تعد مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية أحد أبرز مشاريع التنمية الصناعية في السعودية، حيث تمثل نموذجًا طموحًا لرؤية المملكة في تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، فما هي هذه المدينة؟ أين تقع؟ وما هي أقسام هذا المشروع؟ في هذا المقال ستتعرف على إجابة كل هذا وأكثر.
تم إنشاء هذا المشروع في عام 2006 في الرابع من شهر نوفمبر، حيث أعلن عنها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحت اسم “مدينة جازان الاقتصادية”. وتقع هذه المدينة الواعدة في الجزء الشمالي من منطقة جازان على ساحل البحر الأحمر، وتشرف الهيئة الملكية للجبيل وينبع على تطويرها، وتتميز بموقع استراتيجي يربطها بممرات الشحن العالمية، إلى جانب قربها من الأسواق الإقليمية والدولية، ما يجعلها مركزًا محوريًا للصناعات الثقيلة والتحويلية والتعدينية والبتروكيماويات في المملكة.
أقسام مشروع مدينة جازان الاقتصادية
منذ انطلاق المدينة في عام 2006 وحتى انتقال إدارتها للهيئة الملكية للجبيل وينبع وتغيير اسمها إلى مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، شهدت المدينة تطورًا متسارعًا في بنيتها التحتية ومرافقها الصناعية والسكنية، لتصبح اليوم ركيزة أساسية في تحقيق التنمية المتكاملة لمنطقة جازان، جذب الاستثمارات المحلية والعالمية، توفير آلاف فرص العمل، ودعم الصناعات الوطنية بما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية.
تبلغ مساحة المدينة الإجمالية نحو 39 مليون متر مربع، وتقع بالقرب من المطار الدولي الجديد الواقع في مدينة جازان، وتتكون المدينة من 3 مناطق رئيسية هي:

منطقة المانجروف
أنشئت هذه المنطقة من منطلق سعي الهيئة لحماية البيئة وتعزيز الموارد الطبيعية، حيث تعمل الهيئة على دمج الأصول البيئية المتعلفة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مثل غابات المانجروف، المساحات الخضراء، والكثبان الرملية الذهبية ضمن تخطيطها الحضري. وذلك دعمًا لاستراتيجية التنمية المستدامة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة والارتقاء بنقاء الهواء في المدينة، وتبلغ مساحة هذه المنطقة 5.6 كيلومترًا مربعًا.
المنطقة السكنية
تستوعب مدينة جازان للصناعات نحو 73 ألف نسمة، مع قدرة تطويرية تبلغ 24 ألف وحدة سكنية، وقد تم حتى الآن تنفيذ حوالي 50% من هذه الوحدات، إلى جانب 10% من المشاريع التجارية المستقبلية، المرافق التعليمية، والمتنزهات، ولضمان توفير بيئة آمنة وصحية، تم تخصيص منطقة خضراء عازلة بطول 8 كيلومترات تفصل بين الأحياء السكنية والمنطقة الصناعية، بما يحقق أهداف الحماية البيئية المستدامة، وتمتد هذه المنطقة على مساحة 25 كيلومترًا مربعًا.
المنطقة الصناعية
تمتد هذه المنطقة على مساحة 83.4 كيلومتر مربع، وتصنف في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية بناءً على استخدامات الأراضي المحددة ضمن المخطط الاقتصادي، حيث تشمل مجموعة متنوعة من القطاعات الصناعية، تبدأ بالمعدات والأجهزة الإلكترونية، المعادن، البتروكيماويات، معالجة الأغذية، الخدمات اللوجستية، إلى جانب مجموعة من الصناعات الأخرى التي تدعم تنوع واستدامة النمو الصناعي في المدينة.
موقع مدينة جازان الاقتصادية
تقع مدينة جازان للصناعات على ساحل البحر الأحمر في الجزء الشمالي من منطقة جازان، وتبعد نحو 75 كيلومترًا عن مدينة جازان، وحوالي 26 كيلومترًا إلى الغرب من محافظة بيش. ويمتد ساحل المدينة لمسافة تقارب 19.4 كيلومترًا، ويمنحها موقعها الجغرافي ميزة استراتيجية بفضل قربها من ممرات الشحن العالمية على البحر الأحمر، بالإضافة إلى مجاورتها للقرن الإفريقي، ما يعزز من مكانتها كمركز محوري للتجارة والصناعة في المنطقة.
ما هي القطاعات المستهدفة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان
تركز المنطقة الاقتصادية الخاصة في جازان على مجموعة من القطاعات الحيوية والاستراتيجية التي تعزز التنمية الاقتصادية وتدعم رؤية المملكة 2030، كما تسعى مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية من خلال هذه القطاعات إلى تعزيز مكانتها كبوابة صناعية ولوجستية للجنوب السعودي، وجذب الاستثمارات المحلية والعالمية، وتوفير فرص عمل متنوعة، وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة، وتشمل هذه القطاعات ما يلي:
- الصناعات الثقيلة مثل الصناعات البتروكيماوية، صناعة الحديد والصلب، الصناعات التعدينية، وتكنولوجيا الأحياء والزراعة.
- الصناعات التحويلية والثانوية وتشمل معالجة السيليكون، صناعة المستحضرات الطبية، صناعات المعادن التحويلية، صناعة الألمنيوم، إنتاج السبائك والرقائق الشمسية، وصناعة الأخشاب ورقائق النحاس.
- الصناعات الغذائية التحويلية، حيث يتم الاستثمار في مجمعات صناعات غذائية متقدمة مستفيدة من الثروات الزراعية والحيوانية والسمكية في المنطقة.
- الخدمات اللوجستية بفضل وجود ميناء صناعي متكامل يربط المدينة بممرات الشحن العالمية، ما يجعلها مركزًا لوجستيًا إقليميًا هامًا.
- الاستثمار في الطاقة وذلك من خلال مشاريع محطات الطاقة، التحلية، التبريد، وتوفير الإمدادات الحيوية للطاقة للصناعات المختلفة.
- توطين صناعة السفن مستفيدة من الموقع البحري الاستراتيجي للمدينة على ساحل البحر الأحمر.
- الاستثمار في الثروات الطبيعية مثل الثروات المعدنية والزراعية والسمكية، وتطوير الصناعات المرتبطة بها.

ما حوافز المنطقة الاقتصادية الخاصة
بعد أن تم التعرف على كافة التفاصيل المتعلقة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية ، لا بد من التعرف على أن هناك الكثير من الحوافز التي تشجع أي مستثمر على الإقبال على الاستثمار في هذا المشروع، وتتضمن هذه الحوافز كل مما يلي:
- الإعفاء من ضريبة الدخل لمدة قد تصل إلى 20 سنة، و0% ضريبة على الصادرات خارج المملكة.
- إعفاء جمركي على دخول المعدات، المواد الخام، وقطع الغيار بدون رسوم جمركية.
- ملكية أجنبية بنسبة 100%، بحيث تستطيع الشركات الأجنبية تمتلك المشاريع بالكامل بدون الحاجة لشريك محلي.
- حرية تحويل الأرباح، وهذا يعني عدم وجود قيود على تحويل الأرباح أو رأس المال للخارج.
- إجراءات تسجيل سريعة، ونظام نافذة موحدة لكل التراخيص والمعاملات.
- دعم لوجستي قوي بسبب قرب المدينة من ميناء جازان ومطار الملك عبدالله، وسهولة الوصول للأسواق الأفريقية والآسيوية.
- دعم لتوظيف السعوديين، ومبادرات لتدريب الكفاءات المحلية.
الفوائد والاستثمارات والوظائف في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية
تتيح مدينة جازان للصناعات بيئة فاعلة وكفؤة ومتميزة لإنتاج الصناعات الاساسية والتحويلية، وعمليات تبادل التقنيات، كما توفر مدىً فسيحاً ورحباً للتجارة والاستثمار، التعليم والتدريب، والإسكان وممارسة الأنشطة الحياتية بأسلوبٍ عالي الجودة.
وفي سياق تحقيقها قدراً هائلاً من الفعاليات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية؛ فإنه من المتوقع أن تحصد مدينة جازان للصناعات أكثر من 100 مليون ريال سعودي كعائدٍ من استقطاب الاستثمارات الخاصة في العديد من القطاعات المختلفة التي تتضمنها مدينة جازان الإقتصادية؛ مما سيسهم بدوره في توفير نحو 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة بحسب المؤشرات والتوقعّات.
فيما تشير تحليلات وتوقعات أخرى بمساهمة المدينة في إجمالي الناتج المحلي بمقدار 39 مليار ريال سعودي بحلول العام 2040، ووصول حجم الاستثمار الأجنبي في مدينة جازان للصناعات إلى 11 مليار ريال سعودي في العام ذاته أيضاً.
وفي الختام تم التعرف على أهم المعلومات المتعلقة في مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية ، من حيث أقسام المشروع، القطاعات التي يستثمر بها، موقعه، والمزيد من التفاصيل الأخرى، استثمر في المنطقة الاقتصادية الخاصة بجازان لتحقق نجاحات مدهشة، إلى جانب ذلك تم ذكر الحوافر التي توفرها المدينة الاقتصادية في مدينة جازان من إعفاء جمركي، دعم لوجستي، ملكية أجنبية وغيرها من الحوافز الأخرى.
إذا أردت التعرف على معلومات أخرى حول ميناء جازان، يمكنك الاطلاع على مدونة بيوت السعودية.