي في إطار الرؤية السعودية اليابانية 2030 ، وذلك خلال الاجتماع الوزاري الثامن الذي استعرض التقدم الذي تحقق منذ الاجتماع الوزاري السابع في ديسمبر 2023. إضافةً إلى ما تبعه من مائدة مستديرة وزارية عقدت في يناير من العام الجاري.
وجاء انعقاد الاجتماع الثامن متزامنًا مع فعاليات إكسبو 2025 أوساكا، وبحضور مسؤولين رفيعي المستوى من كلا الجانبين. حيث ناقش الطرفان آفاق التعاون المستقبلي وتبادلوا وجهات النظر حول تعزيز الشراكة الثنائية، في خطوة تؤكد استمرار تطور العلاقات بين المملكة واليابان في مختلف المجالات.
ما هو تاريخ العلاقة السعودية اليابانية ؟
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية واليابان في خمسينات القرن الماضي، تطورت العلاقة بين الدولتين عبر التعاون في الطاقة والتجارة. وعلى مر العقود، عمل الجانبان على تعزيز تبادل الزيارات وعلى تأسيس اللجنة السعودية اليابانية المشتركة التي تناقش قضايا متعددة.
ثم جاء التوجه نحو رؤية مشتركة 2030 في أواخر عام 2016. عندما اتفق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي على قيادة شراكة استراتيجية أكبر. وفي مارس 2017، تم توقيع مذكرة لتطبيق الرؤية رسميًا، مع إطلاق برامج تعاون في مجالات مثل الثقافة والتأشيرات.

ما هي الرؤية السعودية اليابانية 2030 ؟
هي شراكة استراتيجية بين السعودية واليابان، تهدف إلى تعزيز التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية، الصناعية، الثقافية، والاستثمارية على المدى الطويل. تأسست هذه الرؤية لتتجاوز العلاقات التقليدية بين البلدين والتي كانت محورها في الأساس النفط والتبادل التجاري، لتحولها إلى شراكة شاملة ومستدامة تتماشى مع طموحات رؤية المملكة 2030 وجهود التنويع الاقتصادي.
قطاعات الرؤية السعودية اليابانية 2030
تهدف الرؤية السعودية اليابانية إلى تطوير العلاقة بين البلدين من مجرد تبادل تجاري في صادرات البترول واستيراد السيارات إلى شراكة استراتيجية شاملة. وذلك من خلال إطلاق مشاريع ومبادرات في عدة قطاعات.
وتشمل هذه المبادرات تسهيل ممارسة الأعمال بين البلدين، وتعزيز التعاون في الأسواق المالية، وتطوير إجراءات الحصول على التأشيرات. إضافة إلى مجالات الثقافة والرياضة والتعليم. وأوضحت وثيقة الرؤية أن السعودية واليابان ستعملان على إطلاق مشاريع ومبادرات مشتركة في عدد من القطاعات، ومن أبرزها:
الصناعات المنافسة
سيعمل البلدان من خلال الرؤية السعودية اليابانية 2030 على تأسيس شراكة لتعزيز الثورة الصناعية الرابعة في السعودية من خلال الاستفادة من التكنولوجيا اليابانية. كما سيتم دراسة جدوى تأسيس صناعة السيارات في المملكة.
الطاقة
تركز الشراكة على دراسة زيادة السعة التخزينية النفطية المشتركة في اوكيناوا، والتعاون في اكتتاب شركة ارامكو، وتطوير البنية التحتية للصناعات البترولية وصناعات الغاز الطبيعي، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. كما تشمل مجالات الطاقة النظيفة وتطوير الكوادر البشرية في الطاقة النووية.
البنية التحتية
تشمل الرؤية السعودية اليابانية 2030 تطوير وتشغيل مشاريع البنية التحتية المتقدمة التي تدعم الاقتصاد والتنمية الحضرية، مثل النقل، الطاقة، والمرافق العامة ومشاريع تحلية المياه لتلبية احتياجات التنمية المستدامة في المملكة.
المنشآت الصغيرة والمتوسطة
سيتم تبادل الخبرات والتعاون في وضع السياسات وبناء قدرات المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتهيئة قاعدة للتواصل بين المنشآت في البلدين. بالإضافة إلى التعاون في التنمية الاجتماعية والمشاريع التطويرية خارج الحدود.
الاستثمار
عملت الرؤية السعودية اليابانية 2030 على تعزيز الشراكة الاستثمارية في القطاعات الاستراتيجية ذات الأولوية، ومنها التجارة والاستثمار، الطاقة والصناعة، الشركات الصغيرة والمتوسطة، التمويل. إضافةً إلى التعليم والثقافة والرياضة.
وتشمل فرص الاستثمار مجالات متعددة مثل صناعة السيارات، الألعاب والرياضات الإلكترونية،والذكاء الاصطناعي، ومستقبل الابتكار والطاقة النظيفة، وإعادة تدوير البوليستر، والخدمات المالية والمصرفية وغيرها.
- استثمر في العقارات السعودية عبر بيوت السعودية
الإعلام والترفيه
يشمل التعاون تبادل المعرفة والخبرات لتطوير قطاع الترفيه في السعودية، بما يخدم سوق السياحة في الوطن العربي والاسلامي.
الرعاية الطبية
في إطار الرؤية السعودية اليابانية 2030، نفذت وزارة الصحة السعودية بالتعاون مع نظيرتها اليابانية أربعة مشاريع في مجال الصحة، تشمل طب الطوارئ والكوارث، طب التنظير والعلاج بالمنظار، والأبحاث الصحية والسريرية، بالإضافة إلى مشاركة القطاع الخاص في تقديم الرعاية الطبية.
كما تدرس وزارة الصحة السعودية إمكانية تعزيز التعاون مع اليابان في الاستثمار بالقطاع الصحي، بما في ذلك تصنيع بلازما الدم واللقاحات وغيرها من المجالات الطبية.
محاور اتفاقيات الرؤية السعودية اليابانية 2030 ؟
خلال منتديات ولقاءات رسمية، تم توقيع عدد من المذكرات والاتفاقيات لتعزيز التعاون في إطار هذه الرؤية. على سبيل المثال، في منتدى أعمال الرؤية السعودية اليابانية في طوكيو، تم توقيع عدة مذكرات تفاهم واتفاقيات بين الهيئة العامة للاستثمار السعودية وجهات يابانية. كما تم توقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات الآتية:

- تم توقيع مذكرة تفاهم بين الهيئة العامة للاستثمار وبنك ميزوهو الياباني، وكذلك بين الهيئة وبنك MUFG، ضمن إطار التمويل وتعزيز الاستثمارات المشتركة.
- وقعت عدة اتفاقيات في مجال التعليم والثقافة، مثل مذكرة تفاهم بين جامعة الفيصل وجامعة يابانية، لتعزيز التعاون الأكاديمي.
- في الجهة الحكومية، هناك مجموعة مشتركة للرؤية السعودية اليابانية 2030 على مستوى وزاري تعمل على تفصيل وتنفيذ المشاريع بين الجانبين.
- في ديسمبر 2023، عقد الاجتماع الوزاري السابع للرؤية بحضور كبار المسؤولين من كلا البلدين. لمراجعة التقدم في القطاعات المختلفة وتعزيز الشراكة.
ما هي أهداف الرؤية السعودية اليابانية 2030 ؟
تقوم أهداف هذه الوثيقة على تحقيق الرؤية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية لكلا البلدين من خلال الاستفادة من القواسم المشتركة وتعزيز التكامل وتعظيم أوجه التوافق بينهما.
كما تركز الرؤية السعودية اليابانية على نقل العلاقة المتينة بين البلدين القائمة على الاحترام المتبادل من مجرد تبادل تجاري في صادرات البترول واستيراد السيارات إلى شراكة استراتيجية شاملة.
ما هي إنجازات ومستقبل الرؤية؟
منذ إطلاق الرؤية، شهد التعاون بين السعودية واليابان تطورًا ملموسًا، وظهر ذلك من خلال النتائج الآتية:
- وفقًا للسفارة اليابانية في السعودية، ارتفع عدد المشاريع المشتركة من 31 مشروعًا إلى 81 مشروعًا خلال ثلاث سنوات فقط.
- وصلت عدد الشركات اليابانية التي تستثمر في المملكة إلى 113 شركة تعمل في مجموعة واسعة من القطاعات.
- تم إطلاق معاهد تدريب مشتركة لتطوير رأس المال البشري السعودي، مثل المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات وغيرها.
- يعقد الجانبان اجتماعات دورية رفيعة المستوى لتقييم التقدم وتوسيع التعاون إلى آفاق جديدة.
الأسئلة الشائعة
بعد تجديد الرؤية بين البلدين، تساءل الكثير من المواطنين حولها. وكنا قد ذكرنا الكثير من التفاصيل، إلا أنه هناك العديد من الأسئلة التي تتكرر كثيرًا، ولعل أبرزها ما يأتي:
ما سبب إطلاق الرؤية السعودية اليابانية 2030؟
تم إطلاق الرؤية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين السعودية واليابان، والانتقال بالعلاقة من تبادل تجاري محدود إلى شراكة شاملة في الاستثمار والصناعة والثقافة والتعليم والطاقة، مع الاستفادة من الخبرات اليابانية المتقدمة.
ما أبرز المشاريع المشتركة بين السعودية واليابان؟
أطلق حتى الآن 81 مشروعًا مشتركًا، أبرزها المشاركة اليابانية في مشاريع البنية التحتية مثل مترو الرياض (خط 3)، وتحلية المياه، والطاقة. وهو ما يعكس انتقالًا نحو اقتصاد أكثر تنوعًا.
ختامًا، تعرفنا على أهم تفاصيل الرؤية السعودية اليابانية 2030 . وهي شراكة استراتيجية بين السعودية واليابان تهدف إلى تعزيز التعاون في القطاعات الاقتصادية والصناعية والثقافية والتعليمية والطاقة. وتحويل العلاقة بين البلدين من تبادل تجاري إلى شراكة شاملة ومستدامة. كما تعرفنا على قطاعات الرؤية، اتفاقياتها، أهدافها والمزيد من المعلومات الأخرى.
إذا أردت الاطلاع على المزيد من الموضوعات الهامة والتعرف على آخر المستجدات في المملكة، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية