هل تساءلت يوماً عن موقع كلوة الأثري ، ذلك الموقع التاريخي الذي يقع في شمال غرب المملكة، وتحديداً في منطقة تبوك؟ إنه شاهد حي على الحضارات المتعاقبة. إذ يحتوي على نقوش ورسومات صخرية تعود إلى آلاف السنين، إلى جانب الأدوات الحجرية والفخارية التي تعكس أسلوب حياة الأنسان القديم. كما يجمع الموقع بين الآثار المادية والرموز الثقافية التي توضح تطور الحياة في تلك البيئة القاسية، سواء في العصر الحجري أو العصور الإسلامية.
في هذا المقال، سنأخذك في رحلة استكشافية إلى كلوة لنكتشف أين يقع هذا الموقع الأثري بالضبط، وما هي أهم الأثار المكتشفة فيه. بالإضافة إلى مكوناته المعمارية التي ترسم صور واضحة عن ماضي المنطقة. علاوة على أهمية هذا الموقع التي تجعل منه مركز اهتمام الباحثين وعشاق التاريخ معاً.
لمحة عن موقع كلوة الأثري

لم يكن معروفاً هذا الموقع، إلا بعد أن تم اكتشافه في عام 1932، على يد عالم الآثار الأمريكي نيلسون غلوك وعالمة الآثار البريطانية أغنيس هورسفيلد، خلال زيارة قصيرة استمرت خمسة أيام. كان هذا الاكتشاف من أوائل البعثات التي ركزت على دراسة المواقع الأثرية في منطقة تبوك، وتم نشر دراسة مشتركة حول الموقع في عام 1933، مما مهد الطريق لمزيد من الأبحاث والدراسات في المنطقة. إذ أظهرت الدراسات اللاحقة أنه يحتضن آثاراً تعود لآلاف السنين من العصر الحجري القديم وحتى العصور الإسلامية.
اقرأ أيضاً: ما هي أقدم المواقع الأثرية في السعودية.
أين يقع موقع كلوة الأثري ؟
- يتمركز شمال غرب السعودية في تبوك بالقرب من الحدود الشمالية الغربية للجزيرة العربية، مما يجعله نقطة وصل بين شبه الجزيرة العربية ومناطق الشام.
- يبعد حوالي 280 كيلومترًا عن مدينة تبوك، ويقع على الطريق الرئيسي الرابط بين تبوك وطبرجل، وهو طريق يربط شمال غرب المملكة بالمناطق الحدودية مع العراق والأردن.
- يحيط بعدد من المواقع الأثرية الأخرى مثل واحة عينونة الأثري الواقع شمال غرب تبوك، حيث تم اكتشاف بقايا جدران وأدوات فخارية وأفران صهر المعادن.
- كان جزءًا من شبكة طرق القوافل القديمة التي عبرت شمال الجزيرة العربية. إذ أن هذه الطرق كانت تستخدم لنقل البضائع مثل اللبان والعود والتوابل من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها ثم إلى بلاد الشام وبلاد الرافدين.
أهمية موقع كلوة الأثري
- يمثل أحد أقدم مواقع الاستيطان البشري في شمال غرب الجزيرة العربية، حيث كشفت الأدوات الحجرية المكتشفة فيه، مثل أدوات الصوان، عن وجود الإنسان في المنطقة منذ فترة النطوفية، حوالي 9000 – 7000 ق.م.
- يمتد تاريخ الموقع من العصر الحجري القديم مرورًا بالعصور البرونزية والنحاسية، وصولًا إلى الفترات التاريخية والإسلامية.
- كانت نقطة استراتيجية على طريق القوافل التجارية الذي ربط جنوب الجزيرة العربية بالمناطق الشمالية، مثل بلاد الشام وجنوب الأردن.
- تضم الصخور في كلوة نقوشًا فنية معقدة وجميلة تمثل أشكالًا آدمية وحيوانية وهندسية، ويُعتقد أن بعضها يعود إلى أكثر من 7000 سنة قبل الميلاد. هذه النقوش لا توثق فقط الحياة اليومية، بل تكشف أيضًا عن تطور تقنيات النحت والفن في الجزيرة العربية.
- تُعد من المواقع التي لم تنل بعد كامل حقها من البحث والتنقيب، ولذلك فهي تمثل فرصة ذهبية للباحثين لاستكشاف المزيد عن الحضارات القديمة في شمال غرب السعودية. الدراسات المستمرة التي تشمل الخرائط الطبوغرافية والرسوم الثلاثية الأبعاد تسهم في فهم أعمق للتاريخ البشري في هذه المنطقة.
ما هي مكونات موقع كلوة الأثري ؟
يتكون الموقع من مجموعة متميزة من العناصر الأثرية التي تشمل وحدات معمارية مبنية من الحجر، نقوش ورسومات صخرية دقيقة، ومدافن أثرية، إضافة إلى أدوات حجرية وفخارية تعود لمراحل زمنية مختلفة. هذه المكونات تجعل من كلوة موقعاً متكاملاً يعكس نمط حياة الإنسان القديم وتطوره في بيئة صحراوية صعبة. كما أنه يعطي الباحثين نافذة لفهم أعمق لمرحلة ما قبل التاريخ مرورًا بالعصور الإسلامية.
أهم الآثار المكتشفة في موقع كلوة
- تم العثور على أدوات حجرية تعود لفترة النطوفية والعصر الحجري الحديث، مثل أدوات الطحن والحفر التي استخدمها الإنسان الأول في حياته اليومية.
- تتوزع على الأسطح الصخرية في الموقع نقوشاً لرسومات آدمية وحيوانية وأشكال هندسية، بعضها يصل طوله إلى سبعة أمتار، وهذه النقوش تعد من أقدم النقوش في الجزيرة العربية.
- تحتوي الصخور على نقوش بالخط الثمودي، الذي كان مستخدمًا قبل الإسلام، بالإضافة إلى كتابات إسلامية تعود إلى فترات متعددة تعبر عن تواصل الحضارة الإسلامية مع التراث القديم.
- اكتشفت مبانٍ صغيرة من الحجر لها أسقف بُنيت بطريقة متقنة عبر الزوائد الحجرية، كما تم العثور على مقابر ومدافن تعود إلى عصور مختلفة، بينها مدافن مشابهة لتلك الموجودة في مناطق مثل سينا وجنوب الأردن.
- تشير الأدلة إلى وجود أنشطة صهر المعادن في الموقع، وهو ما يدل على تقدم الإنسان في استخدام الموارد الطبيعية والتقنيات الصناعية منذ القدم.
الأسئلة الشائعة حول موقع كلوة الأثري

ما هي منطقة كلوة التراثية وأين تقع تحديدًا؟
هو موقع تاريخي مهم يقع في شمال غرب المملكة ضمن منطقة تبوك، على بعد حوالي 280 كيلومترًا من مدينة تبوك وعلى الطريق الرابط بين تبوك وطبرجل. يُعد الموقع نقطة مهمة ضمن شبكة طرق القوافل القديمة، ويمتاز بتضاريس صخرية وجبلية حفظت العديد من الآثار والنقوش القديمة.
ما هي أهم الآثار المكتشفة بموقع كلوة؟
تم العثور على مجموعة واسعة من الآثار تشمل أدوات حجرية تعود للعصر الحجري القديم، نقوش ورسومات صخرية لأشكال آدمية وحيوانية، كتابات بالخط الثمودي، مدافن أثرية، وبقايا أفران صهر المعادن. هذه الآثار توثق تطور الحياة البشرية في المنطقة منذ آلاف السنين.
هل يمكن زيارة موقع كلوة الأثري حاليًا؟
رغم أنه يعتبر من المواقع الأثرية المهمة، فإن الوصول إليه محدود ويخضع لرقابة الجهات المختصة للحفاظ على الموقع. عادةً ما تكون الزيارات موجهة للباحثين والفرق الأثرية، لكن هناك خطط مستقبلية لتطوير الموقع وتحويله إلى وجهة سياحية تراثية.
لماذا يُعتبر هذا الموقع مهمًا للدراسات الأثرية والتاريخية؟
يُعتبر ذا قيمة كبيرة لأنه يحتوي على أدلة أثرية متتابعة من عصور مختلفة، مما يتيح للباحثين دراسة مراحل تطور الإنسان في الجزيرة العربية، ونمط معيشته، والتفاعل بين الحضارات القديمة. كما أنه يوفر نافذة لفهم التغيرات البيئية والاجتماعية التي أثرت على المنطقة عبر التاريخ.
وفي الختام، نكون قد قدمنا لكم في هذا المقال معلومات شاملة ومفصلة عن موقع كلوة الأثري ،تحدثنا فيها عن موقعه الجغرافي، أهميته التاريخية، وأبرز الآثار التي تم اكتشافها فيه. كما أجبنا على أهم الأسئلة التي يطرحها الكثيرون، لنساعدكم على فهم هذا التراث الغني بشكل أفضل. إذا أعجبكم المقال وترغبون في قراءة المزيد من المقالات المفيدة والمنوعة، تابعوا مدونة بيوت السعودية، المدونة العقارية الأولى التي تهتم بكل ما يخص المملكة. ولا تنسوا متابعتنا على وسائل التواصل الاجتماعي أسفل الصفحة، ليصلكم كل جديد بطريقة سهلة وممتعة.