يحتل الطيران مكانةً أساسية في تطوير الاقتصاد العالمي ويلعب دوراً كبيراً في الانفتاح على الدول الأخرى، مما يسهم في خلق نافذة جديدة تدعم الاقتصاد الوطني، وهذا تماماً ما استثمرته المملكة عن طريق الاستراتيجية الوطنية للطيران ، فما هي هذه الاستراتيجية؟، وما هي أهدافها؟، تابعوا معنا في هذا المقال جميع التفاصيل حولها والإجابة عن جُل الأسئلة المتعلقة بها.
ما هي الاستراتيجية الوطنية للطيران ؟
تعتبر هذه الاستراتيجية جزءً أساسياً من الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، إذ تهدف هذه الاستراتيجيات النابعة من رؤية 2030 إلى جعل المملكة مركز إقليمي وعالمي متقدم في قطاع الطيران المدني، مما يعزز من خيارات المملكة الاقتصادية وتعريف العالم بإمكانيات السعودية.
ويتم تطبيق هذه الاستراتيجية عبر عدة مشاريع وخطط مستقبلية مثل تطوير البنية التحتية وتعزيز الاستدامة والابتكار عن طريق التقنيات الجديدة في الطيران و وسائل النقل الجوي الحديثة، بالإضافة إلى بناء جسور العلاقات مع الدول المجاورة بإنشاء مبادرات مثل القمة العربية للطيران.
أهداف الاستراتيجية الوطنية للطيران

تحمل الاستراتيجية الوطنية للطيران كوكبة واسعة من الأهداف التي تنقل المملكة إلى أبرز المراتب في خارطة الطيران العالمي والشرق الأوسط، ومن أهم هذه الأهداف:
- زيادة حركة المسافرين إلى نحو 330 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030.
- رفع الطاقة الاستيعابية للشحن الجوي إلى أكثر من 4.5 مليون طن سنوياً.
- توسيع شبكة الوجهات الدولية وربط المملكة بأكثر من 250 وجهة حول العالم.
- تطوير البنية التحتية عبر بناء مطارات جديدة وتوسعة المطارات القائمة.
- تشجيع الاستثمارات والشراكات مع القطاع الخاص لتطوير الخدمات والمرافق.
كما تهدف الاستراتيجية إلى تحويل السعودية من مجرد سوق للطيران إلى محور عالمي للنقل الجوي واللوجستيات والسياحة، مما يعزز من قيمتها دولياً على عدة أصعد مثل التي ذكرناها سابقاً.
محاور الاستراتيجية الوطنية للطيران
تمثل الاستراتيجية خارطة تمكن السعودية من التعرف والانفتاح على العالم بشكل أكبر والاعتماد عليها باعتبارها مركزاً موثوقاً للطيران، حيث ارتكزت على ثلاثة محاور أساسية تمكنها من تنفيذ هذه الخطط المستقبلية، إليكم هذه المحاور:
دعم رؤية 2030
يجسد هذا المحور التطبيق الحقيقي لرؤية 2030 في تعزيز مكانة المملكة عالمياً عبر تحويلها إلى مركز لوجستي يربط القارات الثلاث (آسيا – أوروبا – إفريقيا)، إلى جانب دعم السياحة الدينية والترفيهية عبر رفع أعداد الحجاج والمعتمرين وتسهيل السياح الدوليين لتحقيق هدف 100 مليون زائر سنوياً.
تمكين الاستراتيجية الوطنية للسياحة
تعتبر الاستراتيجية الوطنية للسياحة مرتبطة أيضاً بالاستراتيجية الوطنية للطيران، إذ يعتبران وجهان لعملة واحدة عن طريق تسهيل وصول السياح الدوليين عبر فتح المزيد من الوجهات الدولية وربط المملكة بأكثر من 250 وجهة عالمية، بالإضافة إلى تحسين تجربة السفر من لحظة الحجز حتى الوصول، إلى جانب تطوير المطارات وإدخال التقنيات الحديثة.
تعزيز قطاع الطيران المحلي
يتمثل هذا المحور في تطوير الناقلات الوطنية مثل إطلاق Riyadh Air كناقل عالمي جديد وتوسيع الشركات الوطنية الحالية مثل الخطوط السعودية وطيران أديل، بالإضافة إلى تعزيز حركة الطيران الداخلي عبر توسيع شبكة الرحلات الداخلية لتغطية جميع مناطق المملكة ورفع كفاءة المطارات المحلية وتطوير بنيتها التحتية.
أهمية الاستراتيجية الوطنية للطيران
في الواقع، تحمل هذه الاستراتيجية أهمية بالغة للمملكة وجعلها أكثر نمواً، مما يسهم في العديد من الأمور مثل:
- تحويل المملكة إلى مركز عالمي ومنافسة المراكز الإقليمية مثل دبي والدوحة وإسطنبول.
- دعم الاقتصاد الوطني ورفع مساهمة الطيران في الناتج المحلي.
- تعزيز القطاع السياحي عبر استقطاب الملايين من الزوار سنوياً.
- تطوير مطارات حديثة عالمية المستوى ورفع كفاءة الخدمات وتحسين تجربة المسافرين.
- الاستدامة والابتكار عبر الاستثمار في الطيران وتقنيات النقل الجوي الحديثة ودعم الطيران الأخضر.
أمثلة على تطبيق هذه الاستراتيجية
تحولت الخطط والطموح إلى واقع بسبب النية الصادقة والعمل الدؤوب والسعي بجهد لتحسين المملكة وجعلها موقعاً بارزاً من الدول المنافسة الأخرى، ومن الأمثلة هذه الاستراتيجية:
مطار الملك سلمان الدولي
يعتبر مطار الملك سلمان الدولي من أوائل المبادرات التي تنم على تطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، ويرجع ذلك إلى تصميمه هائل الحجم الذي يتضمن ستة مدرجات للطيران ومباني ركاب متعددة، بالإضافة إلى قدرته الاستيعابية الكبيرة التي تمكنه من استقبال 100 مليون مسافر سنوياً.
إطلاق ناقلات وطنية جديدة

كما ذكرنا سابقاً، تم إطلاق رياض أير – Riyadh Air التي تعتبر شركة متطورة مقرها الرياض، والتي من المتوقع أن تبدأ عملياتها في عام 2025، ومن أهم مميزاتها خدمة أكثر من 100 وجهة عالمية بحلول عام 2030، بالإضافة إلى الطائرات الضخمة مثل بوينج وأير باس لدعم توسعها.
التوسع في خدمات الطيران منخفض التكلفة
تعمل المملكة على إطلاق ناقل جوي اقتصادي جوي جديد في المنطقة الشرقية وتحديداً في الدمام، تنفيذاً للإستراتيجية الوطنية للطيران ، ويهدف هذا الناقل إلى خدمة 10 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030 والتشغيل عبر 24 وجهة داخلية و 57 وجهة دولية باستخدام أسطول يضم حوالي 45 طائرة.
في الختام، قدمت مدونة بيوت السعودية هذا المقال إيماناً بالآفاق التي تفتتحها المملكة ستثمر مستقبلاً بأفضل الثمار التي تمكنها من قيادة الشرق الأوسط ورفع اسمها عالمياً بين المنافسين في الطيران، وهذا تماما ما يهدف إليه مؤتمر المطارات العالمي بالرياض، حيث تسعى المملكة من خلاله في خلق سبل التعاون مع العالم الخارجي.