يثير مشروع رقمنة الأشجار في الخبر سؤالاً مهماً وهو كيف يمكن للتقنية أن تحمي البيئة؟ وفي الوقت نفسه تدعم جودة الحياة. فالمشروع يقوم على تحويل الأشجار إلى بيانات رقمية دقيقة توضح مواقعها وأنواعها وحالتها، وبذلك تصبح إدارتها أسهل كما يعزز التخطيط الحضري الذكي.
ولهذا يبقى السؤال هل تعتقد أن دمج التقنية بالطبيعة أصبح خطوة ضرورية لمستقبل مدينتك؟ تابع المقال لتتعرف على تجربة الخبر كنموذج في التنمية المستدامة.
ما هو مشروع رقمنة الأشجار في الخبر ؟
يعد المشروع أحد أبرز المشاريع البيئية الذكية في المملكة، حيث أطلقته أمانة الشرقية ليجعل من الخبر أول مدينة خضراء ذكية في السعودية. كما يهدف إلى توثيق وربط الأشجار بنظام رقمي مع منصة معلومات جغرافية GIS عبر تثبيت بطاقات تعريف إلكترونية، تمكن المواطنين والزوار من معرفة تفاصيل كل شجرة بسهولة، مع دعم فرق البلدية في إدارة وصيانة الغطاء النباتي بكفاءة. إذ يستهدف المشروع في مرحلته الأولى رقمنة 100 ألف شجرة في الخبر.
اقرأ أيضاً: ما هي تفاصيل مشروع بيوت محمية وزراعة مائية في تبوك ؟
ما أهداف مشروع الأشجار الذكية في السعودية ؟

تركز أهداف هذا المشروع على تحسين البيئة وجودة الحياة باستخدام التقنية الحديثة، وتشمل ما يلي:
- رقمنة مئة ألف شجرة في مختلف أحياء الخبر وتوثيق بياناتها عبر رموز QR مرتبطة بقاعدة بيانات دقيقة
- تعزيز مبادرة السعودية الخضراء من خلال دعم أهداف تقليل الانبعاثات وزراعة مليارات الأشجار بحلول 2030
- رفع وعي المجتمع البيئي عبر إتاحة بيانات الأشجار للسكان والزوار باللغتين العربية والإنجليزية
- جذب الاستثمارات ودعم السياحة البيئية من خلال جعل الخبر وجهة حديثة للابتكار في الاستدامة
ما دور أمانة المنطقة الشرقية في المشروع ؟
يتمثل دور الأمانة في عدة محاور رئيسية، أبرزها:
- وضع خطة استراتيجية شاملة لضمان نجاح المشروع وربطه بأهداف رؤية المملكة 2030
- قيادة عملية التنفيذ من خلال متابعة جميع المراحل والإشراف المباشر على الفرق الميدانية
- تطوير شراكات مع القطاع الخاص لتوفير حلول تقنية واستثمارية تدعم الرقمنة والاستدامة
- إطلاق مبادرات توعوية تستهدف المجتمع المحلي لتعزيز وعي السكان بأهمية الحفاظ على البيئة
- توفير منصات رقمية تفاعلية تمكّن المواطنين والزوار من الوصول إلى بيانات الأشجار والمشاركة في حماية الغطاء النباتي
كيف يعمل مشروع رقمنة الأشجار في الخبر ؟
يعمل هذا المشروع على إنشاء قاعدة بيانات رقمية شاملة لكل الأشجار في المدينة، حيث يتم تحديد مواقعها بدقة ورصد أنواعها وحالتها الصحية. إذ أن هذه الخطوة تساعد الجهات المختصة على إدارة المساحات الخضراء بكفاءة أكبر، وتسهّل عمليات الصيانة والمتابعة. كما تساهم في التخطيط لتوسيع الغطاء النباتي بشكل منظم.
وعلى مستوى الخبر، تكمن أهمية المشروع في كونه يعزز مكانة المدينة كبيئة حضرية مستدامة. فضلاً من ذلك، فهو يمنحها ميزة تنافسية ضمن المدن الذكية، إضافة إلى تحسين جودة الحياة لسكانها من خلال بيئة أكثر صحة وتوازناً.
قد يهمك أيضاً: الموارد الطبيعية المتجددة والغير متجددة في المملكة العربية السعودية.
ما هي آلية مشروع رقمنة 100 ألف شجرة في الخبر ؟
تم تصميم هذه الآلية لتخدم أهداف الاستدامة وتطوير المدينة. ومن أبرز ملامح هذه الآلية ما يلي:
- حصر الأشجار ميدانياً عبر فرق متخصصة تقوم بجمع البيانات الأولية عن مواقع وأنواع الأشجار المنتشرة في المدينة.
- تثبيت بطاقات إلكترونية على الأشجار تحمل رمز QR يتيح الاطلاع على بياناتها التفصيلية باللغتين العربية والإنجليزية.
- تسجيل البيانات وربطها جغرافيًا باستخدام نظام تحديد المواقع لإنشاء قاعدة بيانات دقيقة وموحدة.
- إدخال البيانات في منصة رقمية مركزية تتيح للجهات المختصة متابعة حالة الأشجار وإدارة صيانتها بشكل دوري.
- ترقيم عشرات الآلاف من الأشجار في المواقع الحيوية مثل كورنيش الخبر والطرق الرئيسية، ثم التوسع ليشمل بقية أحياء الخبر حتى الوصول إلى 100 ألف شجرة.
كيف ساهم المشروع في جعل الخبر أول مدينة خضراء ذكية ؟

اتخذت الخبر خطوات استراتيجية لتحويل طبيعتها الحضرية إلى بيئة أكثر ذكاءً وخضرة:
- المدينة ربطت مشروعها بهدف الحدّ من انبعاثات الكربون وفق مبادرة السعودية الخضراء، التي تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة وحماية 30% من الأراضي والبحار بحلول عام 2030.
- أسهم في توثيق الأصول الخضراء للخبر عبر قاعدة بيانات تفاعلية، تُظهر مواقع الأشجار وأنواعها وإرشادات العناية بها.
- ربط البيانات الجغرافية بموقع الأشجار ضمن خريطة رقمية للمساعدة اتخاذ قرارات صيانة وتخطيط ذكي قائم على الموقع الفعلي.
- جذب القطاع الخاص للمشاركة في مبادرات التشجير، ما يخلق فرص اقتصادية ودفعاً للاستثمار في البنية البيئية الذكية.
- تحتل الخبر المرتبة 61 عالمياً في تصنيف المدن لعام 2025، والرقمنة الخضراء تعزز من فرصها في التقدم بهذا التصنيف.
باختصار، فإن مشروع رقمنة الأشجار في الخبر يجسد خطوة رائدة نحو مدينة خضراء ذكية، إذ يجمع بين حماية البيئة والابتكار الرقمي. كما يعكس رؤية طموحة لمستقبل أكثر استدامة.
ولذلك، ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية للتعرف على المزيد من المبادرات الذكية، كما يسعدنا متابعتك لنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمشاركة رأيك حول هذا المشروع وغيره من المشاريع البيئية.