احتفظت بعض الأسر في المدينة المنورة عبر أجيال بسلال من النخيل كـصناديق ذكريات تُورَّث مع أدوات المطبخ والقصص، فكانت السلة نفسها شاهدة على أعراسٍ وأسفارٍ ومواسم حصاد. داخل معرض فنون تحكي قصصًا تتحول هذه السلال والمباخر والقطع الخشبية إلى شخصياتٍ في روايةٍ محلية. الزائر لا يمرّ مرور الكرام، بل يُجبره الصمت الطاغي على الاستماع: ما هي الحكاية التي تحملها هذه القطعة؟
ما هو معرض فنون تحكي قصصًا ؟
ليس مجرد عرض للمقتنيات التراثية، بل منصة ثقافية ومرآة لذاكرة المدينة المنورة أُدرجت ضمن مبادرات عام الحرف اليدوية 2025 الذي أطلقته وزارة الثقافة. هنا تتجسّد هُوية المكان في مشغولات النخيل التي تُنسَج فيها الخيوط كأنها فصول حكاية، وفي الصناديق الخشبية المزخرفة التي تبدو كصفحاتٍ محفورة تحكي عن حياة الأسر والمهن.
المعرض يعمل بوصفه مساحة تلاقي بين الحرفي والزائر: ورشٌ حية تشرح تقنيات النخيل والخشب والفخار، وزوايا تفاعلية تفتح المجال للحوار والتعلّم، وبرامج تهدف إلى تمكين الحرفيين وربط منتجاتهم بالسوق المعاصر. بهذه الديناميكية يصبح الحدث ليس مجرد عرضٍ للماضٍ، بل جسراً حيوياً يربط الأجيال ويوفّر أدواتٍ لاستدامة الحِرف والابتكار فيها، فتصير كل قطعة رسالة حية من الماضي إلى الحاضر.
فعاليات معرض فنون تحكي قصصًا

تحوّل فعاليات المعرض كل زاوية إلى مشهد سردي؛ من ورشةٍ يتراقص فيها القطران مع الخيوط إلى جلسةٍ يروي فيها الحرفي حكايته، لتصبح الزيارة رحلة معايشة بين الحرفة والإنسان.
عروض حية للحِرفيين
تتصاعد الأصوات والإيقاعات في ركن العروض الحية حيث يعمل الحرفيون أمام العينين ينسجون السلال، يشكّلون الخشب، ويلونون الفخار فتتحول عملية الصنع إلى عرضٍ مسرحي صغير يفتح نافذة على تقنيات متوارثة وحركات يدوية دقيقة تنطق بمهارة وذاكرة.
ورش عمل عملية لتعلّم التقنيات
تُقدّم ورش قصيرة ومكثفة تُتيح للزائرين الانخراط بالأيدي من تقنيات جدل النخيل إلى طرق النقش على الخشب وصناعة الفخار، حيث لا يكتفي المشاركون بالمشاهدة بل يخوضون تجربة التعلم العملي التي تمنحهم فهماً أعمق لقيمة كل قطعة وأصولها.
جلسات حوارية وسردية الحِرف
تُقام جلسات حوارية يقف خلالها الحرفيون والمختصون معاً ليتبادلوا الذكريات والمعارف، حكايات الأجداد عن أدوات كانت لا تُستغنى، وتحديات الحفاظ على الحرف، وفرص تحويلها إلى مشاريع مستدامة فتصير الكلمات مصاحبة للقطع وتمنحها سياقها الثقافي.
زوايا تفاعلية للأطفال والشباب
مساحة مخصصة للصغار والشباب حيث تُبسط الحِرف بأساليب مرحة مثل نشاطات تلوين فخاريات، وتجارب ربط الخيوط، ومسابقات تصميم سريعة تشجّع الإبداع وتزرع ارتباطاً حسياً بالتراث، ما يبني جيلًا يقدّر الحرفة ويجسر الفجوة بين الماضي والحاضر.
سوق ومعرض لعرض وبيع الأعمال
ركن التسويق يعرض منتجات الحِرفيين بشكل مدروس يربط بين الجمال والطلب إذ يعتبر منصة لبيع القطع الأصلية، وخيارات للطلب المسبق، ومبادرات لربط الحرفيين بالأسواق الرقمية، ما يسهم في تحويل الموهبة إلى دخل مستدام ويضمن استمرارية الحِرف في الحياة المعاصرة.
موعد معرض فنون تحكي قصصًا 2025
- يُقام المعرض خلال عام 2025 ضمن مبادرات وزارة الثقافة لـ عام الحرف اليدوية
- التواريخ التفصيلية وجداول الورش تُعلن عبر قنوات الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون — تابع صفحاتهم لحجز المشاركة
تنظيم الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون
تتحمّل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون مسؤولية تنظيم معرض فنون تحكي قصصًا بصيغة احترافية تمزج بين الجانب الإداري والبعد المجتمعي؛ فهي لا تكتفي بإخراج حدث مرئي فحسب، بل تعمل على بناء منظومة تدعم الحرفيين وتضمن استدامة صناعاتهم التقليدية.
كما أكد هاني سقطي، رئيس لجنة العلاقات والإعلام بالجمعية في المدينة المنورة، أن الهدف هو تمكين الحرفيين وتوفير فضاء تفاعلي لعرض إبداعاتهم أمام جمهور واسع، ما يضع البُعد الاجتماعي والثقافي في قلب استراتيجية التنظيم.
- تأمين الفضاء وإدارة الحدث
- التنسيق مع الحرفيين
- الإدارة الإعلامية والترويجية
- برامج تأهيلية
- دعم تسويقي وربط بالسوق
- تعزيز الاستدامة الثقافية
أثر معرض فنون تحكي قصصًا

- تمكين الحرفيين بتوفير منصات عرض وفرص بيع
- حفظ واستدامة الحِرف عبر التدريب ونقل المهارات
- تعزيز الهوية الثقافية عبر إبراز التراث المحلي
- تحفيز الاقتصاد الثقافي والسياحة المحلية
- إشراك الأجيال الشابة وبناء وعي مهاري وثقافي
في الختام، يعيد معرض فنون تحكي قصصًا للحرف صوتها ويمنح كل زائر فرصة لاقتناء جزءٍ من ذاكرة المدينة. زوروا المعرض، شاركوا الحرفيين، وكونوا جزءًا من استمرار الحكاية وإلى لقاء جديد. ولمتابعة المزيد من القصص والأحداث الثقافية، ندعوكم لزيارة مدونة بيوت السعودية والبقاء على اطلاع بكل ما هو ملهم ومميز.