في مقالات سابقة ركزنا على الحديث عن الاستثمار السياحي في الاحساء. وفي هذا المقال سنذكر أحد أهم الأماكن السياحية التي يمكن الاستثمار فيها في مدينة الأحساء، ألا وهي واحة الاحساء ، فأين تقع؟ ما أهميتها؟ وكيف يمكن الاستثمار فيها؟
عند الإجابة على سؤال ما هي أكبر واحة نخيل في العالم؟ فإن واحة الإحساء هي الإجابة؛ فهي أكبر واحة نخيل في العالم؛ لما تتمتع به من أرض كبيرة خصبة مليئة بأشجار النخيل. حيث تمتد على مساحة تقارب 375 ألف كم². وقد أدرجت ضمن مواقع التراث العالمي في عام 2018 بالمرتبة الخامسة.

أهم المعلومات حول واحة الاحساء
تتميز الواحة بسهل خصب محصور بين الشاطئ والصحراء، وترتفع بين 120-160 مترًا عن سطح البحر. مع مناخ مداري جاف وأمطار قليلة تتراوح بين 50 و100 ملم سنويًا. يتوفر فيها عددًا كبيرًا من العيون والمياه الجوفية التي تنعش النشاط الزراعي وتدعم استدامة الواحة.
كما أنها تتميز بتكوين جيولوجي يسمح باحتجاز المياه تحت طبقة من الرمل، وهو ما أعطاها اسم “الأحساء” الذي يحمل معنى الأرض الرملية التي تحتها طبقة مائية. وفيما يلي أبرز المعلومات حولها:
أين تقع واحة الأحساء؟
تقع واحة الاحساء في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية من المملكة، على بعد حوالي 60 كم من ساحل الخليج العربي، بين صحراء الدهناء والصمان من الجهة الغربية والخليج العربي من الشرق، وتحدها شمالًا محافظات بقيق، النعيرية وقرية العليا، ومن الغرب صحراء الدهناء وهضبة الصمان.
ما سبب تسمية واحة الأحساء بهذا الاسم؟
تعرف واحة الأحساء محليًا باسم الحَسا، وهو اسم مشتق من كلمة الحسي التي تشير إلى الأرض الصخرية المغطاة بطبقة من الرمل تحتجز مياه الأمطار، بحيث يمكن الوصول إليها بحفر بسيط. وقد اشتهرت باسم الأحساء منذ القدم، وذكرها ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان.
ما هي الموارد الاقتصادية في واحة الاحساء ؟
تتمتع الأحساء بالعديد من الموارد الاقتصادية التي تعتمد عليها في اقتصادها، وفيما يلي أبرزها:
الزراعة وتمور النخيل
تعد الواحة سلة غذاء لمنطقة الشرقية؛ إذ تنتج تمورًا بأنواع عدة مثل الخلاص والرزيز، وتنتج أكثر من 100 ألف طن سنويًا. كما تضم غالبية المحاصيل الزراعية مثل القمح، الأرز، والفواكه.
تعتبر الزراعة عماد الموارد الاقتصادية في واحة الاحساء ، إذ تعتمد على المياه الجوفية والآبار العديدة لدعم النمو الزراعي المستدام. فهي تضم ما يزيد على 2.5 مليون شجرة نخيل تروى بواسطة أكثر من 280 بئرًا ارتوازيًا. كما تعتمد على طبقة مياه جوفية ضخمة.
النفط والصناعات التقليدية
تمتد الواحة ضمن نطاق أكبر حقل نفط في العالم؛ ألا وهو حقل الغوار، والذي يساهم بشكل جوهري في الاقتصاد الوطني والمقومات الاقتصادية للمنطقة الشرقية.
إلى جانب ذلك، تزدهر الصناعات الثقافية التقليدية، كالخياطة، صناعة البشت والأقمشة، تربية الخيول العربية، وصناعة المنسوجات، فضلًا عن الأسواق الشعبية مثل سوق الإبل وسوق الخميس الأسبوعي، التي تسهم في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على الهوية التراثية.
ما أهمية واحة الاحساء ؟
لا تقتصر أهمية واحة الأحساء على كونها أكبر واحة نخيل في العالم، بل تتعداها لتكون مركزًا زراعيًا حضاريًا منذ عصور ما قبل التاريخ. كما لعبت دورًا تجاريًا وحضاريًا في ربط الجزيرة العربية بالدول الإقليمية.
بالإضافة إلى ما سبق، تلعب واحة الأحساء دورًا مهمًا في إبراز الهوية التاريخية والثقافية للسعودية، إذ تعد شاهدًا على تواصل الحضارات منذ آلاف السنين. إن موقعها الجغرافي جعلها محطة رئيسية على طرق التجارة القديمة، مما ربط شرق الجزيرة بمناطقها الأخرى. كما أن إدراجها في قائمة التراث العالمي لليونسكو يعكس قيمتها ويعزز مكانتها السياحية عالميًا.
متى أدرجت واحة الاحساء في قائمة التراث العالمي
بدأت جهود تسجيل واحة الأحساء في قائمة التراث العالمي عندما تقدم المندوب الدائم للسعودية لدى اليونسكو بطلب إدراج عشرة مواقع في القائمة التمهيدية. وأعدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ملف تسجيل الواحة عام 2015 تحت اسم واحة الأحساء، مشهد ثقافي متطور.
وقد سلم الملف إلى مركز التراث العالمي في يناير 2017، وقبل بعد مراجعته وإحالته للمجلس الدولي للآثار “الآيكموس” لتقييمه ميدانيًا. تلت ذلك اجتماعات في باريس وملاحظات من فريق اليونسكو حول الموقع. فشكلت الهيئة فريقًا لمعالجتها بالتعاون مع أمانة الأحساء ودعم رجال الأعمال والمجتمع المحلي.
وقد شملت التعديلات تحسين المباني والمشاريع بما يوافق اشتراطات الحفاظ على القيمة والهوية التاريخية والتراثية.

الاستثمار السياحي في الأحساء
يمثل الاستثمار السياحي في واحة الاحساء فرصة واعدة بفضل مقوماتها الطبيعية، التاريخية والثقافية التي جعلتها وجهة سياحية بارزة على مستوى المملكة والعالم. فإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يعزز جاذبيتها للاستثمارات في قطاعات الضيافة والفندقة، وتطوير المرافق السياحية، وتنظيم الفعاليات التراثية والثقافية.
كما توفر الواحة بيئة ملائمة لمشاريع السياحة البيئية والمغامرات. إلى جانب إمكانية استثمار معالمها التاريخية والطبيعية في تنشيط السياحة الداخلية وجذب السياح الدوليين، ما يسهم في تنويع الاقتصاد المحلي ودعم رؤية السعودية 2030.
ختامًا، تم التعرف على كافة التفاصيل المتعلقة في واحة الاحساء . والتي تعد أكبر واحة في العالم، لما تتمتع به من مساحة شاسعة وعدد كبير من النخيل. كما تم التعرف على تسميتها، موقعها، وأهم الموارد الاقتصادية فيها؛ ألا وهي الزراعة وتمور النخيل والنفط والصناعات التقليدية. إلى جانب ذلك تعرفنا على أهمية الواحة والاستثمار السياحي فيها.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول أبرز المواقع الاثرية في الاحساء، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية