نظراً لأهمية الملاحة البحرية والإحداثيات المترتبة عليها في الآونة الأخيرة من التجارة والسياحة والاقتصاد، نفذت السعودية عدة مشاريع تضمن استمرارية هذه العمليات ضمن خطط هادفة واستراتيجية ترقى في المملكة نحو مستقبلٍ بحريٍ أفضل، حيث يأتي مشروع المسح البحري في السعودية ليكون نموذجاً يحتذى به في هذا المجال، فما هو هذا المشروع؟، وما هي مميزاته؟، وما هي الأهداف المراد تحقيقها منه؟، تابعوا معنا أبرز التفاصيل في جولة استثنائية ضمن خليج البحر الأحمر.
نبذة عن مشروع المسح البحري في السعودية
يعتبر مشروع المسح البحري في السعودية من أهم المبادرات الوطنية التي تشرف عليها الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية السعودية ، إذ يقوم في أساسه على جمع وتحليل البيانات البحرية لإنتاج خرائط ملاحية وإلكترونية، بالإضافة إلى الورقية منها، فضلاً عن تأمين سلامة الملاحة البحرية في عدة مناطق من ساحل البحر الأحمر مثل خليج العقبة والخليج العربي.

كما يُنفّذ هذا المشروع على ثلاث مراحل لضمان نجاح العملية، لكل واحدة منها ميزاتها الخاصة التي تسهم في رفع القيمة الملاحية في السعودية والنهوض بها نحو السواحل العالمية الأخرى، فضلاً عن تسخير أحدث التقنيات والتكنولوجيا في إنتاج الخرائط مثل الطائرات وأجدد طرازات السفن البحرية العلمية.
أهداف مشروع المسح البحري
يتضمن مشروع المسح البحري في السعودية على رزمة من الأهداف الرفيعة التي تصقل البيئة البحرية في المملكة، إذ لخصنا لكم هذه الأهداف كالآتي:
- سلامة الملاحة البحرية عن طريق إنتاج الخرائط الملاحية الدقيقة وفقاً لمواصفات المنظمة الدولية للمسح البحري(IHO) والمنظمة الدولية البحرية (IMO).
- مراقبة التلوث وتقييم حالة النظم البيئية البحرية، بما في ذلك الشُعب المرجانية والشواطئ.
- تجهيز خرائط للمناطق الساحلية والجزر البحرية لدعم مشاريع التنمية المستدامة في البحر الأحمر.
- توفير بيانات بحرية تدعم الأمن الوطني وحماية الحدود البحرية.
مراحل مشروع المسح البحري
ذكرنا سابقاً أن مشروع المسح البحري في السعودية يُقام على ثلاثة مراحل أساسية متتابعة تُسهم في جعل الرؤى الهادفة واقعاً ملموساً، إذ تأتي هذه المراحل كما يلي:
المرحلة الأولى
تقوم هذه المرحلة على تجهيز المعدات والوسائط البحرية والجوية لبدء عملية المسح، إلى جانب تدريب الفريق الميداني المختص في هذا المجال ومعايرة الأجهزة المستخدمة ومن ثم تسليم زمام الأمور في موقع العمل إلى المقاول.
المرحلة الثانية

بعد تسليم البيانات والمعلومات الخاصة بالموقع للجهات المنفذة المسؤولة، يبدأ العمل في إنتاج الخرائط البحرية والمسح البحري لقياس الأعماق باستخدام أحدث التقنيات وتصنيف قاع البحر، ومن هذه التقنيات الحديثة هي (الليدار) باستخدام الطائرة الذي يستكشف العوائق الملاحية، بالإضافة إلى أجهزة المسح الجانبي وأجهزة سبر الأعماق.
المرحلة الثالثة
في المرحلة الأخيرة من مشروع المسح البحري في السعودية ، يقوم الفريق المختص بمعالجة المخرجات وتحليل البيانات لتطبيقها على أرض الواقع، ليأتي بعدها عملية إنتاج الخرائط البحرية الملاحية والمعلومات الجغرافية.
منجزات ونتائج مشروع المسح البحري في السعودية
حقق هذا المشروع إنجازات غير مسبوقة في مجال الملاحة البحرية في المملكة، حيث تكللت هذه النتائج بالنجاح عن طريق الآتي:
- التغطية الشاملة لجميع المياه السعودية في البحر الأحمر وخليج العقبة بأعمال المسح البحري، بالإضافة إلى إنتاج خرائط ملاحية ورقية وإلكترونية.
- تأسيس شبكة وطنية تضم 12 محطة لقياس المد والجزر موزعة على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.
- إنتاج العديد من المنشورات البحرية مثل جداول التيارات البحرية و جداول المد والجزر للعمل بها أثناء النشاط البحري.
دور الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية السعودية في المشروع
تحمل الهيئة على عاتقها مسؤولية التخطيط والتنفيذ لأعمال المسح البحري وجمع وتحليل البيانات، علاوةً على إصدار التصاريح لسفن السمح والأبحاث العلمية وتطوير الموارد البشرية في تنمية مهاراتها في هذا المجال، إذ يعتبر هذا المشروع خطوة مُستقبلية في تحقيق رؤية 2030 التي تجعل من المملكة نقطة وصل بين القارة الآسيوية والأوروبية والأفريقية، حيث تعمل المملكة جاهدة في استثمار هذا المجال، والدليل على ذلك هو عقدها مؤتمر تطوير الموانئ البحرية والدولية.
أهمية مشروع المسح البحري
مشروع المسح البحري في السعودية يُعد بمثابة نافذة مُطلة على المستقبل بأُفق واسع، إذ يعزز هذا المشروع الأمن الوطني ويصون ثرواته البحرية من الضياع أو التلوث، كما يرسخ مكانة المملكة كمنارة عالمية للملاحة والتجارة البحرية ويحيي الأمل في تنمية مستدامة تحفظ البيئة وتفتح أبوباً في على نجاحاتٍ لا حدود لها للتقدم والازدهار في هذا المجال.
ختاماً، دونت مدونة بيوت السعودية هذه المعلومات حول مشروع المسح البحري في السعودية من منطلق الإيمان التام في المستقبل المشرق الذي ينتظر المملكة، حيث نرى أسمى الجهود والعمل الجاد في شتى المجالات سواءً البحرية أو الجوي، ومن البرامج التي تدل على الالتزام في هذه الرؤيا العظيمة برنامج المشغل الاقتصادي السعودي المعتمد الذي ينقلكم إلى عالم التجارة البحرية في البلاد في محاولات فعّالة للظفر بأعلى المعايير الاقتصادية.