هل تعلم أن السعوديين يستهلكون أكثر من 80 ألف طن من البن سنويًا، ويُقدَّم يوميًا ملايين الأكواب من القهوة السعودية في البيوت والمجالس والمناسبات؟ رقم ضخم يوضح مكانة هذا المشروب العريق في حياتنا اليومية. لكن وراء هذا الرقم قصة ثقافية ممتدة عبر قرون، أصبحت فيها القهوة السعودية أكثر من مجرد مشروب، بل رمزًا للكرم والأصالة. فكيف ساهم مشروع خبير القهوة السعودية في تأصيل هذا الإرث وتعليمه للأجيال الجديدة؟
تاريخ القهوة في السعودية
منذ مئات السنين ارتبطت القهوة بالجزيرة العربية، ويُعتقد أن أول من استزرع البن في العالم كان في اليمن قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى، ليصبح جزءًا من حياة المجتمعات المحلية. تشير المصادر إلى أن انتشار القهوة في نجد والحجاز ارتبط بالمجالس والأسواق، حيث تحولت من مجرد مشروب إلى طقس اجتماعي متكامل.
وبحسب تقارير حديثة، تشهد القهوة السعودية اليوم نهضة في زراعة البن خصوصًا في جبال جازان والباحة وعسير، حيث يُنتَج سنويًا آلاف الأطنان من البن العربي الفاخر. هذا الامتداد التاريخي من الماضي للحاضر جعل القهوة السعودية عنصرًا أساسيًا في الهوية الوطنية، وعزز الحاجة إلى مبادرات تحافظ عليها وتورثها للأجيال.
نبذة عن مشروع خبير القهوة السعودية

أُطلق المشروع في 18 رمضان 1443هـ/19 أبريل 2022م ضمن مبادرة “عام القهوة السعودية”، في الرياض وجدة، ليكون منصة معرفية وتراثية. يجمع المشروع بين الخبراء والزوار، ويُعرّفهم بتاريخ القهوة، وأدواتها التقليدية مثل الفنجان والمحماس والنجر، ويقدّم دورات تدريبية معتمدة لصناعة جيل جديد يحمل لقب خبير القهوة السعودية.
أهداف مشروع خبير القهوة السعودية
- تأصيل العادات والتقاليد المرتبطة بالقهوة السعودية
- توثيق أدوات القهوة التقليدية وحفظها كجزء من التراث
- تدريب الكوادر الوطنية على مهارات التحضير والتقديم
- إبراز القهوة كرمز ثقافي يعكس هوية المملكة
كيفية عمل مشروع خبير القهوة السعودية
- التقديم للدورات متاح للسعوديين بعمر أكبر من 18 سنة
- يحصل المتدرب على محتوى معرفي شامل عن القهوة
- التدريب يتم عبر خبراء مختصين في عدة مدن سعودية
- بعد اجتياز الدورة، يُمنح المتدرب رخصة خبير القهوة السعودية من هيئة فنون الطهي، تؤهله لتقديم التجربة في الفعاليات الثقافية
برامج مشروع خبير القهوة السعودية
يضم مشروع خبير القهوة السعودية برنامجًا تدريبيًا متكاملًا مقسمًا إلى خمس وحدات رئيسية، صُممت لتأخذ المتدرب في رحلة معرفية تبدأ من جذور القهوة وتاريخها، وصولًا إلى فنون تقديمها ومهارات التواصل المرتبطة بها.
مقدمة في تاريخ القهوة
تغطي تاريخ اكتشاف القهوة ونسبتها للعرب، مع التركيز على بدايات استزراعها في جزيرة العرب.
زراعة البن ومعالجة الحبوب
يتعرف المتدربون على سلالات البن في المملكة، وأشهر طرق معالجته عالميًا، وجودة المحصول وطرق كشف العيوب.
أدوات القهوة وطرق إعدادها
تشمل وصفات القهوة السعودية ودرجات تحميصها، وأنواع الدلال وصناعها، إضافة إلى الأدوات التقليدية المستخدمة منذ القدم.
أدب وتراث القهوة
تتناول التراث الأدبي والكتابات المبكرة عن القهوة، إلى جانب ألغازها في الشعر الشعبي وأدب المجالس.
تقديم القهوة ومهارات التواصل
تركز على عادات التقديم قديمًا وحديثًا، والأطعمة المصاحبة للقهوة، مع مهارات التواصل التي تعكس قيمة الضيافة.
مشاريع مبادرة عام القهوة السعودية
يُعد المشروع جزءًا من مبادرة عام القهوة السعودية التي أطلقتها وزارة الثقافة لدعم الهوية الوطنية. هذه المشاريع لا تهدف فقط للاحتفاء بالموروث، بل أيضًا لتمكين الشباب من المشاركة في الفعاليات الدولية والتعريف بالقهوة السعودية كرمز عالمي للأصالة.
أسئلة شائعة حول مشروع خبير القهوة السعودية

من يمكنه التسجيل في المشروع؟
أي سعودي عمره فوق 18 سنة، مع رغبة في التعرف على القهوة السعودية
هل الدورة مجانية؟
نعم، جميع الدورات مدعومة من وزارة الثقافة
ماذا يحصل الخريجون بعد إتمام الدورة؟
يحصلون على رخصة معتمدة من هيئة فنون الطهي تؤهلهم لتمثيل القهوة السعودية في الفعاليات الثقافية
ختاما، مشروع خبير القهوة السعودية ليس مجرد تدريب، بل جسر بين الماضي والحاضر، يورّث قيم الكرم والأصالة للأجيال القادمة. إنه تجربة معرفية وثقافية تمنح الشباب فرصة ليكونوا سفراء للقهوة السعودية داخل المملكة وخارجها،
ولمزيد من المقالات عن الثقافة السعودية ومشاريعها الملهمة، ندعوك لزيارة مدونة بيوت السعودية واكتشاف المزيد.